اعتبرت فصائل من الجيش السوري الحرّ في مدينة حلب أن تعطيل خروج قافلة بلدتي الفوعة وكفريا من طرف محتجين، "إجرام بحق الثورة"، و"مقامرة بمصير المحاصرين في حلب"، وطالبت الجهات المعنية في المنطقة إيقاف تلك التصرفات.


بهية مارديني: بدأ اليوم تنفيذ اتفاق جديد لإجلاء المدنيين يسمح بإجلاء ألف ومئتين وخمسين شخصاً من حلب في مرحلته الأولى ويشمل مدنيين من مضايا والزبداني في ريف دمشق، مقابل إجلاء آخرين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب الشمالي، والذي كان شرطًا أضيف للاتفاق السابق الذي لم يستكمل، في حين تستمر المظاهرات المنددة لما يجري في حلب في كل أنحاء العالم.

وقال المحامي السوري البريطاني بسام طبلية لـ"إيلاف": احتشد الآلاف من سوريين وأبناء الجاليات، اضافة الى مواطنين بريطانيين في شوارع لندن أمس تحت عنوان "أنقذوا حلب".

وأكد استمرار هذه المظاهرات في أكثر من مدينة وعاصمة، وأشار الى أنه بشكل عام وفي الدول الأوروبية والعالم "يمكن أن تؤثر هذه التظاهرات في قرارات الدول الديمقراطية، ولكن تبقى السياسات الأساسية للبلاد هي الأساس".

وأضاف: "المظاهرات هي صوت الحرية، وهي أقل ما يمكن أن نقوم به لأهلنا في الداخل".

وتحركت اليوم خمس وعشرون حافلة من حلب باتجاه كفريا والفوعة لبدء عملية الإجلاء من هناك، لتقوم الحافلات بإجلاء المدنيين من أحياء حلب الشرقية ولكن مجموعة من المدنيين الغاضبين قاموا بحرق 4 حافلات على الأقل قبل دخولها إلى بلدة الفوعة.

وتردد أن عددًا من عناصر الجيش الحر سيطرت على الموقف وتم نشر عناصر حرس حول بقية الباصات.

تفاصيل الاتفاق

وقضى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المعارضة والجانبين الروسي والإيراني بإستئناف عملية إجلاء المحاصرين من شرق حلب بخروج أربعة آلاف من كفريا والفوعة المواليتين للنظام، و1500 من مضايا والزبداني بريف دمشق، على أن يتم ذلك على ثلاث مراحل.

حيث من المفترض أن يتم في المرحلة الأولى خروج 1250 أولا من كفريا والفوعة إلى مناطق النظام&في مدينة حلب، مقابل خروج نصف من هم محاصرون في أحياء المعارضة بمدينة حلب إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وإدلب.

وفي المرحلة الثانية يخرج أيضا 1250 مدنياً من كفريا والفوعة كدفعة ثانية إلى مناطق النظام في مدينة حلب، مقابل أن يخرج النصف الثاني من المحاصرين في أحياء المعارضة بمدينة حلب إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وإدلب.

أما في المرحلة الثالثة من الاتفاق فيخرج 1500 من كفريا والفوعا المحاصرتين من قبل المعارضة، مقابل خروج 1500 من مضايا والزبداني المحاصرتين من قبل حزب الله اللبناني والنظام في ريف دمشق الغربي.

كما سيتم إجلاء 160 من الزبداني إلى ريف إدلب، وسيتم إجلاء جرحى ومقاتلين من المعارضة مع عوائلهم من مضايا إلى إدلب.

وأعلنت وكالة “سانا” التابعة للنظام بدء دخول الحافلات الى أحياء الزبدية وصلاح الدين والمشهد والانصاري في الجهة الشرقية من مدينة حلب بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر “لإخراج من تبقى من الإرهابيين وعائلاتهم إلى ريف حلب الجنوبي الغربي”.

وأكدت الوكالة أن مجموعة من الحافلات بدأت بالدخول إلى شرق حلب لاستئناف عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من أحياء عدة.

وقالت المعارضة في وقت سابق إنه تم التوصل إلى اتفاق جديد لإجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب مقابل إجلاء عدد متفق عليه من الأشخاص من بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، ومضايا والزبداني اللتين تحاصرهما مليشيا حزب الله اللبناني بريف دمشق الشمالي.

وأطلقت مناشدات من داخل حلب لإنقاذ ثمانمئة جريح، بينهم مئة في حالة حرجة لمصابين بشظايا في أجزاء مختلفة من أجسادهم يستدعي وضعهم الصحي نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفيات خارج حلب لتلقي العلاج، فيما تناقلت صفحات الناشطين صور شهداء.

بينما لا يزال آلاف المدنيين، بينهم جرحى ونساء وأطفال، عالقين شرق حلب بعد توقف عملية الإجلاء في ظل أوضاع إنسانية صعبة.

اجرام بحق الثورة

من جانبها، اعتبرت فصائل الثورة السورية في مدينة حلب أن تعطيل خروج قافلة بلدتي الفوعة وكفريا "إجرام بحق الثورة"، ومقامرة بمصير المحاصرين في مدينة حلب، مطالبة الجهات المعنية في المنطقة إيقاف تلك التصرفات وأخذ التدابير اللازمة.

وقال بيان لفصائل الثورة السورية في مدينة حلب، تلقت "ايلاف" نسخة منه، بأنها "تعدّ العمل الفردي الذي قام به أفراد غير مسؤولين حول قريتي كفريا والفوعة، إجراماً بحق الثورة السورية، ومقامرة بمصير الأهالي المحاصرين في حلب".

ولفت البيان إلى أن عملية إخلاء 4000 مدني من "بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب هي عملية متفق عليها مقابل إخلاء كل المحاصرين في أحياء حلب الشرقية، كما شمل الاتفاق إخراج حالات إنسانية محاصرة في بلدتي مضايا والزبداني".

وشدد بيان فصائل حلب على "أن تعطيل وإعاقة خروج قافلة الفوعة وكفري، عمل متهور من شأنه تعرض حياة نحو 50 ألف محاصر للخطر".

وأعلنت الفصائل "تبرؤها من هذا العمل المشين"، وطالبت كافة الجهات المعنية في المنطقة "إيقاف تلك التصرفات واتخاذ التدابير اللازمة".

وجرت في مدينة الزبداني وبلدة مضايا اللتين يحاصرهما حزب الله اللبناني والنظام في ريف دمشق، استعدادات لخروج المصابين منهما، في حين أشارت مصادر موالية إلى الاستعدادات المشابهة في كل من بلدتي الفوعة وكفريا الخاضعتين لحصار “جيش الفتح” في ريف إدلب الشمالي.

وكان مسؤول التفاوض من جانب النظام عمر رحمون أشار في وقتٍ سابقٍ إلى أن اجتماعاً سيعقد حول آلية اكمال تنفيذ الاتفاق في حلب، معلقاً على ذلك بالقول "الأمور بخير، والمؤشرات جيدة"، ، وأكد أن اجتماع السبت كان لمناقشة آلية التنفيذ لتلافي الاخطاء التي حدثت الجمعة.

تجدد معارك داعش والنظام

من جانبه، أعلن تنظيم داعش أمس عن تكبيد قوات النظام والميليشيات خسائر جديدة في محيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي.

حيث تجددت الاشتباكات بين تنظيم داعش من جهة، وقوات النظام والميليشيات من جهة أخرى، في محيط مطار التيفور.
وقالت وكالة أعماق المقربة من تنظيم داعش، من خلال حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بتدمير 3 دبابات وإعطاب رابعة، إضافة إلى تدمير جرافتين ومدفعين رشاشين ومدفع عيار 57 ملم لقوات النظام بصواريخ موجهة خلال هجوم لمقاتلي التنظيم في محيط مطار التيفور.

وأكدت وكالة "أعماق" أسر أحد عناصر قوات النظام جنوب مطار التيفور، ومقتل أفغاني من الميليشيات الداعمة للنظام قرب قرية الشريفة غرب مطار التيفور.

وأعلنت قناة الإخبارية السورية التابعة للنظام، مقتل أكثر من 30 عنصراً من تنظيم “داعش“، ومصادرة 3 دبابات وسيارتي بيك أب في تلال قمم بريف حمص الجنوبي الشرقي.

خسائر داعش

كما خسر تنظيم داعش خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من قادته في سوريا، كان أبرزهم مسؤول النفط لدى التنظيم، إضافة إلى عدد من "المهاجرين " ممن خططوا لهجمات في دول أجنبية، بحسب ناشطين في دير الزور.

وأكدت صفحة الفرات بوست مقتل "وزير النفط في "ولاية الخير" التابعة لتنظيم "داعش""، والملقب بـ "أبو عمر الزبيدي"، وهو ليبي الجنسية، مع خمسة من مرافقيه بغارة لطيران التحالف في محيط حقل التنك الخميس الماضي.

وأضافت الصفحة بأن "يحيى الدخيل" نائب المسؤول الإعلامي "لولاية الخير" قتل بغارة للتحالف الدولي استهدفت مدينة الرقة.

ولفت ناشطو الفرات بوست إلى أن الدخيل شارك التنظيم بتصوير عدة إصدارات، وظهر في الإصدار الأخير الذي حمل مسمى (وحي الشيطان)، والذي أعدم فيه خمسة من إعلاميي المدينة.

وأكد ناشطو حملة "الرقة تذبح بصمت"، بأن طائرات التحالف استهدفت مطلع الأسبوع الماضي سيارة تابعة لتنظيم "داعش" ما أدى إلى مقتل من بداخلها وهم "سامي دجيدو" أو من يعرف باسم أبو مصعب البلجيكي،‏ و"صلاح الدين جورمات" الفرنسي الجنسية، و"وليد همام" الفرنسي من أصل مغربي ، وكان يعرف باسم أبو يوسف الفرنسي، وهم من أعضاء داعش ويقال أنهم من يقومون بالتدبير والتخطيط لهجمات إرهابية في دول أوروبية، وكانوا على اتصال بعدد من الخلايا الإرهابية هناك.

وأكد الناشطون أن "وليد همام" وهو فرنسي من أصل مغربي كان من الضالعين في التخطيط لهجمات باريس قبل نحو عام.