يزور رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، لندن، في زيارة رسمية تبدأ الثلاثاء المقبل وتستمر يومين، يلتقي خلالها وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ومسؤولين بارزين، وذلك بعد تعليق المفاوضات بين المعارضة والنظام السوري في جنيف.
&
ومن المتوقع أن يناقش الطرفان تأجيل المفاوضات الى 25 الشهر الجاري ومصيرها والحل السياسي الموعود في ظل تصعيد روسي غير مسبوق ونزوح آلاف السوريين من ريف حلب باتجاه الحدود السورية التركية المغلقة.
&
وكان حجاب قد قال" قبل المجيء للمفاوضات، تلقينا رسالة مكتوبة من &ستيفان دي مستورا الموفد &الأممي الخاص لسوريا، يؤكد فيها أن المادتين 12 و13، اللتين تتحدثان عن الأمور الانسانية، فوق أمور التفاوض وخارج المسار السياسي".
&
وقبل قرار الهيئة الدخول في المفاوضات تحدث حجاب عن تراجع في مواقف بعض الدول الصديقة &للمعارضة، التي تخلت عن تصريحاتها حول فقدان بشار للشرعية، وتخلت عن دعوته إلى "التنحي الفوري"، وباتت تتحدث اليوم عن إمكانية تحقيق ذلك على "المدى البعيد"، وترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة النظام وفقاً لمبدأ "الموافقة المتبادلة"، متجاهلة حقيقة أن نظام بشار يرفض مناقشة هذه المسألة من حيث المبدأ، ولا يقبل بوضعها على أجندة المفاوضات.
&
وفي تعليقه على تلك التحولات قال حجاب: "لسنا معنيين بتحولات مواقف بعض الدول...نمثل قضايا شعبنا، ونعتقد أن ثباتنا على المبادئ التي أقرتها القرارات الدولية وتأكيدنا على المطالبة بها هي الوسيلة الأنجع لتحقيق انتقال حقيقي للبلاد والخروج بشعبنا من المحنة التي تسبب فيها نظام بشار القمعي الدكتاتوري".
&
ويغادر حجاب الأربعاء الى ميونيخ، &حيث يُعقد في 11 الشهر الجاري اجتماع دولي مهم حول سوريا.
&
هذا وتشهد العلاقات البريطانية الروسية تأزمًا كبيرًا، حيث قال هاموند إن روسيا ربما تحاول اقتطاع دويلة علوية في سوريا لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد ، من خلال قصف معارضيه بدلاً من قتال داعش.
&
وتبادلت روسيا وبريطانيا &انتقادات لاذعة بعد تصريحات لهاموند قال فيها إنه يَعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء تنظيم الدولة.
&
ورفض هاموند الانتقادات الروسية،&وأكد أن هناك حدودًا للمدة التي يمكن أن تلعب فيها روسيا دور الداعم لعملية السلام، بينما تقصف معارضي الأسد، الذين يأمل الغرب في أن يتمكنوا من بناء سوريا جديدة فور رحيل الأسد.
&
وتساءل هاموند، "هل روسيا ملتزمة حقًا بعملية سلام؟ أم أنها تستخدم عملية السلام ورقة توت تخفي وراءها محاولة لتقديم نصر عسكري من نوع ما للأسد، يتمثل في إقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا"؟
&
كما انتقد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف وزير الخارجية البريطاني لانتقاده العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وقال إن "أقواله لا يمكن أخذها مأخذ الجد".
&
وأضاف بيسكوف أن الإدلاء بمثل هذه الاتهامات "غير منطقي وغير صحيح، ويتناقض مع جوهر الجهود التي تقوم بها روسيا في سوريا".
&
وأشار الى أن "روسيا تبذل جهودًا هائلة ومناسبة لمساعدة السوريين في قتالهم ضد الإرهاب الدولي"، حسب تعبيره.
&
وتقول روسيا إن الغرب يلعب بالنار بمحاولة الإطاحة بالأسد، وإنها تستهدف نطاقًا واسعًا ممن تصفها بالجماعات المتشددة في سوريا وليس فقط تنظيم الدولة رغم أنها تركز عليه ولكن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك.