رغم إعلان حكومة إقليم كردستان عن إعادة النظر في تخفيض رواتب منتسبي المؤسسات المدنية والأمنية شهدت مدينتا السليمانية وأربيل تظاهرات للشرطة واعتصامات تطالب بإسقاط الحكومة.. فيما أبلغ الرئيس معصوم السفير التركي ضرورة سحب قوات بلاده من العراق.

لندن: أعلن الأطباء الاختصاصيون في جميع المستشفيات والمراكز العلاجية واللجان الطبية التابعة لوزارة الصحة في مدينة اربيل عاصمة الاقليم الاربعاء عن تنفيذ اعتصام بعد انتهاء المهلة التي حددوها في وقت سابق لمعالجة موضوع تخفيض رواتبهم ولم ترد عليهم الحكومة.

وقالت ممثلية الهيئات والجمعيات الطبية في أربيل في رسالة إلى مجلس الوزراء ووزارة الصحة والمؤسسات الاعلامية في الاقليم إنها حددت مهلة 48 ساعة لحكومة اقليم كردستان لمراجعة قرارها بتخفيض رواتب الاطباء وادخارها في الوقت الذي لم يستلم اطباء الاقليم منذ خمسة اشهر رواتبهم لكنهم استمروا يستقبلون المواطنين ومقاتلي البيشمركة ليلا ونهارا ويقدمون لهم العلاج في المراكز الطبية.

وأشارت إلى أنّ مهلة 48 ساعة انتهت لكن الحكومة ووزارة الصحة لم تستجيبا لمطالب الأطباء ولم ترسل أي ممثل عنها للاجتماع مع ممثلين عنهم للحوار معهم. لكن الاعتصام لم يشمل أقسام الطوارئ واستقبال الجرحى ووحدات معالجة امراض القلب وصالات الولادة والاقسام الحساسة مثل القسطرة والعلاج الكيمياوي لمرضى السرطان.

&كما تظاهر المئات من رجال شرطة المرور في مدينة السليمانية مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني احتجاجا على قرار تخفيض الرواتب مطالبين بإسقاط الحكومة.

وطالب رجال الشرطة خلال مسيراتهم بشوارع المدينة احتجاجا على قرار تخفيض مستحقاتهم الشهرية بإسقاط الحكومة التي اتهموها بالفساد وتهريب الأموال إلى الخارج كما نقلت عنهم الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

ومن جهتهم بدأ قضاة السليمانية اعتصاما احتجاجا على تخفيض رواتبهم وقال مصدر في محكمة السليمانية ان القضاة اجتمعوا اليوم وقرروا انتظار رد مجلس وزراء الاقليم على مطاليبهم لكن الحكومة لم تستجب لها لذلك أعلنوا الاعتصام احتجاجا على تخفيض الرواتب وادخارها بقرار حكومي مجحف بحسب المصدر.

وقال ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في تصريحات صحافية إن الاتحاد كان وما زال يؤيد احتجاجات الموظفين والتدريسيين والمواطنين لممارسة الضغوط على الحكومة لإجبارها على تنفيذ مطالبهم.

وطالب حكومة الاقليم بتلبية مطالب المحتجين الغاضبين قبل فوات الآوان.. مشيرًا إلى أن حزبه سيعقد غدا الخميس اجتماعا استثنائيا لبحث الأوضاع السياسية والمعيشية لدرء المخاطر التي تهدد اقليم كردستان. وأضاف أن اقليم كردستان يواجه مشاكل سياسية ومالية وأمنية لذلك على جميع الأطراف الكردية تغليب المصلحة العامة على جميع المصالح الأخرى.

وكانت حكومة اقليم كردستان قد رضخت امس لتصاعد الاحتجاجات التي يشهدها الاقليم وتقديم ضباط شرطة وموظفين استقالات جماعية رفضا لتخفيض رواتبهم فقررت اعادة النظر في تخفيض الرواتب ومقدار الادخار الاجباري منها.

وكانت حكومة اقليم كردستان أعلنت عن نظام جديد لتوزيع الرواتب من اجل تخطي الازمة المالية ، يتم بموجبه ادخار رواتب الموظفين المدنيين بنسبة تتراوح بين 15و75%، لحين معالجة الازمة الامر الذي لاقى ردود فعل رافضة.

ويعاني إقليم كردستان أزمة مالية حادة إذ لم تتمكن حكومته دفع متأخرات رواتب موظفيها منذ شهر أيلول الماضي حيث يعزو مسؤولو الإقليم الأزمة المالية إلى تراجع أسعار النفط والمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل بشأن ملفات النفط والموازنة والحرب ضد "داعش" وإيواء اكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ عراقي وسوري.
&
العراق يجدد دعوته لتركيا لسحب قواتها من أراضيه

ابلغ العراق تركيا اليوم ضرورة سحب قواتها من العراق فيما تلقى الرئيس معصوم دعوة رسمية من الرئيس التركي اردوغان لزيارة بلاده.

وجدد الرئيس العراقي فؤاد معصوم مطالبته بضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية مشددا على أهمية أن يكون دخول أي قوة خارجية باتفاق رسمي بين الجهتين.

وخلال اجتماعه مع السفير التركي لدى العراق فاروق قيمقجي تسلم معصوم دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لحضور مؤتمر القمة الإسلامية الذي سيعقد في انقرة في نيسان (ابريل) المقبل. وأكد معصوم حرص العراق على أن تكون علاقاته مع الدول الإقليمية مبنية على المصالح المشتركة والعمل على حفظ امن واستقرار المنطقة وازدهارها.

وشدد على "ضرورة انسحاب القوات التركية من منطقة بعشيقه" الشمالية.. داعيا إلى أن "يكون دخول أي قوة خارجية باتفاق رسمي بين الجهتين وليس عن طريق تبليغ بعض المسؤولين فقط"" كما نقل عنه بيان رئاسة اطلعت على نصه (إيلاف).

وكان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي قد اتهم تركيا الشهر الماضي بمحاولة "انشاء اقليم الموصل برئاسة اثيل النجيفي" من خلال تواجد قواتها التي دخلت في معسكر بعشيقة باطراف المدينة مطلع الشهر الحالي. وقال الزاملي ان "العراق حاول بكل الطرق وتشبث بكل الوسائل السلمية لقيام تركيا بسحب قواتها ولكن هي إلى الان لم تحترم سيادة العراق ومازالت مصرة على البقاء".

وأضاف أن "تركيا غايتها واحدة وهي غير ماتقوله من دعم للعراق وذلك بعد ان خسرت كل حلفائها ومؤيديها فيه بسبب تصرفاتها وتدخلها ودعمها لداعش وعدم احترامها لحسن الجوار مع العراق".

ودخلت قوة تركية إلى اطراف ناحيتي زيلكان وبعشيقة التابعة لقضاء الموصل في الرابع من كانون الاول (ديسمبر) الماضي يبلغ عدد أفرادها بين 800 و 900 عسكري.

وتقول تركيا إن أحدث إرسال لجنودها إلى شمال العراق جزء من مهمة تدريب وتجهيز القوات العراقية فيما أعلنت الحكومة العراقية إنها لم توجه قط دعوة لمثل هذه القوة وإنها ستحيل القضية إلى الأمم المتحدة إذا لم تنسحب القوات التركية.