تواجه سبعة مرشحين جمهوريين للرئاسة الأميركية مساء السبت في مناظرة سادها توتر كبير قبل الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشير، وواجه خلالها ماركو روبيو انتقادات حادة من خصومه على أمل الحدّ من تقدمه.


&

مانشستر: قال حاكم ولاية نيوجيرزي كريس كريستي في هجوم حاد على روبيو السناتور عن ولاية فلوريدا، انه "بكل بساطة لا يتمتع بالخبرة". واتهم روبيو بأنه لم يتخذ يومًا "قرارًا مهمًا يتحمل فيه مسؤولية".

عودة إلى العظمة
وقال الحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش من جهته إن "روبيو سياسي موهوب لكننا اختبرنا (سناتورا شابا) اصلاً هو باراك اوباما". واضاف أن "القيادة امر نتعلمه ونتعلمه بالممارسة (...) انها ليست شيئًا نذهب الى العمل ونفعله بكل بساطة".
&
وحاول روبيو البالغ من العمر 44 عامًا، وكان يتوقع على ما يبدو هذه الهجمات، التهرب منها، مكررًا خمس مرات انتقاداته للرئيس باراك اوباما الذي اتهمه بأنه يريد عمدًا "تغيير البلاد لتصبح اميركا مثل بقية العالم". واضاف "عندما اصبح رئيسًا للولايات المتحدة سنعتمد مجددًا كل الامور التي جعلت من اميركا اعظم بلد في العالم".
&
وقال كريس كريستي إن "القضية هي انه عندما تكون رئيسًا للولايات المتحدة (...) الخطاب الذي تحفظه لثلاثين ثانية عندما تتحدث عن عظمة اميركا لا يحل المشكلة في نهاية المطاف". وكان روبيو وهو اصغر المرشحين الجمهوريين للرئاسة، احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا الاثنين.&
&
احيت هذه المفاجأة &الامل لدى السياسيين الجمهوريين الذين يكرهون السناتور المحافظ المتشدد عن ولاية تكساس تيد كروز الذي جاء اولا والملياردير دونالد ترامب، الذي حل ثانيًا مع ان استطلاعات الرأي كانت ترجح فوزه.&
&
اما دونالد ترامب، فقد قدم نفسه في المناظرة التي جرت السبت في الجامعة الكاثوليكية سانت انسيلم كوليدج في مدينة مانشستر على انه "افضل شخصية" ليصبح رئيسًا. واكد انه اول من تحدث عن الهجرة غير المشروعة و"مشكلة" المسلمين، وانه حذر من قبل من الحرب في العراق.
&
ترامب في الطليعة&
وقال ترامب "سنربح مع ترامب. بلدنا سيربح المزيد. سنربح مع ترامب وهذا ما سيعجب بلدنا"، مستفيدًا من تركز الانتقادات على روبيو. وتحدث المرشحون كل بدوره عن مواقفهم من قضايا الهجرة والصحة والارهاب والسياسة الخارجية والشرطة والجيش والمحاربين القدامى وزواج مثليي الجنس.
&
واكد ترامب تأييده لاستخدام تقنية الايهام بالغرق للمتهمين بالارهاب، التي حظرها الرئيس اوباما ويؤيدها السناتور تيد كروز في الحالات الطارئة. وعبّر جيب بوش عن معارضته لهذه الطريقة.
&
وترتدي المناظرة التلفزيونية التي جرت السبت اهمية خاصة للمرشحين الجمهوريين اذ انها تجري قبل الانتخابات التي ستشهدها ولاية نيوهامشير (شمال شرق الولايات المتحدة) الصغيرة الثلاثاء المقبل في اطار العملية الانتخابية الطويلة لاختيار مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي للاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 08 تشرين الثاني/نوفمبر.
&
وبشكل عام ترسم انتخابات نيوهامشير صورة المراحل المقبلة، اذ ان المرشحين الاضعف لا يستمرون في الحملة بعدها. وهناك ناخبون معروفون بانهم لا يتخذون القرار الا في اللحظة الاخيرة، بينما عدد الناخبين المستقلين الذين يمكنهم الاختيار بين الديموقراطيين والجمهوريين في الولاية كبير في الولاية، حيث تشكل نسبتهم 44 بالمئة من مجموع الناخبين. وقد بذل المرشحون جهودًا كبيرة لكسب اصواتهم.
&
ويشير آخر استطلاع للرأي لسيفن نيوز وجامعة ماساتشوسيتس لاول الى أن دونالد ترامب يتقدم على ماركو روبيو في نيوهامشير (35 بالمئة مقابل 14 بالمئة) وقد حرص ترامب في مناظرة مساء السبت ألا يقوم بأي مجازفة.
&
ويشير الاستطلاع الى أن تيد كروز سيحل ثالثًا (13 بالمئة من الاصوات)، لذلك بدا حذرًا ايضا في المناظرة. بعد ذلك يأتي حاكم فلوريدا السابق جيب بوش (10 بالمئة) وحاكم اوهايو جون كاسيتش (10 بالمئة) وحاكم نيوجيرزي كريس كريستي (4 بالمئة) وجراح الاعصاب بين كارسون (3 بالمئة).
&
لذلك حمل بوش وكريستي بعنف على روبيو في محاولة لانقاذ حملتهما. وعلى الرغم من احتجاجاتها، لم تدع السيدة الوحيدة المرشحة من الجمهوريين كارلي فيورينا الرئيسة السابقة لمجلس ادارة مجموعة هوليت باكارد بسبب نتائجها الضئيلة جدًا.
&
ماركو روبيو "أوباما جمهوري"
يثير ماركو روبيو اعجاب الناخبين بعد النجاح الذي حققه في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، مع ان خصومه يصفونه بأنه "اوباما جمهوري" بسبب عمره الذي يبلغ 44 عامًا ووسامته وموهبته الخطابية. وروبيو المولود لابوين مهاجرين كوبيين، واجه انتقادات حادة من خصومه في المناظرة التلفزيونية التي جرت مساء السبت في نيوهامشير قبل الاقتراع في هذه الولاية الصغيرة، على امل الحد من تقدمه.
&
ساعده دأبه على الصعود التدريجي، فغزا قلوب الناخبين الجمهوريين الباحثين عن قائد جديد متمرس لشد عصب المعارضة لباراك اوباما. وفي طفولته، كان ماركو روبيو يقول لجده الكوبي المنفي انه سيتمكن في احد الايام من اطاحة فيدل كاسترو ويصبح رئيسًا لكوبا.
&
ولد ماركو روبيو في ميامي في 28 ايار/مايو 1971، من والدين كوبيين هاجرا قبل 15 عامًا هربًا من الفقر والعوز. وبعد وصول فيدل كاسترو الى الحكم في 1959، قررت عائلته الا تعود الى الجزيرة التي لم يعرفها ماركو روبيو ابدًا. وهو يدأب على رواية هذه القصة العائلية في خطاباته، معربًا عن اقتناعه بأنه يجسد "الحلم الاميركي" لأجيال المنفيين الذين اتوا يبحثون عن حياة افضل في اميركا.
&
وكتب في سيرته الذاتية "ابن اميركي"، التي صدرت في 2012، "انا ابن مهاجرين منفيين من بلد كان يشهد اضطرابات. لقد اعطياني كل ما كان في وسعهما أن يعطياني اياه. وانا البرهان على ان حياتهما لم تذهب سدى، وعلى ان هدف وجودهما قد تحقق". وفينيسان/ابريل 2015، اقدم على خطوة رمزية تمثلت باعلان ترشيحه من "فريدوم تاور" في ميامي التي عبرها عدد من المنفيين الكوبيين في الستينات.
&
ضد كاسترو
شب ماركو روبيو ابن نادل في احد الفنادق وعاملة تنظيف، وسط الجالية الكوبية في ميامي، واقامة استمرت خمس سنوات في لاس فيغاس، حيث انضمت العائلة الى الكنيسة المورمونية فترة وجيزة، ثم عادت الى الكاثوليكية. وفتنت السياسة ماركو روبيو الذي تأثر كثيرًا بجده الكوبي المدمن على تدخين السيجار، وبات من انصار تيد كينيدي ثم وقع في سحر رونالد ريغان.
&
وقد اكتشفه الاميركيون في 2010 لدى انتخابه المدوي في مجلس الشيوخ. لكنه من الاشخاص الذين يقال لهم في شبابهم انه سيصبح رئيسًا في احد الايام، اول رئيس من اصول اميركية لاتينية.
&
وبعد سنتين فقط من حصوله على الاجازة في الحقوق، انتخب في 1998 في المجلس البلدي لويست ميامي. وبعد سنة، في مجلس نواب &فلوريدا الذي ترأسه من 2006 الى 2008، فيما كان جيب بوش الذي يكبره بـ18 عامًا، حاكمًا للولاية. وتتوافر لديه صفات تبهر مؤيديه: الوجه الجميل رغم بداية الصلع، وسرعة البديهة والابتسامة الملائكية والموهبة الخطابية التي تتعثر احيانًا بتدفق المفردات.
&
وهو يكسر الصورة النمطية للمحافظ التقليدي: فهو يذهب الى القداس مع زوجته جانيت وابنائه الاربعة، لكنه يستمع منذ مراهقته الى اغاني الراب. ويتقن اللغتين الانكليزية والاسبانية، وهذا مكسب للحزب الجمهوري، الذي تخلى عنه الناخبون من اصول اميركية لاتينية. لدى وصوله الى واشنطن، اعتقد المحافظون الذين صدمهم انتخاب باراك اوباما، انهم عثروا على منقذهم. ووصفه جيب بوش نفسه في العدد الخاص لمجلة "تايم" حول المئة &شخص الاكثر تأثيرًا في 2012.&
&
وقال "كنت اعرف ان ماركو روبيو يتمتع بمواهب ليست متوافرة لسواه، عندما التقيته، ولم يكن آنذاك سوى عضو في مجلس بلدي جمهوري". ودفع جيب بوش ايضًا ماركو روبيو الى الترشح لمنصب نائب الرئيس في 2012. وقال "لديه مزيد من الخبرة لم تكن متوافرة لدى باراك اوباما عندما ترشح. فلديه الفطنة والعزيمة ليكون رئيسًا جيدًا".
&
لكن شعبيته تراجعت في 2013، عندما ايّد اصلاحًا طموحًا، لكنه تعرض للفشل حول قوانين الهجرة، وكان سيؤدي الى ترتيب اوضاع ملايين الاشخاص المقيمين بصورة غير قانونية. ومنذ ذلك الحين، يحاول السناتور اصلاح هذا الخلل وركز جهوده على موضوع الهجرة بحيث باتت اهتمامات المحافظين تشمل جميع المواضيع ولاسيما الشؤون الخارجية.
&
ويناضل ماركو روبيو المعروف بتأييد سياسة التدخل، من اجل حضور قوي للولايات المتحدة في العالم. وقد ايّد التدخل في ليبيا ثم دعا الى تسليح المتمردين السوريين المعتدلين. وكان سيؤيد التدخل في كوسوفو في 1999، كما قال ايضا لوكالة فرانس برس. ويقود ماركو روبيو الذي يبدي معارضة شديدة لكاسترو، المقاومة في مجلس الشيوخ ضد التقارب الذي بدأه باراك اوباما مع جزيرة اجداده.
&