في تقرير لمنظمة العفو الدولية، يبدو أن اللاجئات السوريات في لبنان يتعرّضن للاستغلال وأيضًا للتحرش الجنسي، الأمر الذي يتطلب إقامة دورات تدريبية ملحّة لتوعيتهن بخطورة الأمر.

&
ريما زهار من بيروت: أعلنت منظمة العفو الدولية أن اللاجئات من سوريا يتعرضن لشتى أنواع الاستغلال في لبنان، وبينها التحرش الجنسي، جراء تراجع المساعدات من الجهات المانحة والقيود المشددة التي تفرضها السلطات اللبنانية.
&
وأشارت المنظمة إلى أن أوجه القصور في المساعدات الدولية والسياسات التمييزية التي تنتهجها السلطات اللبنانية خلقت ظروفًا تجعل من اليسير في ظلها تعرّض اللاجئات في لبنان للاستغلال والإساءة.
&
ويأتي تقرير منظمة العفو الدولية الذي يحمل عنوان "أريد مكانا آمنًا: اللاجئات من سوريا مشردات بلا حماية في لبنان"، قبل يوم من انعقاد مؤتمر المانحين الخاص بسوريا في لندن، في محاولة لحث الجهات الدولية المانحة على زيادة دعمها للاجئين السوريين.
&
في هذا الخصوص تعتبر الناشطة الإجتماعية ندى سوبرا (المجلس النسائي) في حديثها لـ"إيلاف" أن الحدّ من التعرّض للاستغلال الجنسي للاجئات السوريات في لبنان أو خارجه يكون من خلال تثقيف القاصرات من قبل الأهل، والاستغلال الجنسي عادة ما يأتي بسبب الجهل عند القاصرات، لأنهن لا يستوعبن الأمر، لذلك يجب التوعية، إن كان لجهة الأهل أو لجهة المنظمات الدولية، التي يجب أن تلعب دورًا في إقامة دورات تدريبية للتوعية.
&
تلفت سوبرا إلى بعض الجمعيات داخل المجلس النسائي التي تعنى بهذا الخصوص، وتعمل هذه الجمعيات على موضوع تثقيف اللاجئات السوريات، من خلال مساعدات من منظمات دولية في هذا الشأن.

أعداد قليلة
عن الأسباب التي تكمن وراء استغلال السوريات في لبنان تقول سوبرا ألا معلومات حسية حتى الآن عن وجود أعداد كبيرة من النساء السوريات اللاجئات اللواتي يستغلين جنسيًا في لبنان، ففي أوروبا بين السوريين اللاجئين هناك ما يقارب الـ10 آلاف طفل مفقود، ويتم الحديث عن أن هؤلاء قد يكونوا قد استغلوا جنسيًا، وإذا كانت هناك بعض الحالات في لبنان، فمقارنة بالخارج تبقى الأعداد قليلة.
&
وتؤكد سوبرا أنه في لبنان هناك وعي لهذا الموضوع، من خلال جمعيات تقوم بالتوعية وكذلك الأهل والمدارس حتى، ويجب أن يتم زيادة التوعية في ما خص التحرش والاستغلال الجنسي.
&
عن ثقافة الاستغلال الجنسي المنتشرة في مجتمعنا العربي تتحدث سوبرا عن ضرورة تجنب الكبت الجنسي الموجود أصلًا في مجتمعنا، حتى لو كان الأولاد صغارًا، يجب التوعية حول الموضوع، مع وجود الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، فالأمور أصبحت بمتناول الجميع من هنا التوعية ضرورية.
&
وتلفت سوبرا إلى الكبت في المجتمعات العربية، من هنا الأمور يجب تكون أكثر دقة في توعية الأطفال على الثقافة الجنسية، بطريقة علمية في المدارس، من خلال إبراز المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال، وفي ما بعد النساء، من خلال الاستغلال الجنسي.&

حالات من الصدمة
أما المعالجة النفسية ريتا كفوري العاملة في إحدى جمعيات المجتمع المدني فتوضح "أن هناك حالات من الصدمة تسود بين النساء السوريات النازحات في لبنان، لافتة إلى ضرورة الحاجة إلى المعالجة النفسية لتلك النساء". وتشير إلى "أنهن لا يتحدثن عن تجاربهن بشكل مباشر، إنما عن قصص على شكل "سمعنا قصة" خوفًا من افتضاح أمرهن".
&
وتلفت إلى ضرورة مؤازرة تلك النساء نفسيًا لأنهن تعرّضن للتحرش الجنسي، وقبل ذلك تعرضن لصدمة مفارقة بلدهن، ما يخلق في المستقبل عقدًا نفسيًا قد يصعب حلها".
&
وهناك دراسة قامت بها مؤسسة أبعاد بالتعاون مع لجنة الإنقاذ الدولية، والتي شملت نحو مئة امرأة سورية، أظهرت أن عددًا من النساء تعرضن للاغتصاب داخل الأراضي السورية، وذلك لإذلال الرجال، واعتمد اغتصاب النساء كإحدى وسائل الضغط على الرجال أو حلقة من مسلسل الحرب البشعة، مما شكل الدافع الأساس للنزوح إلى لبنان.&
&
وكشفت الدراسة عن مشاكل الحماية العديدة التي واجهتها النساء والفتيات قبل مغادرتهن سوريا، وبعد وصولهن إلى لبنان، وعن تعرض النساء والفتيات السوريات الآتيات إلى لبنان، وبشكل متصاعد، إلى أشكال عدة من العنف نتيجة لانعدام الأمن والمعوقات المتعددة التي تزيد من صعوبة الوصول إلى خدمات الدعم.
&