إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن المصالحة المجتمعية في بلاده ستبدأ بعد تحرير الموصل وانهاء داعش ردًا على محاولاته زرع الفتنة بين المذاهب والمكونات، ودعا سفراء بلاده الى الابتعاد عن عكس انتمائهم وسلوكهم السياسي او المذهبي في تعاملهم مع العراقيين في الدول التي يعملون فيها لأنهم يمثلون صوت الدولة العراقية.

واشار العبادي خلال اجتماع عقده مع السفراء والبعثات الدبلوماسية للعراق لدى دول العالم الى أن سياسة العراق واضحة تتمثل بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للاخرين وتعزيز العلاقات مع الدول على اساس الاحترام المتبادل والحفاظ على السيادة العراقية. وقال إن السفارات العراقية في الخارج هي بيوت للعراقيين في هذه الدول ولايجوز للسفير أو الموظف هناك ان يعكس انتماءه وسلوكه السياسي أو المذهبي فيها لانه يمثل صوت الدولة العراقية.

ودعا الى ايصال صوت العراق في الخارج وعكس صورة ايجابية للعراق من خلال وجود حياة نشطة في مدننا بالجوانب الاقتصادية والمالية والتجارية والاجتماعية ومحو الصورة الذهنية المتكونة في الخارج عن العراق والمتمثلة بالقتل والتفجيرات وغيرها. واكد ان المعارك مستمرة وتسير بوتيرة جيدة وجميع القوات تشارك في معركة الموصل والتفاهم بينها ممتاز والمعركة نظيفة والشكاوى قليلة جدًا، "كما انني لم اتسلم أي شكوى أو تجاوز عن الحشد الشعبي في معركة الموصل"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف".

وكان مؤتمر السفراء العراقيين الخامس قد بدأ اجتماعاته الجمعة الماضي وناقش امس مع الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق محور إعادة الاعمار والاستقرار في المناطق المحررة، حيث قدم عرضاً مفصلاً عن جهود الحكومة في دعم وإعادة الاعمار والاستقرار الى المدن المحررة في محافظات (الانبار، صلاح الدين، ديالى، نينوى) موضحًا أن خلية إدارة الازمات باشرت بوضع خطة استراتيجية واضحة لإعادة النازحين الى مناطقهم بعد تحريرها ومساهمة الوزارات كافة في تنفيذها.

واكد ان خلية الازمة وضعت خطة لإعادة النازحين الى مناطق سكناهم بعد تحريرها وكانت النتائج جيدة في مدن تكريت والرمادي والفلوجة والصقلاوية والكرمة. ودعا العلاق السفراء ورؤساء البعثات الى العمل على تحفيز الدول المعتمدين فيها لتنفيذ وعودها في تقديم الدعم المالي للعراق عبر صندوق إعادة اعمار المناطق المحررة.
&
العبادي: المصالحة المجتمعية بعد تحرير الموصل

ومن جهة اخرى، اكد العبادي حاجة البلد الى الوحدة بعد الانتصار على عصابات داعش، مشيرًا الى ان الصراع السياسي يعرض امن البلد الى خطر مجدداً الدعوة الى المصالحة المجتمعية.

&جاء ذلك خلال كلمة للعبادي في الاحتفالية بالذكرى الستين لتأسيس حزبه الدعوة الاسلامية محذراً من ان الاسلام السياسي يتعرض لهجمة من بعض المحسوبين عليه ومن يقف بالضد منه والاسلام بريء من كليهما فالدين الاسلامي دين رحمة وسلام وانصاف، وليس دين عداوة.

واوضح ان مجموع التخريب في العراق من قبل الجماعات الارهابية بلغ 35 مليار دولار، اضافة الى حجم الدمار البشري.

وشدد على ان ضرورة تحقيق المصالحة المجتمعية التي دعا اليها سابقًا بعد تحرير الفلوجة "لان داعش اراد ان يوقع بين مكونات الشعب العراقي وبين العشيرة الواحدة وبين المذاهب ويجب ان لاندعه ينفذ مشروعه وان نعاقب المجرم على قدر جرمه".

وأضاف العبادي أن "المصالحة المجتمعية ستنطلق بعد تحرير الموصل وفيها معانٍ كبيرة".. مشيراً إلى أن "انطلاق هذه المصالحة تأتي ردًا على داعش الذي حاول أن يوقع بين أبناء البلد الواحد".&

وتساءل بالقول "الى اين اوصلتنا الطائفية والاثنية؟".. داعيا الى عدم استخدام الطائفية والاثنية في العملية السياسية "لان المسؤول عليه ان يعمل ويدافع عن جميع العراقيين وان لا يدافع عن مذهبه وطائفته".. مشيرًا الى أن التسوية السياسية ستكون بداية جديدة لإنهاء "الصراعات" بعد الانتهاء من داعش وتحرير مدينة الموصل. واكد ان النصر على عصابات داعش الارهابية اصبح باليد والقوات العراقية دخلت الموصل "فالعدو عقائدي باطل وشرس ويجب ان لا نعطيه فرصة".&

وكان العبادي قد أكد في زيارته للفلوجة في الثامن من يونيو الماضي بعد تحريرها أن "المصالحة المجتمعية اصبحت ضرورة ولا يمكن ان نسلم بدونها"،.. مضيفًا أن "هناك من يريد أن يثير الطائفية الاثنية والقومية بين افراد الشعب العراقي بهدف إحداث مشكلة بين ابناء المجتمع على الرغم من ان المجتمع موحد".

واضاف العبادي، إن "تنظيم داعش لم يفرق في قتله بين مكون وآخر واستهدف العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم واديانهم".. مؤكدًا "عدم السماح لما وصفهم بـ" دواعش السياسة" والاصوات الناشزة بالعودة مرة أخرى وايصال البلاد الى ما آلت اليه ".

ومنذ انطلاق معركة الموصل في 17 اكتوبر الماضي، جرى تحرير عشرات القرى والبلدات بمحيط الموصل وعدد من الأحياء الشرقية داخل المدينة، فيما نزح أكثر من 100 ألف مدني من مناطق سكنهم منذ انطلاق المعركة حسب إحصاءات رسمية.