أعلن في بغداد اليوم عن التوصل إلى اتفاق بين اليونيسكو والاتحاد الأوروبي لإعادة 100 ألف نازح ولاجئ من الأطفال والشباب في مناطق الأزمات في العراق إلى مقاعد الدراسة لمواصلة تعليمهم بعد انقطاع بسبب الصراع.. فيما أكدت وزارة الهجرة والمهجرين تجاوز أعداد النازحين من محافظة نينوى الشمالية منذ بدء العمليات العسكرية لتحريرها في 17 أكتوبر الماضي 120 ألف نازح.

إيلاف: أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" الثلاثاء عن توقيع مكتب اليونيسكو في بغداد والاتحاد الأوروبي أمس اتفاقية لدعم التعليم الأساسي والثانوي للنازحين واللاجئين الأطفال والشباب في العراق، حيث خلف الصراع في العراق مئات الآلاف من الأطفال والشباب غير القادرين على نيل فرص التعليم الجيد ووضع مستقبلهم في خطر. ينطبق هذا الأمر بصفة خاصة على الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النازحون داخليًا والعائدون إلى ديارهم واللاجئون، في وقت تتسارع فيه أزمة الموصل الجارية في هذا الاتجاه.

يهدف برنامج الاتحاد الأوروبي واليونيسكو الجديد إلى ضمان "الحصول على التعليم الابتدائي والثانوي ذي الجودة الشاملة في المناطق المتضررة من الأزمات في العراق".. حيث سيكفل إلى 100 ألف نازح ولاجئ من الأطفال والشباب، فرصة العودة إلى المدرسة لبدء أو مواصلة تعليمهم بعد انقطاعهم عنه بسبب الصراع. وسيقوم البرنامج بربط جهود اليونيسكو القائمة أصلًا في هذا المجال لضمان فرص التعليم للنازحين واللاجئين، كما سيدعم تطوير القدرات الوطنية لتخطيط وإدارة التعليم في حالات الطوارئ في العراق وبطريقة أكثر فعالية وفي المواقيت المناسبة.

وقد أكد وكيل وزير التربية والتعليم العراقي عوض صالح محمد أنه "من الضروري والعاجل إعادة التعليم ذي الجودة العالية إلى مئات آلاف الأطفال والشباب والنازحين، الذين تعرّضوا للصدمات، نتيجة وجود داعش في العراق".. وقال "إن التعليم لا يمكن أن ينتظر.. فالحكومة العراقية تتطلع قدمًا إلى العمل جنبًا إلى جنب مع اليونيسكو والاتحاد الأوروبي وشركائها لتحقيق بيئة تعليمية آمنة وضمان جودة التعليم لجيل الشباب في البلاد".

وبحسب لويز أكستاهاوزن مديرة مكتب اليونيسكو للعراق، فإن هذه الشراكة الجديدة تعزز من التزامات اليونيسكو المشتركة لعدم ترك أي طفل بلا تعليم، ووضع حق الحصول على التعليم في قلب عملية الإعمار والتنمية في البلاد. وشددت على أن توفير التعليم للأطفال والشباب هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل يقوم على المعرفة والقيم والمهارات المشتركة".

من جهته، قال سفير الاتحاد الأوروبي إلى العراق باتريك سيمونت: "نحن نرى للأسف على أساس يومي ما يتعرّض له العراق من تحديات هذه المبادرة، وعلى حد سواء زمانًا ومكانًا، بالنسبة إلى التعليم تعدّ حاجة ملحة على ضوء حركة السكان، وما ينتج منها من آثار وضغوطات، ونحن على ثقة بأن اليونيسكو وشركاءها، وبالتعاون مع السلطات العراقية، قادرة على سد الثغرات في هذا الوقت الحرج وضمان استدامة التعليم على قدم المساواة نوعًا وكمًّا لكل العراقيين".

أعداد النازحين من الموصل تجاوز 120 ألفًا
من جانبها، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن تجاوز أعداد النازحين من محافظة نينوى منذ بدء العمليات العسكرية لتحريرها في 17 أكتوبر الماضي 120 ألفًا.

وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف في تصريح صحافي إطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين إن "أعداد النازحين في مخيمات الوزارة منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصلت إلى 120680 نازحاً". وأضاف أن الفرق الميدانية التابعة للوزارة تواصل استقبالها للعوائل النازحة وتهيئة الأماكن المناسبة لإيوائها، فضلًا عن توزيع المساعدات والاحتياجات الضرورية لها.

وأشارت الوزارة إلى أن أعداد الأسر النازحة التي تسكن مخيمات الوزارة والمنظمات الدولية في محافظات البلاد قد بلغت 94.217 ألف أسرة نازحة في 177 مخيمًا، حيث إن هذه الأسر النازحة تسكن المخميات والمجمعات الكرفانية التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين والمنظمات الدولية.

من جهته، أكد عضو اللجنة العليا لإغاثة النازحين رئيس لجنة الهجرة في البرلمان العراقي أن الأوضاع الإنسانية لهؤلاء النازحين صعبة للغاية بسبب البرد والأمطار ونقص الخدمات.. محذرًا من أنه إن لم يحصل تحرك سريع من جميع الجهات، سواء الحكومية أو المنظمات الإغاثية الدولية أو المحلية، فستحصل كارثة للنازحين. وتتوقع الأمم المتحدة نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من كارثة قد تواجه أهالي المدينة في مخيمات النزوح.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 من شهر أكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان العبادي فجر ذلك اليوم انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل، وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة التنظيم في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها.&

وتمكنت القوات العراقية من تحرير مناطق واسعة من محافظة نينوى، وتمكنت من التوغل في الأحياء الشرقية للموصل ضمن خطط وضعت لاستعادة السيطرة عليها قبل حلول نهاية العام الحالي 2016، لكنّ قادة عسكريين أشاروا أخيرًا إلى أن معركتها قد تطول شهرين آخرين.
&