واصل الدكتور سيد القمني، الكاتب و المفكر، هجومه على مؤسسة الأزهر، مدّعيًا أن الفقه الأزهري الذي يتلقاه طلاب الأزهر لا يخرّج إلا مجرمين وقتلة، وزعم الكاتب المصري أن داعش "مشروع عملي ناجح" تخرج من الأزهر، الأمر الذي قوبل بحالة غضب شديدة من قبل جميع علماء الأزهر الشريف.


&

أحمد حسن من القاهرة: واصل الدكتور سيد القمني،الكاتب والمفكر، هجومه على مؤسسة الأزهر الشريف، وذلك بقوله: "الأزهر هو آخر قلاع الاحتلال العربي، ومن أراد أن يقدّم نفسه فداءً لمصر، فليشارك معي في إعادة هذا الديناصور إلى جحره مرة أخرى، فما تبقى من عمري نذرته لوجه الوطن ضد الأزهر".&

وهاجم القمني، خلال كلمة له في الحزب العلماني، الأزهر الشريف، قائلًا: "إن الله في قرآنه لم يقدّس نبيه، ودائمًا ما يذكره بأنه "عبد"، كما إنه لم يبشّرنا بوجود الأزهر ورجاله، الله رفع القدسية عن كل شيء إلا ذاته". وتابع القمني هجومه: "مشايخ الأزهر تروح إلى أفريقيا أحسن.. يلدغهم ثعبان، ويموتوا شهداء، مش يقعدوا جنبنا يدعونا للإسلام واحنا مسلمين" على حد تعبيره.
&
مشروع ناجح&
وزعم سيد القمني أن داعش "مشروع عملي ناجح" تخرج من الأزهر، كما واصل سيد القمني هجومه على مؤسسة الأزهر الشريف، مدعيًا أن الفقه الأزهري، الذي يتلقاه طلاب الأزهر، لا يخرّج إلا مجرمين وقتلة، مشيرًا إلى أن الفقه، الذي يدرّس، هو من حديث البشر، وليس كلامًا إلهيًا.&
&
وأكد الدكتور سيد القمني أن سخونة الأحداث أخيرًا، والتوسع في مطاردة الفكر والفن، ومطاردة عقل مصري، واستمرار هذا وتكاثره إلى حد غير مسبوق لم يحدث في زمن الإخوان ومبارك.&
&
وأشار إلى أن "الدولة ترقص على جثث المثقفين"، ومازالت دولة مماليك، ولاتزال تضع قانونًا فوق القانون". متابعًا كلامه: "الدولة تحيلنا إلى سلطة ليست أرضية ولا سنوية، وإنما هي سلطة منتفعين وتجار دين، وما أبشع تجارة رجال الدين"، وتابع سيد القمني قائلًا: "نحن العلمانيين عقل مصر، و ليست لنا أغراض (ما عنديش حاجة أخسرها، وما فيش حل معايا إلا يقتلوني، وأتمنى ذلك، لأن طول ما أنا عايش سيستمرون في عد خسائرهم)".
&
صدام سابق&
تجدر الإشارة إلى أن سيد القمني كاتب وباحث ذائع الصيت في مجال الإنسانيات عمومًا، وله اهتمام خاص بالتاريخ والتراث والأديان والإسلاميات، وهو من مواليد 13 آذار (مارس) 1947م في مدينة الواسطي محافظة "بني سويف" في مصر الوسطى، وحاصل على إجازته الجامعية في الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم درجة الدكتوراه، وله العشرات من الكتب والمؤلفات، التي أثارت جدلًا واسعًا في مصر، منها: الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية، والنبي إبراهيم والتاريخ المجهول، ورب الزمان، وحروب دولة الرسول، وآخر كتبه المنشورة هو "شكرًا بن لادن".&
&
تناولت معظم أعماله الأكاديمية منطقة شائكة في التاريخ الإسلامي، فالبعض يعتبره باحثًا في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر ماركسية، والبعض الآخر يعتبره صاحب أفكار اتسمت بالجرأة في تصديه للفكر، الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي، ووصفه الكثيرون بأنه مرتد، وبأنه مرتزق لدى المؤسسات المعادية للإسلام في الوطن العربي، وبوق من أبواق الولايات المتحدة، لتشابه وجهة نظره مع نظرة الإدارة الأميركية في ضرورة تغيير المناهج الدينية الإسلامية، وخاصة في السعودية، ومن أشهر مؤلفاته "رب هذا الزمان" عام 1997م، والذي صادره مجمع بحوث الأزهر.
&
غضب أزهري
تصريحات الدكتور سيد القمني قوبلت بحالة غضب شديدة من قبل علماء الأزهر الشريف، حيث أكد&الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن تلك التصريحات ليست جديدة، فقد سبق أن قالها الكاتب من قبل، فالجميع يدرك مواقفه العدائية تجاه الأزهر، ويجب عدم الوقوف كثيرًا أمام تلك المهاترات.
&
وقال وكيل الأزهر ﻟ"إيلاف": "إن الأزهر الشريف مؤسسة إسلامية معتمدة منذ 1200 سنة، ويقوم على التنوع الفكري والتعدد العلمي"، والعالم الإسلامي، بل العالم أجمع، يؤمن بدورالأزهر، وبأنه الجهة الوحيدة الشرعية التي تتحدث باسم الإسلام الوسطي المعتدل، والجهة الشرعية لجميع المسلمين من أهل السنة في العالم".
&
وأشار إلى أن الأزهر الشريف يحرص على الثقافة الإسلامية الأصلية، وأكد أن الملايين الذين تخرجوا من الأزهر بمختلف الدرجات العلمية لن نجد منهم شذوذًا نحو الطائفية سوى نفر قليل يعدّون على أصابع الأيدي".
&
رسالة التسامح
ويؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر يؤدي دوره على أكمل وجه في نشر رسالة التسامح بين الشعوب، ولم يقف الأزهر أمام أنواع الاجتهادات الفقهية طالما لم تخرج عن ثوابت الدين.
&
ولفت إلى أن الأزهر الشريف قلعة لها تاريخها وأداؤها، كما إن اسم مصر يقترن في الخارج باسم الأزهر، وجميع دول العالم تحترم شيوخ الأزهر، والشعب المصري يقدر الدور الذي تقوم به المؤسسة الدينية العريقة، معتبرًا أن خروج بعض الاجتهادات الفقهية الشخصية من قبل بعض الأزهريين &لا يمثل رأيًا رسميًا لمؤسسة الأزهر والمسؤولين فيها.
&
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن تصريحات القمني تهدف إلى الهدم والترويج لمزاعم الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنيظم داعش، كما تخدم جهات أجنبية أخرى لا تريد الخير للإسلام والمسلمين".
&