لجأ المرشح الجمهوري جيب بوش إلى تعبئة والدته وسيدة أميركا السابقة باربرا بوش، التي أخذت تظهر بجانبه، في محاولة لإنعاش حملته الانتخابية المتعثرة، من خلال تذكير الناخبين بأصوله الرئاسية.


&

إعداد عبدالاله مجيد: كان بوش حرص في البداية على النأي بنفسه عن إرث عائلته الجمهورية المثير للجدل، قائلًا للناخبين الأميركيين إنه يخوض حملته الرئاسية على أساس مؤهّلاته الشخصية وسجله حين كان حاكم ولاية فلوريدا. &

إنقاذ عائلي
لكن بعد مجيء بوش خامسًا في الانتخابات التمهيدية، التي جرت في ولاية آيوا أخيرًا، واضطراره إلى أن يطلب من جمهوره، الذي لم يتخطَ عدده العشرين، أن يصفقوا "رجاء"، تخلى عن مواقفه السابقة بشأن خوض السباق بقدراته الفردية، وعاد إلى العائلة يطلب معونتها.&
&
ورغم سنوات السيدة بوش التسعين، فإنها تحدثت بصوت واثق خلال اجتماع انتخابي في ولاية نيو هامبشر، التي ستجرى فيها الجولة التالية، مناشدة جمهور الحاضرين أن يؤيّدوا ابنها، ويمنحوه أصواتهم. &
&
وأعلنت سيدة أميركا الأولى السابقة، المعروفة بأنها امرأة ذات إرادة قوية، أن ابنها "ليس دعيًّا، فنحن لا نسمح بذلك في العائلة، لكنه شريف ونزيه، وهو كل ما نرومه في رئيس". &
&
يأتي ظهور السيدة بوش في فعاليات الحملة الانتخابية في وقت يتعرّض ابنها لضغوط تطالبه بالانسحاب من حلبة السباق، لتمكين يمين الوسط في الحزب الجمهوري من الالتفاف حول عضو مجلس الشيوخ ومعاونه السابق ماركو روبيو. &

خشية تشتيت الأصوات
وكان روبيو جاء ثالثًا في انتخابات آيوا، وتقدم إلى المركز الثاني بعد دونالد ترامب، في بعض الاستطلاعات في نيو هامبشر، حيث ستجرى الانتخابات التمهيدية التالية يوم الثلاثاء المقبل.
&
وما زال بوش، المدعوم بثروة عائلته واسمها، يتمتع بتأييد مانحين جمهوريين أقوياء يموّلون حملته. لكن القيادة التاريخية للحزب الجمهوري تخشى أن يؤدي بقاؤه في السباق إلى تشتيت أصوات الناخبين المعتدلين، وبذلك تمكين المتشددين ترامب وكروز من الهيمنة على الحملة الرئاسية الجمهورية.&
&
لكن بوش رفض الانسحاب، وأعاد تسويق نفسه، بوصفه سليل أقوى عائلة أميركية، مراهنًا على تأييد والدته، التي ما زالت تتمتع بشعبية واسعة في الولايات المتحدة لإعطاء دفعة قوية إلى حملته. &
&
وقال مراقبون إن بوش قدم أفضل أداء حتى الآن خلال حملته، ربما بتشجيع من وجود والدته بجانبه. وطرح في نيو هامبشر برنامجًا شاملًا لإدارة الولايات المتحدة بقيادة بوش آخر. &
&
مواجهة الخصمين
وأعلن بوش أمام الجمهور، الذي حضر اجتماعه الانتخابي في الولاية، أن أميركا تحتاج في هذه الأوقات السياسية والاقتصادية الصعبة رئيسًا "لديه سجل مجرَّب وقلب خادم" للشعب، مميّزًا نفسه عن روبيو بخبرته في الإدارة الحكومية. وحمل بوش على تيد كروز ودونالد ترامب، اللذين رفعا رصيدهما من الشعبية بالسخرية منه.&
&
وانتقد بوش دعوة كروز إلى قصف مراكز مدنية في سوريا، مثل الرقة، وحذر من أن مشاريع ترامب ستحكم على آلاف الأميركيين بالبطالة. وقال بوش أيضًا إنه من غير الواقعي ترحيل 12 مليون مهاجر غير قانوني في الولايات المتحدة، كما يطالب كثيرون في حزبه الجمهوري نفسه. &
&
حظوظ ترامب
وفي أي انتخابات أميركية، حتى عهد قريب، فإن مرشحًا بمواقف جيب بوش المعتدلة وموارده المالية الضخمة لإدارة حملته سيكون متقدمًا على منافسيه، ولكن هذه السنة ليست سنة اعتيادية، وتطلع الناخبين إلى تغيير جذري رماهم في أحضان مرشحين متمردين على التيار الرئيس، مثل ترامب، ولم تتمكن حملة بوش من الإقلاع حقًا، كما لاحظت صحيفة الديلي تلغراف.&
&
ويمثل تدخل السيدة بوش تراجعًا عن موقفها السابق، حين دعت في الصيف الماضي ابنها إلى عدم الترشح. وقالت قبل أيام على إعلان بوش دخوله حلبة السباق: "هناك أشخاص مؤهلون جدًا، وكفانا رؤساء اسمهم بوش".&