إيلاف - متابعة: قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "تأجلت عملية الاجلاء للحالات الانسانية من بلدتي الفوعة وكفريا حتى اشعار اخر حتى يتم الاطمئنان الى وجود ضمانات دولية".&

بدوره، اكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل المعارضة في حلب، لفرانس برس ان "عملية الاجلاء من حلب توقفت موقتا"، لكنه اوضح ان اعتداء مسلحين على عشرين حافلة ارسلت لاتمام عملية الاجلاء "لن يؤثر على استئناف العملية في وقت لاحق".

وكانت 20 حافلة مخصصة لإجلاء سكان بلدتين محاصرتين في شمال غرب سوريا تعرضت للاعتداء والحرق، لكن ذلك لن يعوق في المقابل استكمال تطبيق اتفاق لخروج المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، وفق ما أكد مصدر عسكري سوري.

كانت هذه الحافلات تنتظر إشارة للدخول الى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب، بموجب اتفاق روسي تركي ايراني، يتضمن كذلك اجلاء الاف المحاصرين في مدينة حلب.

شاهد مراسل لفرانس برس على اطراف البلدتين نحو عشرين مسلحًا وهم يهاجمون عددا من الحافلات قبل دخولها الى البلدتين لاجلاء السكان. وقال انهم عملوا على انزال السائقين قبل اقدامهم على اطلاق النار على عشرين حافلة وعلى خزانات الوقود ما ادى الى احتراقها بالكامل.

وقع الاعتداء بعد دخول خمس حافلات اخرى الى البلدتين. ونفى مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان يكون للاعتداء تأثير على تنفيذ اتفاق الاجلاء. وقال لوكالة فرانس برس "ثمة ارادة جماعية بان يسري الاتفاق، لكن ثمة معوقات ينبغي العمل على تذليلها".
وتضاربت المعلومات بشأن هوية المعتدين على الحافلات.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى خلافات بين حركة احرار الشام وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل اعلانها فك ارتباطها بالقاعدة) بشأن عملية الاجلاء.&وبدأت عشرات الحافلات بالدخول الاحد الى اخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب تمهيدا لاستئناف عملية اجلاء الاف من المدنيين والمقاتلين المحاصرين وسط ظروف انسانية صعبة منذ خمسة اشهر.

وقال مراسل فرانس برس ان الافا من السكان كانوا ينتظرون وسط الجوع والبرد منذ الصباح استئناف عملية الاجلاء من حلب بعد تعليقها الجمعة اثر اتهام الجيش السوري الفصائل المقاتلة بخرق الاتفاق، ومن ثم الخلاف بين المفاوضين حول عدد الاشخاص الذين سيتم اجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.

دخلت الحافلات بعد ظهر الاحد وفق ما اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الى الاحياء الشرقية، باشراف الهلال الاحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر "لاخراج من تبقى من الارهابيين وعائلاتهم الى ريف حلب الجنوبي الغربي".

واكد مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس دخول حافلات "بشكل متواز" الى شرق حلب والى كفريا والفوعة فضلا عن اشارته الى ان مئة حافلة ستدخل تباعا الى حلب.

بعد ساعات من الانتظار، أكد مراسل فرانس برس مساء الاحد ان اكثر من ثلاثين حافلة ممتلئة بالركاب الذين وقف بعضهم وافترش بعضهم الاخر الارض، كانت مستعدة للانطلاق من حي العامرية في حلب من دون ان تتحرك من مكانها. وقال ان الالاف وبينهم عدد كبير من الاطفال اضطروا الى البقاء لساعات في العراء في حي العامرية وسط برد شديد بانتظار قافلة جديدة. ولجأ بعضهم الى احراق الثياب والحاجيات التي كانت معهم للشعور بالدفء مع انخفاض الحرارة دون الست درجات مساء. وبحسب الامم المتحدة، لا يزال نحو اربعين الف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 الى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم.

اتفاق جديد
ومنذ الخميس، تم اجلاء نحو 8500 شخص، بينهم ثلاثة الاف مقاتل، من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الاقل، بموجب اتفاق توصلت اليه روسيا وتركيا اساسا قبل دخول ايران على خط المفاوضات.

واكد مصدر قيادي من "جيش الفتح"، ائتلاف فصائل يسيطر على ادلب ويضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) للصحافيين الاحد، وبينهم مراسل فرانس برس على اطراف بلدة الفوعة، التوصل الى اتفاق جديد سيطبق على مراحل.

وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه، ان "1250 شخصا سيخرجون من الفوعة مقابل نصف عدد السكان المحاصرين في حلب في مرحلة اولى، على ان يخرج العدد نفسه من كفريا في المرحلة الثانية مقابل النصف الاخر المتبقي من المحاصرين في حلب".&وفي المرحلة الثالثة يخرج "1500 شخص من الفوعة وكفريا مقابل 1500 اخرين من مدينتي الزبداني ومضايا" المحاصرتين من قوات النظام وحلفائه في ريف دمشق.

والبلدات الاربع الاخيرة محور اتفاق &تم التوصل اليه العام الماضي بين الحكومة السورية والفصائل ويتضمن وقفا لاطلاق النار، ووجوب ان تحصل عمليات الاجلاء وادخال المساعدات بشكل متزامن. وفي اعتداء اخر عملية الاجلاء، اقدم مسلحون على حرق عشرين حافلة مخصصة لاجلاء سكان من الفوعة وكفريا الاحد خلال وجودها في محيط البلدتين.&

وقال مصدر عسكري سوري لفرانس برس اثر ذلك ان الاعتداء لن يعوق استكمال الاجلاء من حلب. الا انه وبعد ساعات عدة لم تتحرك اي من الحافلات. وكانت خمس حافلات على الاقل دخلت بلدتي الفوعة وكفريا. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الحافلات لن تتحرك من شرق حلب قبل انطلاق الحافلات من الفوعة وكفريا ووصولها الى وجهتها في مدينة حلب.

ثلاثة اطباء فقط
ياتي استئناف عمليات الاجلاء من حلب في وقت تتفاقم معاناة المحاصرين من قوات النظام منذ يوليو الماضي. ووصف مراسل الوكالة وضعا مأساويا داخل اخر مستشفى ميداني في شرق حلب، حيث شاهد الجرحى والمرضى ينامون على فرش على الارض ولا يملكون الا البطانيات للتدفئة بغياب الطعام والمياه. وقال ان معظم الجرحى مصابون في اطرافهم ولا يقوون على التحرك كما ان عددا منهم من دون مرافقين.

وقال المعالج الفيزيائي محمود زعزع الموجود داخل المستشفى لفرانس برس عبر الانترنت "لم يبق الا طبيب جراح في المسالك البولية وطبيب امراض داخلية وقلب وطبيب عام اضافة الى صيدلاني واحد واربعة ممرضين". وتواجه الفصائل المعارضة التي طمحت الى الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد، احتمال الهزيمة الكاملة في سوريا بعد خسارتها حلب.
&

&