مع اقتراب موعد الانتخابات التكميلية للدائرة الثالثة في مجلس الأمة الكويتي لشغل المقعد الشاغر بوفاة النائب نبيل الفضل، ارتفع صوت المعركة الانتخابية بين 49 مرشحاً بينهم مرشحتان.
&
الكويت: أظهرت استطلاعات الرأي غير الرسمية ارتفاع مؤشرات 9 مرشحين على حساب باقي المرشحين، في ظل منافسة يعتبرها الكثيرون جولة تمهيدية لانتخابات مجلس الأمة المقبل 2017، واستكمالاً للصراع بين المشاركين والمقاطعين في الانتخابات السابقة.
&
المرشحون التسعة بحسب نتائج الاستطلاع هم: هشام البغلى وأسامة الطاحوس وعبد الله الكندري، والذين تم تصنيفهم "منافس بقوة"، وعلي الخميس وأحمد الفضل وخالد خزام "منافس"، وطاهر الفيلكاوي "حظوظ متوفرة"، وفؤاد الهاشم وعبد الله الضويحي.
&
المفاجآت متوقعة
&
وفي الوقت الذي رفض فيه غالبية المرشحين ترتيبهم في نتائج الاستطلاعات التي وصفوها بـ "الموجهة"، نتيجة تعمد وضع مرشح على القمة، علمأً بأن نسبته تتطابق مع آخرين، فإنهم قد اتفقوا على أن الفائز سيكون من بين الأسماء المذكورة، مع بقاء الباب مفتوحاً للمفاجآت في انتخابات تراجعت فيها القبلية والحزبية لمصلحة الطائفية، وتدخل لاعبين في مقدمتهم السلطة وبعض الشيوخ والنواب متسلحين بالمال السياسي لدعم بعض المرشحين على حساب الباقين.
&
ونظراً للظروف الاستثنائية التي تقام فيها الانتخابات، وخلو المقعد بشكل مفاجئ، وضيق الفترة التمهيدية قبل يوم الانتخاب، فإن الحظ الأوفر سيكون في صالح أصحاب التجارب الانتخابية السابقة، سواء في المجلس البلدي أو البرلمان أو الجمعيات التعاونية.
&
الشباب
&
ولهذا سيكون الشباب في تلك الانتخابات (كمرشحين وناخبين) أصحاب اليد العليا، فهم أصحاب القدرة الأكبر على الحشد والسرعة في التواصل مع شريحة واسعة من المصوتين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، فيما تظل الصفقات والتنازلات مطروحة خلال المهلة المقررة تحت ضغوط الطائفة أو العائلة، وربما نتيجة ترهيب وترغيب السلطة.
&
ويمتلك المرشح هشام البغلي تجربة ناجحة في انتخابات المجلس البلدي عام 2008، وكان عضواً بمجلس الامة المبطل الثاني، ويتصدر قائمة المرشحين في استطلاعات الرأي، على الرغم من أنه يتساوى مع الطاحوس والكندري في نسب المؤيدين، وكان يفترض أن يحل ثالثاً وفقاً للترتيب الأبجدي.
&
وتؤكد المؤشرات أن البغلي قد اقترب من ردم هوة الانقسام داخل الكتلة التصويتية للشيعة لينفرد بدعم الطائفة في مواجهة انتخابية لا تبدو سهلة، علماً أن عدد الناخبين الشيعة في الدائرة الثالثة بالانتخابات السابقة كان يقدر بنحو 29 الفاً من اجمالي 71 الفًا انذاك. &
&
"عتيبة والكنادرة"
&
أما المرشح أسامة الطاحوس فلا تقل حظوظه عن سابقه، فقد كان ضمن اعضاء مجلس الأمة الحالي قبل ان ينجح المرحوم نبيل الفضل من الجلوس بدلاً منه على المقعد العاشر للدائرة بحكم المحكمة وبفارق طفيف من الأصوات كما انه ينتمي الي قبيلة "عتيبة" التي تمتلك كتلة تصويت معتبرة بالدائرة .
&
وتبقى حظوظ المرشح عبد الله الكندري كبيرة بالفوز بالمقعد، حيث يتمتع بدعم عائلة "الكنادرة"، كما انه عضو حالي في المجلس البلدي، ويعتقد على نطاق واسع انه قريب من التيار الإسلامي الذي يقاطع الانتخابات في العلن، فيما يسعى الى جس نبض قواعده للاستمرار بالمقاطعة أو التراجع عنها بالانتخابات المقبلة سواء من خلال صفقة مع السلطة او بدون شروط مسبقة. &
&
فيما يبقى المرشح علي الخميس منافسًا قوياً، فله تجربة سابقة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحصل على مركز قريب من آخر الفائزين بالمقاعد العشرة، ما يعني أنه يمتلك قاعدة صلبة من المصوتين في نفس الظروف التي تقام عليها الانتخابات التكميلية الحالية من استمرار المقاطعة وبنظام الصوت الواحد.
&
ورثة الفضل
&
على صعيد متصل، يتنافس مرشحان من ورثة النائب الراحل نبيل الفضل على المقعد الشاغر، الاول هو وريثه الشرعي ابنه أحمد نبيل الفضل ، الذي يتمسك بتاريخ والده، ويشاع انه مدعوم من الحكومة، والثاني وريثه المهني الكاتب والصحافي الشهير فؤاد الهاشم، الذي يتقاسم مع الراحل نفس التوجهات تقريباً، رغم انهما من منابع مختلفة حيث تربطهما رابطة الصحافة والعمل في الحقل الاعلامي لسنوات طويلة.
&
وفي ظل احتدام للمنافسة، يبقى التحدي الكبير لكافة المرشحين، هو إقناع الناخبين البالغ عددهم 81.2 الف ناخب ( 37.2 الفًا من الذكور و43.9 الفاً من الإناث) في انتخابات تكميلية، لمجلس يبدو الشارع الكويتي غير مقتنع بأدائه من الأساس ، وهذا هو التحدي الذي تسعي الحكومة لتجاوزه والخروج بنتائج تمهد الطريق للانتخابات المقبلة.
&

&