اعتبرت القوى السياسية السنية العراقية أن تشييد سور حول بغداد رسم لخارطة طائفية للعراق.. فيما قرر السيستاني إيقاف إبداء رأيه في الأوضاع العراقية أسبوعيًا، وإنما كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بينما دعا رئيس ديوان الوقف السني من الرمادي قيادات محافظة الأنبار إلى فتح مقارهم لخدمة المواطنين وإعادة النازحين.

&
أسامة مهدي: قال تحالف القوى العراقية السنية إن تشييد سور حول بغداد وعزلها عن بقية محافظات العراق بذريعة حمايتها من "الإرهاب" ما هو الا تغطية على الهدف الاساس منه، وهو رسم خارطة طائفية للعراق.
&
وقال التحالف في ختام اجتماع لهيئته السياسية برئاسة أحمد المساري رئيس الكتلة النيابية للتحالف، "اننا في الوقت الذي نعرب عن قلقنا الشديد وتخوفنا المشروع من الأهداف المشبوهة، التي تقف وراء تنفيذ ما يسمى بسور بغداد الأمني، فإننا نعده بداية لمخطط خطير يرمي إلى اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار، وضمها إلى محافظتي بغداد أو بابل، كمقدمة ﻹعادة رسم خارطة العراق وفق اسس طائفية وعنصرية، وبما يمهد الطريق لتقسيم البلد وتحويله إلى دويلات صغيرة خدمة ﻷجندات خارجية معروفة".
&
واشار التحالف في بيان صحافي عقب الاجتماع،&استلمت "إيلاف" نسخة منه، إلى "أن المبررات التي ساقتها الحكومة لإنشاء هذا السور تعبّر عن عجز كامل للاجهزة الأمنية في فرض سلطتها لتحقيق الأمن والاستقرار وغياب كلي ﻷية رؤية أو خطة امنية أو جهد استخباري للتصدي "للإرهاب" والعصابات الإجرامية التي تعيث في ارض العراق فسادًا من دون رادع أو حساب".
&
واعتبر أن "الأمن لا يتحقق بحفر الخنادق وإقامة الأسوار، وتحويل المدن إلى سجون كبيرة، لزيادة معاناة المواطنين، والحاق الضرر بمصالحهم، ولكن بتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية الحقيقية، وسن القوانين، التي تضمن لكل ابناء البلد العيش بأمن وسلام وطمأنينة على قدم المساواة، وحسب ما نص عليه الدستور".
&
وأكد وجود حلول أخرى يمكن أن تلجأ اليها الحكومة لمعالجة عجزها الامني، "فالحماية يجب ان تتوافر لكل المحافظات والمدن العراقية من اقصى العراق الى اقصاه، وذلك لن يتحقق بحفر الخنادق، وإعادة البلد الى عصر ما قبل الصناعة".
&
وكانت قيادة عمليات بغداد اعلنت الاثنين الماضي عن البدء بتشييد سور يحيط بغداد سيبلغ طوله 300 كيلومتر، فيما سيتم حفر خندق الى جانبه بعرض ثلاثة امتار، وستكون له 8 منافذ لحركة الخروج والدخول، من اجل حماية بغداد من أي عمليات اختراق امنية. كما سيجري رفع جميع الحواجز الكونكريتية التي تقطع اوصال العاصمة واحياءها الداخلية، بعد الانتهاء من انجاز السور، الذي ستشيّد عليه ابراج مراقبة بكاميرات حديثة.&
&
وتشير المعلومات الاولية الى أن كلفة المشروع ستبلغ حوالى 110 ملايين دولار، حيث سيتم في تشييده استخدام الكتل الكونكريتية، التي سترفع من بين احياء العاصمة، والتي نصبت فيها بعد سقوط النظام السابق عام 2003.
&
وتنتشر في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها حاليًا أربع فرق عسكرية للجيش، وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية وافواج طوارئ، واضيفت لها بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش وتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد في حزيران (يونيو) عام 2014 وحدات من الحشد الشعبي، قبل ان يتم تطهير محيط بغداد وتأمينه في نهاية عام 2014 وبداية عام 2015. &
&
السيستاني يوقف اعلان مواقفه الاسبوعية
هذا وقرر المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني التوقف عن ابداء مواقفه وآرائه في الاوضاع العراقية اسبوعيًا، وانما كلما دعت الحاجة الى ذلك.
&
وقال السيد احمد الصافي خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) معتمد المرجع السيستاني في خطبته اليوم، وتابعتها "إيلاف"، إن المرجعية دأبت في كل خطبة جمعة على ابداء مواقفها ورؤاها في الشأن العراقي، الا انه تقرر منذ الآن ألا يكون ذلك اسبوعيًا، وانما بحسب ما تقتضيه الامور والمناسبات من دون توضيح اسباب ذلك، فيما يعتقد انه لمنح رئيس الحكومة حيدر العبادي فسحة من الوقت لإنجاز اصلاحاته، التي وعد بها في مكافحة الفساد.&
&
وكانت المرجعية اكدت أخيرًا أن تلك الاصلاحات التي بدأها العبادي في آب (أغسطس) غير جدية، وانها غير راضية عنها، محذرة من انها تكتفي الان بالاشارة الى ذلك، وستفصح عن رأيها بصراحة منها لاحقًا. واكتفى معتمد السيستاني اليوم بالدعاء للمقاتلين في جبهات القتال ضد تنظيم داعش بالنصر، وان يسبغ الله عليهم نعمة دحر "الارهاب" وشحذ اسلحتهم وتأليف جمعهم وتعريفهم بما يجهلون ويبصرهم بما لا يبصرون، كما قال.
&
خطيب الرمادي يدعو قيادات المحافظة الى فتح مقارها
وفي مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد)، فقد اقيمت صلاة الجمعة للمرة الاولى منذ تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش أخيرًا، وذلك بحضور قيادات المدينة العسكرية ومجلسها المحلي، حيث دعا رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم قيادات ومؤسسات المحافظة الى السرعة في فتح مقارها لإعادة الامن وخدمة المواطنين واعادة النازحين.
&
واضاف الهميم في خطبة الجمعة، التي تابعتها "إيلاف"، ان الوقت قد حان لإعادة الامن والبهجة إلى أرض الانبار، بعدما تم دحر "الارهاب" فيها. وشدد بالقول: "عائدون الى الفلوجة والى الموصل، مثمنين دور كل من ساهم في تحرير الرمادي، وقدم حياته ضحية من اجل استعادتها من الارهاب الباغي الذي دمر مدن محافظة الانبار وهجر اهلها".
&
واشار الى ان مساجد المحافظة ستكون عاملاً مساعدًا على اعادة الامن والاستقرار، بعد اطلاق حملة الإعمار فيها، مطالبًا الجميع بتحمل مسؤولياتهم في هذا المجال، ومشددًا على ضرورة عودة قيادات المحافظة ومؤسسات اليها، وفتح مقارها للتعجيل في إعمار المحافظة وخدمة مواطنيها واعادة نازحيها الذين يعانون اوضاعًا صعبة.
&
وخاطب الهميم ابناء الانبار قائلا "لقد اطلقنا الحملة التطوعية لتنظيف وإعمار مدن الانبار، وعليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم".. وطالب رجال الاعمال والتجّار والمقاولين وكل من يستطيع ان يقدم شيئًا بأن يقدمه بسرعة لتنظيف وإعمار مدن المحافظة.&
&
واشار الى أن "الإرهابيين" قتلوا شباباً، وشردوا نساء، وهدموا مساجد، واحرقوا مدناً.. منوهًا بأن "الإرهاب" غادر الى الابد.. وقال &"ارفعوا رؤوسكم عاليًا يا اهل الأنبار، فالأنبار اليوم تُبنى، وسنبني الانسان قبل العمران". وخاطب النازحين قائلاً "ايها النازحون عودوا الى انباركم، وسنعمر الانبار، لتكون جزءًا اصيلاً في هذا المجتمع". &&
&
وشدد على ضرورة اعادة الامن والاستقرار الى المحافظة، والا يكون فيها سلاح فوق سلطة القانون أو تهجير فوق القانون، في هذه المحافظة، التي قال انها بوابة العروبة والاسلام. واكد انه لا بديل لأبناء المحافظة من الوحدة والإبحار في موكب واحد، ولا بديل من دولة واحدة بلا تمييز أو اقصاء.
&
وكانت القوات العراقية قد خاضت خلال الشهرين الماضيين معارك طاحنة ضد تنظيم داعش انهت سيطرته على المدينة التي دخلها في ايار (مايو) عام 2015، فيما لايزال يسيطر على مناطق من محافظة الانبار، وخاصة قضاء الفلوجة، الذي يحتله منذ اكثر من عامين.
&