يتعامل عمال التنظيف مع بعض أعمال الفن الحديث على أنها نفايات مصيرها القمامة مشكلة قديمة قِدم الأساليب الفنية نفسها. لكن بدلًا من القنوط رأت الفنانة رومانا مينتسة كون في تدمير عملها ورميه في القمامة جزءًا من الفن.

&
إعداد عبدالاله مجيد: لعلّ عمال التنظيف كانوا معذورين حين ظنوا أن عمل الفنانة قطع متناثرة من الأنقاض. إذ كان التكوين الكبير الذي سمته صاحبته مينتس كون "بيت 6/2016" معروضًا في كنيسة، وليس في صالون أو متحف، وكانت الفنانة تريد أن تكشف به معاناة اللاجئ وعدم الاستقرار في حياته حين يصل إلى أوروبا.&
&
تجسيد معاناة اللاجئين
وكانت وسط العمل الفني الكبير كومة من الألواح الخشبية تغطيها بطانيات، وتحيط بها أشكال من الرقائق المعدنية، تمثل لاجئين هائمين في عرض البحر. وقالت الفنانة مينتسة كون لموقع لوكال الإخباري الألماني إن الألواح الخشبية تمثل طريقة نقل اللاجئين في أنحاء أوروبا، وكأنهم شحنة من البضائع، في حين أن البطانيات ترمز إلى الدفء أو عدمه.&
&
لكن هذه الأشكال وما ترمز إليه فاتت على عامل تنظيف الكنيسة في مدينة مانهيام، وكنس الأشكال المصنوعة من الرقائق، ثم رماها في القمامة. فكرت مينتسة كون في ما يمكن عمله بنتاج إبداعها، الذي انتهى به المآل إلى القمامة، مدركة أن إعادته إلى شكله السابق غير ممكن.&
&
في النهاية عثرت على القمامة وبقايا الأشكال المصنوعة من الرقائق، وأعادت وضعها أمام الألواح الخشبية. وقالت مينتسة كون "إن الأجزاء التي وضعها عامل التنظيف في القمامة رمز لكل اللاجئين، الذين يأتون، ولا يعرف أحد ماذا يفعل بهم. وهذا يثير مشاعر قوية للغاية، وأطلق نقاشًا واسعًا".
&
سوابق شبيهة
وأشارت مينتسة كون في تصريح لصحيفة دي فيلت إلى أن ما يريد عملها الفني أن يقوله في شكله الجديد تغير بصورة جذرية. وهذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها& عمال تنظيف عملًا فنيًا، وظنوا أنه نفايات عليهم كنسها ورميها في القمامة. ففي ميلانو خلال العام الماضي كنس عمال تنظيف عملًا فنيًا ظنوا أن مكوناته من الزجاجات وأعقاب السجائر مخلفات حفلة ساهرة في الليلة السابقة. &
&
وفي لندن عام 2001 رُمي خارج قاعة العرض عمل الفنان ديمين هيرست من الزجاجات وأكواب القهوة والصحون المليئة بأعقاب السجائر، وفي عام 2004 كُنس عمل الفنان الألماني غوستاف ميتسغر من متحف تيت في بريطانيا، حين رأى عامل التنظيف أنه كيس من القصاصات والورق المقوى.
&
&