فتحت عشرات المساجد عبر المملكة المتحدة بواباتها اليوم الأحد أمام غير المسلمين، كرد على تظاهرات حركة "بيغيدا" التي انطلقت في مدن أوروبية عدة، ترفض استقبال اللاجئين المسلمين.

&
نصر المجالي: نظمت حركة "بيغيدا" أمس السبت تظاهرات في مدن أوروبية عدة، منها أمستردام وبراغ ومدينة برمنغهام الإنجليزية، وفي مدينة كاليه في شمال فرنسا، احتجاجًا على وصول مئات الآلاف من المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا.
&
يذكر أن هذه الحركة المتطرفة كانت نشأت في مدينة دردسن الألمانية في العام 2014، وهي تنادي بطرد المسلمين من أوروبا، نظرًا إلى عددهم المتزايد الذي قد يؤدي إلى أسلمة أوروبا مستقبلًا، وتحولها إلى قارة ذات أكثرية إسلامية.&

استعادة للقوة
وبعدما كادت الحركة تختفي في العام الماضي، استعادت قوتها مستفيدة من تنامي المشاعر الشعبية القلقة تجاه قدرة ألمانيا على استيعاب 1.1 مليون مهاجر وصلوا إليها في العام 2015، واستفادت الحركة كذلك من مزاعم بتورّط مهاجرين في اعتداءات على نساء في كولونيا ليلة رأس السنة، وتقول إنه "دليل على فشل السياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل".
&
وقال زيغفريد ديبريتس عضو الحركة لحشد على ضفة "نهر إلبه"، وسط هتافات مطالبة برحيل ميركل: "يجب أن ننجح في حماية حدود أوروبا الخارجية والسيطرة عليها، وكذلك حدودها الداخلية مرة أخرى".
&
وخرج مئات من المتظاهرين المعارضين لهؤلاء في شوارع دريسدن، رافعين شعار "التضامن بدلًا من الإقصاء"، ولافتات تقول "لا مكان للنازيين". ونظم محتجون تظاهرات أيضًا في مدن أوروبية عدة، منها أمستردام وبراغ ومدينة برمنغهام البريطانية وفي مدينة كاليه في شمال فرنسا، قالت السلطات إن "أكثر من 12 شخصًا اعتقلوا في احتجاج شارك فيه نحو 100 شخص على الرغم من حظر المظاهرة".
&
اعتقال جنرال فرنسي
واعتقلت الشرطة الفرنسية جنرالًا فرنسيًا سابقًا و20 آخرين في تظاهرة محظورة مضادة للمسلمين في مدينة كاليه في شمال فرنسا. فقد ألقت الشرطة القبض على الجنرال السابق كريستيان بيكمال، الذي شغل منصب قائد الفرقة الفرنسية الأجنبية في التسعينيات، بعد اندلاع عراك بين متظاهرين ورجال الشرطة. يذكر أن الآلاف من المهاجرين يقيمون في معسكر في كاليه يطلق عليه اسم "الغابة".
&
وكانت التظاهرة التي شهدتها كاليه واحدة من العديد من التظاهرات المماثلة التي خرجت في دول أوروبية شتى للاحتجاج على ما يقول المشاركون فيها إنها "أسلمة" القارة الأوروبية.
وتزامنت مظاهرة السبت في كاليه مع تصاعد مشاعر العداء للمهاجرين في المنطقة، إذ يحقق القضاء الفرنسي في ستة اعتداءات على الاقل استهدفت سكان مخيم "الغابة".
تحذيرات&
وكان مسؤولون فرنسيون قالوا السبت إن الشرطة اصدرت تحذيرات لـ 150 متظاهرا في كاليه بضرورة التفرق. وكان المتظاهرون يلوحون بالاعلام الفرنسية ويرددون النشيد الوطني في مركز المدينة. وعندما نشب عراك بين الشرطة وبعض المتظاهرين، استخدم رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
&
وقال الجنرال بيكمال إنه "صعق لتصرف الشرطة"، وأضاف "هناك أشياء ينبغي أن تُحتَرَم، ومنها النشيد الوطني عندما يُرَدَّد. توقعت منكم (مخاطبًا رجال الشرطة) أن تتخذوا وضع الاستعداد، وأن ترددوا النشيد معنا، ولكن أحدًا منكم لم ينبس ببنت شفة. وهذه هي فرنسا، فرنسا العظيمة، فرنسا الأزلية التي كانت يومًا ما فنار العالم. ولكن فرنسا تتدهور وتنحط. يؤسفني أنكم تسلمتم هذه الأوامر، فإنكم مجبرون على تنفيذ الأوامر الصادرة لكم، ولكن ما كان عليكم أن تتصرفوا بهذه الطريقة في الميدان".
&
وكانت السلطات الفرنسية قد أمرت السلطات في كاليه بحظر كل التظاهرات في المدينة "مهما كانت هوية الجهة المنظمة لها".
&
مساجد بريطانيا
إلى ذلك، فإنه وفي محاولة للتصدي للانطباعات السلبية المنتشرة في البلاد عن الدين الإسلامي وتثقيف غير المسلمين حول الإسلام، يفتح أكثر من 80 مسجدًا في بريطانيا أبوابها الأحد لغير المسلمين. وينظم هذه الفعالية التي أطلق عليها اسم "يوم زيارة مسجدي" المجلس الإسلامي البريطاني.
&
تشمل المساجد المشاركة مساجد في مدن لندن وبيرمنغهام ومانشستر وليدز وغلاسكو وكارديف وبلفاست وغيرها. وتأتي الفعالية بعدما نظمت حركة (بيغيدا) المعادية للإسلام تظاهرة صامتة في بيرمنغهام يوم السبت لم يحضرها أكثر من 200 مشارك.
&
لكن مع ذلك عبّرت التظاهرة عن الخوف من الإسلام، وأشارت إلى أن حركة (بيغيدا) لم تعد كما كانت حركة ألمانية فحسب، بل أصبحت حركة أوروبية.
وتهدف فعالية "يوم زيارة مسجدي" إلى التعامل مع هذه المخاوف ودحضها.
&
وستقوم المساجد الثمانون المشاركة في الفعالية بتقديم شروح عن الإسلام لغير المسلمين، وإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة كيفية إقامة الصلاة أو مجرد تناول كأس من الشاي.
&
هجمات
ويقول منظمو الفعالية إنه في الوقت الذي تطغى فيه الهجمات التي ينفذها المسلحون الإسلاميون على الأخبار، ستوفر الفعالية فرصة للمسلمين لمد يد الصداقة إلى مواطنيهم من غير المسلمين وإزالة الغموض عن معتقداتهم.
&
يذكر أن عدد الجرائم التي تستهدف المسلمين - والتي تصنّف كجرائم كراهية المسلمين - قد ارتفع بشكل كبير في السنة الأخيرة. ففي لندن وحدها، بلغ عن وقوع 158 من هذه الجرائم في السنة الماضية، وهو رقم يبلغ 3 أضعاف عدد الجرائم في عام 2014. ويشار إلى أن عدد المسلمين في بريطانيا يبلغ نحو 3 ملايين نسمة، ويشكلون 5 بالمئة من مجموع عدد سكان البلاد.
&