&أصيب نحو 13 مريضاً بالعمى، جراء حقنهم بمادة محرمة دولياً، على سبيل التجربة. وتجري السلطات المصرية تحقيقات واسعة، للوقوف على أسباب الحادث وكشف المتورّطين فيه، لا سيما أنه أصاب المرضى المصريين بحالة من الهلع والذعر.

القاهرة: في فضيحة جديدة للمستشفيات العامة في مصر، تعرض نحو 13 مريضاً للإصابة بالعمى، نتيجة حقنهم بمادة "الأفاستن" المحرمة دولياً على سبيل التجربة، في مستشفى الرمد في مدينة طنطا بوسط الدلتا، وتجري وزارة الصحة والنيابة العامة تحقيقات موسعة في الحادث، لا سيما أنه أصاب المصريين بحالة من الهلع، خاصة المترددين على المستشفيات العامة.
&
وقال الدكتور مجدى عيسى مدير مستشفى الرمد الجامعي في طنطا، إن 13 حالة وصلت إلى المستشفى مصابة بعتامة في العين، لأنهم تم حقنهم بمادة "الأفاستن" وهي مادة محرمة دولياً، وغير مصرح بها من منظمة الصحة العالمية، لأنها تحدث عتامة في العين وتحتاج إلى عملية عاجلة لإنقاذ المرضى. على حد قوله.
&
&وقال عيسى في تصريح له، إن عملية الحقن تمت في مستشفى الرمد التابعة لمديرية الصحة، لإصرار الطبيب المعالج على حقنهم بهذه المادة لرخص ثمنها رغم أنها محرمة دولياً، وتم تصدير المشكلة لمستشفى الرمد الجامعي فى محاولة منهم لإخلاء مسؤوليتهم عن الواقعة.
&
ولفت عيسى إلى أن جهاز السائل الزجاجي في مستشفى الرمد الجامعي معطل منذ فترة، وسيتم بحث الحالات حاليا للعمل على تحويلها إلى مستشفيات القاهرة أو الإسكندرية أو المنصورة لسرعة إنقاذ المرضى وسحب العتامة من العين.
&
وتواصلت "إيلاف" مع إحدى المرضى، وتدعى صبحية عبد المعطي، وقالت إنها كانت تعاني من إلتهاب رمدي في عينها، وهي مريضة بداء السكري أيضاً، مشيرة إلى أن أحد الأطباء في مستشفى الرمد في مدينة طنطا، أجرى لها عملية حقن أربع مرات في العين اليسرى، وفي المرة الأخيرة شعرت بحرقة شديدة في العين مع نزول دموع بغزارة، مشيرة إلى أن الأطباء قالوا لها إن عينها سوف تشفى بعد عدة أيام، إلا أنها فوجئت بضياع بصرها تماماً. ولفتت إلى أن إحدى الممرضات قالت لها إن الطبيب أعطاها حقنة محرمة دولياً. وطالبت الحكومة المصرية بضرورة توفير العلاج لها، حتى تستعيد بصرها.
&
بينما قالت المريضة فاطمة يونس، إنها أصيبت بالعمى في إحدي عينيها، بسبب الحقن التي كان المستشفى&يعطيها لها . وأضافت لـ"إيلاف" إن مستشفى الرمد في طنطا، لم يقدم لها العلاج، بل حرمها من نور عينها، بسبب خطأ الطبيب، الذي حقنها بمادة مجهولة بالنسبة لها، وأصابتها باحمرار وحرقة شديدين في العين، حتى فقدت بصرها نهائياً.
&
وقرر وزير الصحة المصري، الدكتور أحمد عماد الدين، تشكيل لجنة طبية لعلاج المرضى، كما قرر إجراء تحقيق مع مدير المستشفى وثلاثة أطباء، تورطوا في حقن المرضى بالمادة التي تحظرها منظمة الصحة الدولية.
&
وبالمقابل، قال مدير مركز أورام طنطا، الدكتور عصام الشيخ، إن عقار "أفاستين"، المستخدم فى علاج الأورام غير مستحدث بل إنه مسجل بوزارة الصحة المصرية منذ عام 2007.
&
وأضاف في بيان له، أن العقار يستخدم ضمن خطة لعلاج العديد من الأورام السرطانية كسرطان القولون والرئة، والثدى، والمخ، والمبيض، بالإضافة إلى أنه حاصل على موافقة منظمة الدواء والغذاء الأميركية والوكالة الأوروبية للأدوية لعام 2004.
&
وأوضح أن الدواء تم استخدامه وفق بروتوكول تعاون ما بين وزارة الصحة المصرية وقسم علاج الأورام في مستشفى قصر العيني ومركز أورام طنطا وشركة روش المنتجة للدواء بهدف متابعة الدواء على مرضى سرطان المبيض ما بعد إنتاجه وإقراره عالمياً وبعد موافقة المريض وذويه على استخدامه.&
&
وكشف الشيخ أن أحد الأطباء من العاملين في مركز أورام طنطا كشف أن عددا من مرضي المركز تم إعطاؤهم عقار يسمى "بيفاسيذوماب BEVACE ZUmab" والاسم التجاري له أفاستن "Avastn" وذلك على سبيل التجارب دون أخذ موافقات من الجهات المختصة والتي &يشترط موافقتها علي مثل تلك الأمور وإخضاعها لقواعد صارمة حتى لا يتحول المرضى إلى فئران تجارب. &ولفت إلى أنه لم يتم إخطار المرضى بطبيعة العقار الذي يستخدمونه عليهم ولا الآثار الجانبية العائدة عليهم منه، وموانع تعاطيه.
&
بينما رد مستشفى الرمد في مدينة طنطا بالقول إن المرضى كانوا على علم بطبيعة العلاج ومضاعفاته، وسرب المستشفى إقرارًا "روتينيًا" يتم اجبار المرضى على التوقيع عليه قبل أية عملية جراحية في المستشفيات العامة أو الخاصة، وجاء في عنوان الإقرار كالتالي: "إقرار بالموافقة على دخول المستشفى وتلقي العلاج".
&
ويتضمن نصه: "أقر وأوافق أنا الموقع أدناه المريض أو أحد أقاربه "هدى عبد المعطي هلال "رقم قومي 25413031601724، بالموافقة على دخول واتباع نظام وتعليمات المستشفى أثناء تواجدي فيه وما يراه المستشفى لصالح المريض وتنفيذ ما يقره الأطباء المعالجون من علاج وفحوصات طبية لازمة باختلاف أنواعها، وكذلك نقل الدم وذلك حسب الأصول العلمية والطبية المتبعة فى مثل هذه الحالات، وذلك للمريض نفسه هدى عبد المعطى هلال وعنوانها 60 شارع عطفة درب الأبشيهى".
&
&وورد أيضاً في نص الإقرار "الروتيني": "مع علمى باحتمال حدوث مضاعفات خارجة عن إدارة الطبيب، وهذا إقرار مني بذلك". وأضاف الإقرار: "أقر أنا بأنني قد وافقت على عملية "تفريغ العين اليسرى" ومحتوياتها، ونوع المخدر كلي علما وذلك لـ" نفسي – ابني – ابنتي – زوجي –زوجتي –والدي – والدتي- أخي – أختي " وعلما بأنه تم شرح طبيعة العملية والتخدير والهدف منها تخفيف الألم وليس لتحسين الرؤية وحيث أن قوة الإبصار بالعين اليسرى لا ترى".
&