لندن: دعا مؤتمر عراقي للتعايش السلمي ودرء خطر الطائفية والإرهاب إلى تشريع قوانين ملزمة تحمي المجتمع العراقي من هذه الظواهر الخطيرة فيما طالبت الامم المتحدة بحوار مجتمعي لمواجهة هذه الاخطار وحماية وحدة العراق وشعبه.. بينما دعا العبادي إلى توحيد الخطاب السياسي والاعلامي لكسب مزيد من الدعم الاقليمي والدولي للعراق والتعاون على مواجهة الفساد وتقديم الفاسدين إلى المحاكمات واسترجاع ثروات الشعب التي نهبوها.&
&
الجبوري لتشريع قوانين ضد الطائفية والإرهاب

وفي كلمته خلال المؤتمر قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان النعرات الطائفية التي كادت أن تعصف بالسلام المجتمعي لشعبنا وتهتك وحدته، واحدة من الظواهر الهجينة الغريبة على كينونة شعبنا فلم يشهد في اي مرحلة من مراحل دولته الحديثة ان تنابز بها، او استحكمت بسلوكه، او حددت نظامه الاجتماعي، او باغضت بعضه على بعض، لكنها، بعد العام 2003، وبسبب مواضعات بعضها داخلي وبعضها خارجي، كادت ان تحيد بشعبنا عن وحدته، لولا فراسته المدببة ووعيه المكين، فمزق بعض صحائفها ومازال عليه ان يزيل ما تبقى من بثورها كي يستعيد عافيته والقه ووحدته التامة ويستعيد العراق دوره الريادي في المنطقة والعالم.

وشدد على انه لم تكن في الاسلام، نصا مقدسا ورسالة محمدية شريفة، طائفية من اي نوع كان، وان عمد مزيفو التاريخ الاسلامي إلى دس الغلو والتطرف اللذين استحالا إرهابا متوحشا ونزعات دموية، وتحويل الاسلام من رسالة ربانية إلى احداث ووقائع شخصانية بالغ المزيفون في اضفاء البغضاء والكراهية في متونها، فانهم لم يشوهوا الاسلام وقد حفظه الحافظ الحفيظ إلى يوم يبعثون، انما شوهوا تاريخا لا يجد العاقل المتبصر اي عناء في كشف زيف بعض مدوناته وكذبها.

وأشار إلى أنّه قد اريد من اثارة النعرات الطائفية التي كان من اهم نتائجها الإرهاب، تأليب العراقيين على بعضهم، كي يتمكن الاخر المتربص الطامع ان يعبث بوطنهم وينهب ثرواتهم ويحولهم إلى شتات متناحر ضعيف هزيل تأخذه الريح حيثما تشاء وتسوقه العواصف حيثما تبتغي.

وحين نتصدى هذا اليوم وعبر هذا المؤتمر الكريم وبجهود لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النيابية بهذه النخب الفاضلة للطائفية والغلو والتطرف والإرهاب فانما نتصدى للدفاع عن وجودنا وعن اجيالنا المقبلة وعن وطن اختاره الباري عز وجل مهبطا للنبوات والرسالات ومنبعا للحضارة والمدنية الاولى.

واكد ضرورة تقنين عقوبة كل من يسفك الدم الذي حرم الله ومن ينتهك دار العراقي وجامعه ومسجده وكنيسته ودار عبادته وجامعته ومكان عمله، وكل من يسعى إلى بث سموم الطائفية والفرقة والإرهاب والبغضاء والكراهية، وان لا تأخذنا رحمة او شفاعة بمن يريد ان يجعل شعبنا شراذم ومللا تتصارع في ما بينها، فيما العالم كله ينشد الوحدة ضمانا للتقدم والرخاء والقوة والرفعة.

ودعا إلى تشريع نصوص قانونية وقال: لقد علمتنا التجربة ان النيات الطيبة لا تكفي لدرء المخاطر والسيئات، وان القانون وحده هو الذي سيزيل عن شعبنا غاشيات الطائفية والغلو والتطرف والإرهاب والسلاح الخارج عن سلطة الدولة والقانون.

واضاف ان السلم الاهلي الذي تنشدون وضع بعض اسسه في هذا المؤتمر لن يتحقق الا بسلة قانونية حأزمة حاسمة تعتمد على مبدأ التعايش السلمي جوهرا لها والحاجات الاجتماعية التي افرزتها التجربة اطارا لتوصيفها ومعالجتها، فاعملوا على هذا.

معصوم يدعو القادة لمصالحة حقيقية

ومن جهته شدد الرئيس العراقي فؤاد معصوم على انه لاخيار امام العراقيين لمواجهة الإرهاب والطائفية والغلو والتطرف غير تمتين وحدتهم وارادتهم للنهوض بالعراق وتحقيق امنه واستقراره ومواجهة الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها.

واضاف ان هذه الهجمة قد زادت من وحدة الشعب العراقي وعزلت قوى التطرف والكراهية.. ودعا القيادات العراقية للعمل بجدية من اجل تحقيق المصالحة الوطنية وسد اي ثغرة للكراهية والتطرف من خلال تعزيز وحدة المجتمع وحقوق المواطنة من اجل ضمان وحدة العراق وارضه في مواجهة النعرات الطائفية والقومية الهادفة لتمزيق وحدة الشعب العراقي بكل مكوناته.

العبادي يطالب بتوحيد الخطاب الاعلامي والسياسي

ومن جهته شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي على ضرورة تظافر الجهود لدعم المقاتلين في الجبهات ضد الإرهاب وقلع جذور الإرهاب وحماية المجتمع من الكراهية والتطرف وتوحيد الخطاب السياسي والاعلامي.

واكد ان وحدة العراق ارضا وشعبا تتحقق بمواجهة النعرات الطائفية والقومية الهادفة إلى تمزيق وحدة الشعب.. ودعا إلى العمل لبناء الدولة وتحقيق الامن والاستقرار ودولة القانون والتعايش السلمي. وأشار إلى أنّ المهمة العاجلة الان تكمن في توحيد الموقف السياسي والخطاب الاعلامي من اجل كسب المزيد من الدعم الاقليمي والدولي للعراق وتجنب الخطاب الطائفي والانفعالي الذي يضعف حجم التأييد الدولي للعراق.

وعن الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد حاليا أشار العبادي إلى أنّ ذلك يتطلب دعم خطوات الحكومة والبرلمان للتوصل إلى حلول عملية للأزمة ومكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي نهبوها وتعزيز دور الدولة في منع تبديد ثروات البلاد العامة.

الامم المتحدة تدعو لحوار مجتمعي ضد الكراهية

اما مدير الدائرة السياسية في بعثة الامم المتحدة في العراق مروان العلي فقد أشار إلى أنّ عمل البعثة يركز على مساعدة العراقيين في مواجهة الكراهية والتطرف ودعا إلى حوار مجتمعي لمواجهة هذه الاخطار.
واضاف ان مواجهة التطرف والإرهاب والكراهية تستدعي مواجهة مجتمعية لتحصين المواطنين من خطر ثقافة الغلو والتطرف والإرهاب .. وأشار إلى أنّ الامم المتحدة تعتقد ان العراق قادر على محاربة كل هذه الافات الخطيرة التي تهدد مجتمعه.

ويشارك في المؤتمر اكثر من 500 شخصية حكومية وبرلمانية وسياسية ودينية لاطلاق وثيقة التعايش السلمي برعاية مجلس النواب وقال رئيس اللجنة المشرفة على المؤتمر النائب عبد العظيم العجمان ان المؤتمر سيخرج بتوصيات تهم العراقيين وتتضمن كيفية العمل لمرحلة مابعد داعش وتأسيس جو مجتمعي مستقر بعيد عن الثار والعنف وردود الفعل.

وأشار إلى أنّ هذا المؤتمر الذي تطلقه اللجنة النيابية هو تتويج لجهود استمرت اكثر من سنة تقريبا لنعلن عن بدء الفعاليات المجتمعية والكفيلة بسد الفجوات والخروقات وحماية ماتبقى من العراق.

وقال إن المؤتمر يعتبر برنامجا متكاملا لتتميز بين من هو متخندق في خندق الإرهاب والتكفير والطائفية وخلق الازمات وعدم الاستقرار وبين ماهو متخندق في خندق العراق ووحدته ومكافحة الإرهاب والطائفية.

واضاف "لسنا امام مؤتمر كباقي المؤتمرات بل امام جبهة عراقية واسعة مجتمعيا وسياسيا تمثل محور الاعتدال لمواجهة التطرف الذي يدفع بمزيد من التفكك والانقسام والعنف والإرهاب بغية ايقاف سفك الدماء وهدر المال".

وشدد العجمان على ان "الخطوة الاولى للاستقرار هي ان حسم مسألة التنوع واختلاف الهويات وان تكون ادارة البلد بشكل صحيح لتكون مصدر قوة وموردا ثقافيا وانسانيا وحضاريا".. مبينا ان "المستفيد الاول من الصراع منذ عام 2003 هي التدخلات الخارجية والإرهاب والمافيات وقد حان الوقت لاعلان ميثاق العيش المشترك في اطار وثيقة رمضان ووفق الاسس والمبادئ والاهداف التي وضعت لتأسيس الهيئة الوطنية للتعايش السلمي والكفيلة بمتابعة تنفيذ الوثيقة".