أمهل الاتحاد الأوروبي الجمعة اليونان ثلاثة أشهر لكي تعالج "الخلل الجدي" في إدارتها لتدفق المهاجرين على حدودها البحرية مع تركيا، وهو وضع يرى فيه الاتحاد الأوروبي تهديدًا لاتفاقية شنغن للحدود المفتوحة.

&
بروكسل: ياتي القرار، الذي تم اتخاذه رغم معارضة اليونان، بعد اسابيع من الضغوط على اليونان، التي تعتبر البوابة الرئيسة التي دخل منها مئات آلاف اللاجئين والمهاجرين الى اوروبا في العام الماضي، مما زاد من تفاقم اسوأ ازمة مهاجرين تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.&
&
وجاء في قرار تبنته المفوضية الاوروبية قبل عشرة ايام، ان اليونان اخفقت في تسجيل واخذ بصمات المهاجرين بالشكل اللازم خلال عمليات التفتيش عند الحدود البرية مع تركيا وفي العديد من الجزر في بحر ايجة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.&
&
وقال وزراء الاتحاد الاوروبي في توصية قال مصدران في الاتحاد الاوروبي انه تم تبنيها الجمعة "من المهم للغاية ان تعالج اليونان القضايا الواردة في التقرير الذي تبنته المفوضية واعتبارها اولوية وملحّة". ومنحت التوصية التي اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها، اليونان مهلة شهر "لوضع خطة عمل لعلاج الخلل".&
&
وبعد شهرين يجب ان ترفع اليونان تقريرا الى المفوضية حول تقدم تطبيق الخطة. &ولم تنشر الوثيقة فورا على مواقع الاتحاد الاوروبي التي اكدت رغم ذلك ان الدول الاعضاء منحت اثينا مهلة نهائية مدتها ثلاثة اشهر لمعالجة المشاكل والا فانه سيتم تعليق العمل باتفاق شنغن معها.&
&
وفي حال فشلت اليونان في اصلاح الخلل حتى منتصف ايار/مايو، تستطيع بروكسل عندها ان تسمح للدول الاخرى الاعضاء باعادة فرض الضوابط الحدودية في منطقة شنغن، بما يشمل اليونان، لمدة تصل الى عامين بدل المدة المعتادة وهي ستة اشهر.&
&
وقرار الجمعة يمهد الطريق فعليا امام تطبيق المادة 26 في اتفاقية شنغن والتي تعطي المفوضية الاوروبية، بموافقة مجلس اوروبا (الممثل للاعضاء الـ28)، سلطة اعادة فرض اجراءات تدقيق على حدود دولة او اكثر من اعضاء الاتحاد الاوروبي لفترة ستة اشهر قابلة للتجديد ولفترة اقصاها سنتين.
&
والمانيا التي اعادت فرض الضوابط الحدودية في اواخر العام الماضي، قررت الخميس تمديد هذه الاجراءات حتى ايار/مايو، وهو الحد الذي تسمح به قوانين شنغن الحالية.&

التكاليف "الباهظة" على اليونان
صرح مصدر في الاتحاد الاوروبي لوكالة فرانس برس ان اليونان صوتت ضد المهلة النهائية، بينما امتنعت كل من قبرص وبلغاريا عن التصويت. وفي اجتماع سفراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل الاربعاء، سجلت اليونان اعتراضاتها على تبني التوصية.&
&
وفي وثيقة نشرها موقع مجلس اوروبا، رفضت اليونان تحميلها المسؤولية في التقرير عن "الخلل الجدي" في الضوابط الحدودية، ونفت ان تكون "اهملت واجباتها بشكل خطير".&
&
واكدت اليونان انها اتخذت عددا من الاجراءات التي كانت لها "كلفة مالية واجتماعية باهظة" على البلاد، وذكرت بروكسل ان التدفق الكثيف للمهاجرين على حدودها من شأنه ان يضع "ضغوطا كبيرة" على اية دولة عضو في الاتحاد الاوروبي. الا انها تعهدت بمواصلة التعاون مع الاتحاد الاوروبي ومؤسساته في التعامل مع الازمة.&
&
وفي اعلانه رسميا عن مهلة الثلاثة اشهر، اشار موقع مجلس اوروبا الى ان اي دولة عضو كانت ستخضع لضغوط شديدة في التعامل مع مثل هذا التدفق غير المسبوق للاجئين.&
&
الا انه قال ان على اليونان ان تتحرك بشان اجراءات التسجيل وعمليات الاستطلاع على الحدود البحرية، وضبط الحدود، وتحليل المخاطر، والموارد البشرية والتدريب اضافة الى المعدات والتعاون الدولي.&
&
والمانيا، التي استقبلت 1,1 مليون لاجئ في العام الماضي، كانت الوجهة الرئيسة لمعظم المهاجرين بعد وصولهم الى اليونان او اجزاء اخرى من اوروبا. واتهمت اثينا بالسماح لهم بالعبور.&
&
وتعرضت سياسة المستشارة الالمانية الليبرالية بخصوص اللاجئين لانتقادات مرة اخرى من رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي حذر الجمعة ان هذه السياسة لا يمكن ان تستمر لفترة طويلة. وجاءت انتقاداته بعدما وصف نظيره الروسي ديمتري مدفيديف سياسة ميركل بشان الهجرة بانها "فشل ذريع".&
&
وفي تصريح في سلوفاكيا دعا الرئيس التشكيي ميلوس زيمان الجمعة الى "ترحيل" المهاجرين الاقتصاديين ومن يشتبه بانهم ارهابيون، مشيرا الى "اخفاق تام" للاتحاد الاوروبي في معالجة ازمة اللاجئين. &وتستمر التوترات بين بروكسل وانقرة في التصاعد، فيما يسعى الاتحاد الاوروبي الى تطبيق اتفاق المساعدات مقابل التعاون الذي ابرم في تشرين الثاني/نوفمبر لوقف تدفق اللاجئين من تركيا التي تستضيف 2,7 مليون لاجئ معظمهم من السوريين.&
&
وصرح مسؤول تركي بارز الجمعة انه يتم الاهتمام بنحو 100 الف لاجئ سوري في مخيمات قريبة من الحدود التركية السورية بعد فرارهم من القتال.&
ومع تعرض تركيا لضغوط من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة لفتح حدودها امام اللاجئين، هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس بارسال ملايين اللاجئين من تركيا الى دول الاتحاد الاوروبي.&