&توقع رجل الأعمال السوري المعارض، فراس طلاس، قيام المعارضة بهجوم منسق في الأسابيع القادمة، سيقلب الموازين الميدانية في سوريا.

جواد الصايغ: بعد تعثر مفاوضات جنيف السورية، أعلن معارضون سوريون إنهم لن يذهبوا مجدداً إلى هذه المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، إلا إذا توقف القصُف الروسي وسُمح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
&
وتعليقاً على توقف مفاوضات جنيف رأى رجل الأعمال السوري المعارض فراس طلاس في حديث لـ"إيلاف"، أن "النظام لم يكترث لمرة واحدة للحل السياسي، ومنذ اندلاع الثورة وحتى اللحظة ما زال يراهن على قدرته على اعادة الخوف إلى السوريين، وكل المحاولات التي جرت سابقاً للوصول إلى حل سياسي تعامل معها النظام بأنها وسيلة لكسب الوقت لا اكثر".
&
وتابع طلاس: النظام يتصوّر أنه قادر على ايجاد الحل السياسي من خلال بعض العمليات التجميلية، وإدخال أشخاص إلى الحكومة يشبهون ما جرى عند تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية في عام 1972"، بالتالي لا يجب أن نتوقع الكثير من أي عملية سياسية، فالنظام يذهب إلى جنيف أو غير جنيف وفي ذهنه تصوّر محدد لا يطابق الواقع ولا يطابق المجريات الميدانية على الأرض".
&
اسباب المشاركة في المفاوضات
&
وحول تأييده مشاركة وفد من المعارضة السورية في مؤتمر جنيف، يلفت طلاس أن "عدم توقع نتيجة من أي مفاوضات لا يعني عدم الذهاب، فالمشاركة في المفاوضات موضوع مختلف عن الوصول لنتيجة"، مضيفاً: "قد يكون الذهاب احياناً مجرد سحب ذريعة من النظام، وأن لا تسمح له بالقول انظروا انهم يرفضون الحل السياسي، واحياناً قد يكون سبباً لتخفيف المعاناة عن منطقة ما، فالنظام وتحت الضغط الدولي او ضغط حلفائه يمكن ان يقدم بعض التنازلات الانسانية لمنطقة محاصرة، وهذا بحد ذاته مكسب، كما يشير الى أنه "في المفاوضات ليس الأساس هو المشاركة أو عدمها، بل التفاصيل، من سيذهب؟ وماذا سيقول؟
&
وفي ما يتعلق بموعد الحوار القادم واحتمال فشل جهود الحل السياسي، لفت طلاس "رغم تحديد موعد الخامس والعشرين من شباط موعداً لإستئناف الحوار في جنيف، لكننا نعلم انه لن تجري مفاوضات في هذا التاريخ، ولكن لا نستطيع ان نقول فشلت جهود الحل السياسي، وستكون هناك مبادرات وجهود جديدة، وفترات توقف وفي كل الحروب هناك مسار سياسي يبقى مستمراً ولا يجوز ان ينقطع بانتظار اللحظة المناسبة".
&
ويعتبر أن "هذه اللحظة ستأتي بتغيير كبير في الواقع الميداني أو الظروف الدولية، وعندها يجب ان يكون هناك مسار ليتم تركيب الحل السياسي عليه بعد تعديله ليتناسب مع الواقع".
&
تراجع دعم المعارضة
&
من جهة ثانية،&ورداً على سؤال حول الجهة التي تتحمل&مسؤولية تراجع الدعم للمعارضة على الارض، يشير طلاس الى أن المعارضة مرّت بفترات مشابهة سابقاً، ولكن هذا كان موقتاً كما هو الآن، وما جرى في الأشهر الماضية ليس تراجع الدعم ولكن زيادة كبيرة في دعم النظام، نتيجة الدخول الروسي المباشر واستقدام الايرانيين لقوات جديدة، ما جعل الامر يبدو وكأنّ هناك تراجعاً أو توقفاً عن دعم المعارضة.&
&
قلب الموازين
&
أما عن أثر هذا التقلص على المجريات الميدانية، يلفت طلاس أن النظام حقق بعض التقدم في الفترة الماضية في مناطق محددة، ولكنه لا يتصف بالديمومة، فالمناطق التي أخذها النظام لن يكون قادراً على البقاء فيها، وأي هجوم مضاد منسق بشكل جيد، سيقلب الموازين، وهذا ما أتوقع ان يحصل خلال الأسابيع القادمة، والجميع يذكر أنه مرت فترات مشابهة استطاع فيها النظام أن يحرز بعض التقدم لكنه عاد وخسر مناطق أخرى.
&
دور الأكراد
&
ويرى المعارض السوري أن &"هناك حسابات ومصالح للدول تلعب الدور الأساسي، وكان بامكان المعارضة أن تؤثر على قرارات هذه الدول بشكل جزئي، بالطبع ليس عبر المطالبة على شاشات التلفزيون وعبر النداءات الأخلاقية والانسانية، فهذه الاعتبارات لا مكان لها في الحسابات الدولية، بل عبر الواقع الميداني، والخيارات السياسية الواقعية"، وأضاف،" لاحظ ما الذي فعله الأكراد، قدمت قوات حماية الشعب نفسها كرأس حربة في محاربة تنظيم داعش، وهي تحظى الان بدعم الاميركيين والروس في وقت واحد، وتربط خيوطها بكل الأجهزة والقوى، وأظنها ستحصل على الثمن الأكبر في المستقبل".
&
أما حول إمكانية نجاح النظام في ترويج لفكرته القائمة على أن الثورة يقودها متطرفون يتبعون للتنظيمات الارهابية، يشير رجل الأعمال السوري الى أن "النظام نجح في فعل ذلك إلى حد كبير، لانه تلقى المساعدة في تحقيق هذا الهدف من المعارضة نفسها، فهي لم تتوقف عن القول بأن جبهة النصرة جزء من ثورة الشعب السوري، ولم تأخذ الموقف الصحيح من داعش في الوقت &الصحيح، وصمتت عن اخطاء كثيرة ارتكبت باسمها، ويرى أنه في الفترة التي بدأت تظهر فيها الجماعات المتشددة، كان يجب اتخاذ موقف حاسم منها، أو على الاقل كان يجب التمييز بينها وبين القوى الثورية، ولكن هذا لم يجرِ بالشكل الصحيح، حتى ان الإئتلاف في بداية تشكيله طالب مؤتمر اصدقاء سوريا برفع جبهة النصرة من قائمة الارهاب".
&
الجولاني والبغدادي
&
وفي رده على سؤال حول الرأي الذي أطلقه بخصوص الجولاني والبغدادي ومشغليهم، والمعطيات التي يعتمد عليها ليقول إن الرجلين هما علي مملوك وقاسم سليماني، قال، هذه عبارة قلتها في وقت كان يجري فيه نقاش حول حقيقة التنظيمين وعلاقتهما بالثورة السورية، وهي لا تعني الاسماء حرفياً، بل تعني رمزياً ارتباط داعش والنصرة بأجهزة مخابرات مختلفة أولها السورية والإيرانية، وهي مخترقة منهم وتحقق أجندتهم. وهذا الامر بات واضحاً للجميع، وظهرت الكثير من الدلائل على ارتباط هذين التنظيمين بالأجندات الاستخباراتية".