رشح رئيس السلطة القضائية الاتحادية في العراق القاضي مدحت المحمود رئيس الجمهورية العراقية السابق جلال طالباني لنيل جائزة نوبل للسلام، بعد اكثر من شهر على ترشيح وزارة الهجرة والمهجرين ومنظمات دولية للعراقية نادية مراد لدورها في حشد الراي العام الدولي ضد ممارسات تنظيم داعش والدفاع عن الفتيات المخطوفات.


محمد الغزي: في خطوة مفاجئة، اعلن رئيس مجلس القضاء العراقي القاضي مدحت المحمود ترشيح رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني لنيل جائزة نوبل للسلام، بعد اعلان لجنة الترشيحات اعتماد أسماء مرشحيين دوليين بينهم البابا فرانسيس والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل الى جانب نادية مراد الفتاة الايزيدية التي تعرضت الى انتهاكات على يد تنظيم داعش قبل فرارها من قبضتهم.

وعزا المحمود وهو اعلى سلطة قضائية في العراق ترشيحه للرئيس السابق جلال طالباني الى انه "عمل بإخلاص وأسهم في درء العديد من الفتن العنصرية والطائفية".

وقال القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث الرسمي في بيان رسمي تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن "رئيس السلطة القضائية الاتحادية القاضي مدحت المحمود وجه كتاباً إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يرشح فيه الأستاذ جلال طالباني رئيس الجمهورية السابق لنيل جائزة نوبل للسلام".

وأضاف بيرقدار ان "القاضي المحمود شدد على أن طالباني كان صمام الأمان وعمل منذ اليوم الأول للتغيير في 2003 بجهد وعراقية خالصة وكان عاملاً فاعلاً في درء أكثر من فتنة عنصرية وطائفية إضافة إلى تاريخه السياسي والنضالي المشرق".

وأشار إلى أن "الترشيح حصل من خلال دراسة واقع العراق وما مرت به من ظروف ولما قدمه طالباني من خدمات جليلة لهذا البلد الطيب وجهوده في إحلال السلم والوئام بين أطياف الشعب العراقي".

وانتقد مثقفون عراقيون وداعمون لحملة نادية مراد ترشيح المحمود لطالباني فيما قال مستشار رئاسة الجمهورية تورهان المفتي لـ"إيلاف" ان "الترشيح لجائزة نوبل لا يكون عن طريق الحكومات وانما بتأييد ودعم من عشر مؤسسات دولية على الأقل"، مشيرا الى ان "باب الترشيح قد أغلقت".

اعتماد رسمي

قالت وكالة اسوشيتدبرس إن "لجنة ترشيحات جائزة نوبل للسلام "اعتمدت ترشيح نادية مراد لدورها في حشد الرأي العام الدولي ضد ممارسات داعش الإرهابي والدفاع عن الفتيات المخطوفات".

ونقلت عن أحد أعضاء اللجنة النائب النرويجي أودون ليسباكين قوله ان "جائزة نوبل للسلام لابد ان تكون سلاحا مهما للكفاح ضد العنف الجنسي الذي يستخدم كسلاح حرب".

واشارت إلى أن "جهود نادية مراد جعلتها من ضمن ترشيحات نيل هذه الجائزة الرفيعة جنبا إلى جنب مع البابا فرانسيس والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وعدد من الشخصيات الدولية الأخرى".

من جهتها اعربت وسائل اعلام ومواقع الكترونية نرويجية عن دعمها وتأييدها الكبير لحصول "بنت العراق البطلة نادية مراد" على جائزة نوبل للسلام.

وفي استطلاع اجراه موقع تيك دوت نو النرويجي أكد عدد كبير ممن المشاركين ان نادية مراد هي الأحق بالحصول على هذه الجائزة كونَها تحملت الكثير من المعاناة جراء الانتهاكات التي تعرضت لها على ايدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي.

كما اشار الموقع الى ان ترشيح نادية مراد للحصول على جائزة نوبل سبقه دعم كبير قدمته وسائل إعلام عراقية وجهات سياسية عربية ودولية، الأمر الذي ساعد في ترشيحها رسميا.

جولة حول العالم

زارت مراد عددا من دول العالم وتوقفت في الكويت ومصر واستقبلها امير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح والرئيس المصري احمد السيسي وشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب، كما قامت بجولة في عدد من الدول الاوربية والتقت الرئيس اليوناني، والقت كلمة في مجلس العموم النرويجي، وحصلت على دعم منظمات إنسانية اوربية عدة اثناء حملتها لتحشيد الراي العام لإنقاذ الفتيات المختطفات من قبل تنظيم داعش ومناهضة الاغتصاب والعنف ضد المراة وتحولها الى ضحية حرب.

ومنحت منظمة رائدات السلام والجمعية الكويتية لحقوق الانسان لقب "رائدة السلام لعام 2016"، كما حصلت على ذات التكريم من الصليب الأحمر النرويجي.

مكافأة حقيقية

وقالت مراد على صفحتها ان "مكافئتي الحقيقية هي أن تعود الإنسانية إلى الأرض وتعيش جميع شعوب العالم معا بسلام، وأن يقف العالم بوجه الشر ويساند الجميع المجتمعات المضطهدة".

وأضاف "مكافئتي أن ادفن بقايا امي وبقايا ستة من اخواني وبقايا الالاف من ضحايا المقابر الجماعية، وان أعيد ابن أخي من معسكرات التدريب وأعيد المئات من أطفالنا، وأعيد زوجات اخواني وأعيد 3400 امرأة وطفل من الاستعباد الجنسي ومشاريع الإرهاب".

ورأت مراد ان "المكافئة الحقيقة للضحية أن ينتصر الحق على الباطل، والإنسانية على اللانسانية، والإنسان على الشر".

وتابعت مراد "اود ان اوضح للراي العام بان الجوائز والاموال لا تهمني بعد ان فقدت وفقد معي الالاف من الابرياء ذويهم واحبابهم وبعد ان تعرضت وتعرض الالاف من النساء والاطفال معي الى الاغتصاب واشد انواع الإرهاب".

واكد انها اليوم تدافع فقط عن قضية انسانية وقال ان "وجهي وصورتي هي وجه وصورة كل ضحية وانا احمل رسالتهم الى العالم بأمانة واخلاص، وهذا ما يدفعني الى الاستمرار وهو ان اكون صوت هولاء الضحايا الذين فقدوا كل شيء".

وتعهدت مراد بالتبرع بأي جائزة او اموال تأتي من هذا العمل الى ضحايا الابادة وخاصة الناجيات والارامل والايتام.

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت ترشيح الشابة العراقية نادية مراد طه (21 عامًا) رسميًا لنيل جائزة نوبل للسلام لدورها المهم في تعريف العالم بمأساة المرأة العراقية عموماً، والنساء الأيزيديات بشكل خاص في المناطق التي احتلها تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضافت الوزارة في بيان صحافي الثلاثاء، حصلت "إيلاف" على نسخة منه، "يأتي ترشيح الوزارة للأخت الفاضلة مراد لجائزة نوبل للسلام بعد أن قدمت في أروقة مجلس الأمن خلال جلسة عقدت مؤخرًا حول (الاتجار بالبشر في الصراعات) عندما تحدثت عن معاناة النساء الأيزيديات المخطوفات من قبل إرهابيي داعش، وما يتعرضن له من انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية ووجهت نداءً إلى المجتمع الدولي بضرورة العمل على تحرير 3400 امرأة أيزيدية من قبضة هؤلاء الإرهابيين".

وعبرت الوزارة عن فخرها بترشيح الشابة العراقية لجائزة نوبل للسلام، ودعت الرأي العام العالمي وجميع المنظمات المعنية إلى دعم ترشيحها لأنها "تستحق أن تكون رمزاً لنضال المرأة ضد القوى الظلامية التي تهدف إلى استعبادها والنيل من كرامتها".