افتتح في لندن اليوم مؤتمرًا للمانحين حول سوريا بغية الضغط على الدول لمضاعفة مساهماتها المالية من أجل التصدي للأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري.

&
بهية مارديني: وعدت الحكومة البريطانية الخميس بتقديم مساعدات انسانية اضافية للمتضررين من النزاع السوري داخل سوريا وفي الدول المجاورة، تصل قيمتها الى 1,2 مليار جنيه استرليني (1,74 مليار دولار) بحلول العام 2020.
&
بريطانيا تتصدر
وقال غاريث بإيلي الممثل البريطاني لسوريا في تصريح لـ"ايلاف" ان "بريطانيا توفر أكبر دعم ممكن للسوريين، وهي تعد من ثاني اكبر الدول المانحة وستستقبل 20 الف لاجئ سوري ممن يعتبرون من أولى الاولويات، وسيكون هناك إطار محدد لقبولهم". &
&
وأشار الى ان "الموقف البريطاني في هذا الشأن هو دعم اللاجئين ايضا في دول جوار سوريا، وان يكون هناك دعم أفضل، ويقدم على نحو عاجل ". وأكد من جانب آخر "ان دعم بريطانيا للمعارضة المعتدلة لم يخف، وكل الشائعات التي تتحدث عن تخفيضها هي غير صحيحة".&
&
واتفق قادة بريطانيا وألمانيا والنروج خلال محادثات هاتفية، على أن "جميع الدول المشاركة يجب أن تجهد على الأقل لمضاعفة المساهمات التي قدمتها عام 2015 لهذه الأزمة"، حسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان في وقت سابق. وتنظم بريطانيا وألمانيا والنروج، المؤتمر مع الأمم المتحدة والكويت. ومن المقرر أن يحضر زعماء من العالم.
&
ستتناول المحادثات في مجملها المساعدات التي ستقدم إلى حوالى 13.5 مليون شخص في وضع معدم نتيجة قصف روسيا والنظام السوري، وسيكون هدفه مساعدة النازحين في سوريا، وكذلك 4.2 ملايين سوري فروا من بلادهم، ولجأوا إلى بلدان مجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا. ويأمل مسؤولون بريطانيون، جمع 8.4 مليارات دولار لسوريا.
&
وقبل ساعات من بدء مؤتمر دولي للمانحين في لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان "نحن بحاجة الى مزيد من الاموال لمواجهة هذه الازمة ونحن بحاجة اليها الآن". &واوضح ان هذه المساعدة ستخصص لتمويل التعليم واحداث وظائف وللمساعدات الانسانية في سوريا والاردن ولبنان وتركيا.
&
واوضحت رئاسة الوزراء ان هذا "مبلغ اضافي بقيمة 1,2 مليار جنيه سينفق بين العامين 2016 و2020"، مشيرة الى انه "سبق للمملكة المتحدة ان وافقت على انفاق 1,12 مليار جنيه في المنطقة، ما يجعل منها ثاني اكبر مانح في العالم" للمساعدات الانسانية للمتضررين من النزاع السوري.
&
يأتي هذا الاعلان بينما يحاول قادة دول من العالم اجمع الخميس في لندن جمع تسعة مليارات دولار من اجل مساعدة 18 مليون سوريا متضررين من الحرب بهدف ضبط ازمة لجوء تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الاوسط الى اوروبا. ويهدف مؤتمر المانحين الرابع من نوعه الذي تنظمه الامم المتحدة وبريطانيا والكويت والنروج والمانيا الى تلبية نداء لجمع اموال بقيمة 7,73 مليار دولار اطلقته الامم المتحدة، تضاف اليها 1,23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة.
&
ويستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بهذه المناسبة اكثر من سبعين مسؤولا دوليا، من بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وممثلي منظمات غير حكومية والقطاع الخاص. واجبر النزاع السوري 4,6 &ملايين سوري للجوء الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، بينما انتقل مئات الآلاف الى اوروبا في اكبر موجة هجرة تشهدها القارة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
&
وقال كاميرون "مع مئات الآلاف من الاشخاص الذين يجازفون بحياتهم، وهم يعبرون بحر ايجه او البلقان، حان الوقت لمعالجة جديدة للكارثة الانسانية في سوريا". واضاف انه بهذه النظرة الجديدة التي تستند الى التعليم واحداث الوظائف في الدول التي تستقبل لاجئين، "يمكن تحويل المنطقة وبناء نموذج جديد للمساعدة الانسانية".
&
وتابع "يمكن ان نعطي الشعور اللازم بالامل حتى يكف هؤلاء الاشخاص عن التفكير بان لا خيار لديهم سوى المجازفة بحياتهم عبر القيام برحلات خطيرة الى اوروبا". ومنظمو المؤتمر متفقون على ضرورة ان "يضاعف" المشاركون مساهماتهم للعام الماضي.
&
ويفترض ان تساعد الاموال التي ستخصص اقتصادات الدول المجاورة لسوريا وفي احداث وظائف للاجئين والمواطنين في الدول المضيفة، كما ورد في البيان. كما ستخصص لتأمين مواد غذائية واماكن ايواء ورعاية طبية واعادة بناء المنشآت الطبية في سوريا نفسها. وقال وزير الخارجية النروجي بورغي بريندي قبل المؤتمر ان هناك "واجبا اخلاقيا وانسانيا للتحرك".&
&
وبدأ النزاع السوري في اذار/مارس 2011 مع انطلاق تظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتحول الى نزاع مسلح اسفر حتى الان عن مقتل اكثر من 260 الف شخص وازمة انسانية تطال حوالى 13,5 ملايين شخص داخل البلاد او نزحوا منها.
&
ميركل تعلن عن 2,3 مليار يورو
بدورها وعدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس بتقديم مساعدة قدرها 2,3 مليار دولار لمساعدة ضحايا النزاع في سوريا، وذلك بمناسبة مؤتمر المانحين في لندن.
&
وقالت ميركل لشبكة التلفزيون الالمانية ان-24 "اقوالنا تليها افعال. الحكومة ستقدم حتى 2018 مبلغ 2,3 مليار يورو بينها 1,1 مليار للسنة 2016 وحدها". واضافت "نريد العمل، لكي لا نصل ابدا الى وضع نخفض فيه المواد الغذائية المقدمة الى اللاجئين. ولذلك نشدد على البرامج الانسانية وخصوصا برنامج الاغذية العالمي". وتابعت "آمل في ان يكون اليوم يوما جيدا للناس الذين يعيشون مثل هذه المعاناة".
&
كاميرون يدعو إلى مواصلة العمل
دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس الى مواصلة العمل "رغم الصعوبات" للتوصل الى حل سياسي في سوريا وذلك خلال افتتاح مؤتمر المانحين في لندن. وقال كاميرون غداة تعليق المحادثات بين اطراف النزاع السوري في جنيف، "لن نتمكن من بلوغ حل طويل المدى للازمة في سوريا الا مع انتقال سياسي، وعلينا مواصلة العمل في هذا الاتجاه رغم الصعوبات".
&
من جهته قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المشارك في تنظيم مؤتمر المانحين ان تعليق المحادثات "يثبت الى اي حد الانقسامات عميقة". اضاف "انه امر مثير للصدمة ان تنسف المراحل الاولى للمحادثات بسبب عدم تامين وصول مساعدة انسانية وتصعيد مفاجئ في القصف والانشطة العسكرية في سوريا".
&
وتابع "يجب العمل في الايام المقبلة من اجل العودة الى طاولة المفاوضات وليس لتامين مكاسب اضافية في ميدان المعركة". وكانت الامم المتحدة اعلنت تعليق المحادثات بين طرفي النزاع السوري في جنيف حتى 25 شباط/فبراير.
&
&