أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت، أن السلطة التشريعية عادت إلى البرلمان المنتخب، مشيرا إلى أن بلاده استطاعت إعادة بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات، مشيرا إلى النجاح في إحباط مخطط وإبطال مؤامرة كانت تحاك لمصر.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه حقق الكثير من الانجازات خلال عام ونصف العام.

وأضاف خلال خطابه أمام البرلمان، اليوم، إن السلطة التشريعية إنتقلت منه إلى مجلس النواب، داعياً البرلمان إلى مراعاة المهمشين، وأن تكون مصلحة الوطن نصب أعينهم عند إقرار التشريعات.

وسط إجراءات أمنية مشددة في منطقة وسط القاهرة، شهدت إغلاق الكثير من الشوارع، واجراء تحويلات مرورية، وانتشار مكثف للشرطة في الشوارع المحطية بمقر مجلس النواب، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطاباً أمام مجلس النواب السبت، وقال: "نواب ونائبات شعب مصر الكريم أتقدم لكم بخالص التهنئة وتمتزج التهنئة بكل أمنيات القلبية لنجاح في مهمتكم العظيمة".

وأعلن السيسي نقل السلطة التشريعية إلى البرلمان، وقال: "إنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بإنتقال السلطة التشريعيـة إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء إستثنائي فرضه علينا الظرف السياسي وأتمنى من الله" سبحانه وتعالى "أن يوفقكم إلى ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذى يُعلق عليكم أمالاً كبيرة".

وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للسيسي، كما عزفت فرقة الموسيقى السلام الجمهوري، أثناء دخول السيسي إلى مقر البرلمان.

وقال في خطابه: أمامنا عمل شاق هو الدفاع عن الدولة المصرية، وعلينا أن لا ننسى اننا نجحنا في ابطال مؤامرة، وعلينا أن ندرك ان هناك من هو متربص بنا"، ودعا مجلس النواب إلى إعلاء مصلحة مصر، وقال: "أوصيكم باعلاء المصلحة الوطنية للوطن ومارسوا سلطاتكم التشريعية بكل أمانة واعملوا على إعلاء مصلحة الوطن".

وأثنى على تمثيل المعاقين في المجلس، وقال: "لدي اطمئنان وفرحة، وأنا أرى تمثيلاً مشرفاً لذوي الاحتياجات الخاصة داخل البرلمان".

ودعا النائبات إلى ضرورة أن يحملن قضايا المرأة المصرية، وقال: "نائبات مصر المحترمات‬ أخاطب من خلالكن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن".

وحذر من أن مصر تواجه تحديات كثيرة، وقال: ما يواجه الوطن من تحديات يجعل التخوف أمراً مشروعاً ويجعل الأمل أمراً حتمياً".

ولفت إلى أن مصر تسعى إلى القضاء على الإرهاب من خلال استثمار صداقتها مع القوى الدولية، وقال: "ماضون في استثمار الصداقة، ونسعى لتوطيد علاقاتنا بكافة دول العالم وندعو المجتمع الدولي للتكاتف لمحاربة الارهاب"، مشيرا إلى أن مصر حصلت على مقعد موقت في مجلس الأمن، بفضل سياستها الخارجية.

وقال: "نحصد ثمار سياستنا الخارجية بحصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي بدورته الحالية".

وقال السيسي إنه يسعى إلى تحقيق أحلام البسطاء: "أؤكد أن هناك الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمتنا الذين عانوا التهميش على مدى سنوات طويلة"، مشيرا إلى أن "خريطة التعليم والمعرفة تمثل أمن مصر القومي، وقمنا باطلاق بنك المعرفة المصري".
ونبه إلى أن& الكادحين كانوا شغله الأساسي، "كما أن التخفيف عنهم كان على رأس أولويات الدولة حيث تم توسيع المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي ليصل إلى 3 ملايين أسرة".

وأفاد السيسي بأن " مؤسسات الدولة عملت على مواجهة أسعار السلع من خلال توفيرها بأسعار مناسبة"، منوهاً بأن "صندوق تحيا مصر قام بتمويل عدد من المشروعات التي يستفيد منها محدود الدخل وتوفير العلاج لفيروس سي".

وتحدث السيسي عن الشباب، وقال: "إدراكنا أن الوطن يتسع للجميع واحتواء الشباب ضرورة استخدمت سلطتي للعفو عن عدد من الشباب المسجونين"، مشيرًا إلى أنه "أطلق حوارا موسعا لكافة أطياف الشباب للوقوف على طموحاتهم".

وذكر أنه "كلف الوزراء لتعيين مساعدين من الشباب وتم الإعلان عن أن عام 2016 هو عام الشباب لتبدأ الدولة تمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر".

وقال السيسي إنه أنجز الكثير من المشروعات: "بدأنا استصلاح مليون ونصف الفدان وزراعتها والمشروعات القومية التي اطلقناها وفرت مليون فرصة عمل لمليون مواطن".

وأضاف: "في غضون العام ونصف استطعنا بفضل الله وبعزيمة المصريين تنفيذ شبكة الطرق القومية وانشاء عدد من الموانئ والمطارات الجديدة".

وتابع: "لم نغفل عن هدفنا الاساسي وهو إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديموقراطية حديثة واليوم نتحول الى مرحلة الانطلاق".

وقال السيسي "هذه مصر نادتنا فلبينا، فها هي تناديكم فلبوا النداء فتعالوا نبني مجتمع العمل والأمل"، وتابع: " تعالوا نقيم معا دولتنا دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها وسنبنيها بإذن الله".

وألقى رئيس البرلمان، علي عبد العال، كلمة رحب فيها بالسيسي، قائلاً: "وقفت مع شعبك تحمل رأسك على كتفيك تحمي وحدتك الوطنية"، مضيفًا: "زرعت الأمن والرخاء لنحصد الرخاء لمصر البلد الطيب".

وأضاف عبد العال: "وقد استطعتم سيادة الرئيس بحكمة وصبر وبما أتاحه الدستور من قواعد أن يكون تكوين مجلس النواب تكوينا عبقريًا، ويكفي هذا المجلس فخرا أنه يضم 90 نائبة من النساء، وهو ما يضع البرلمان المصري ضمن البرلمان العالمية تمثيلاً للمرأة والشباب هم أمل الحاضر وأمل المستقبل".

وأشار إلى أن "المجلس سيظل معاونًا للحكومة لرفع كفاءة الاقتصاد القومي، حتى ينعم شعب مصر بالخير والرفاة بجانب الرقابة الواعية"، مشيرا إلى& أن "مبدأ التعاون بين السلطات كرسه الدستور المصري".

ولفت إلى أن "المجلس (سيكون) شفافًا متواصلاً مع جماهير الشعب بفتح قنوات للتواصل مع كافة الجهات وفعالاً يتناول كافة الأبعاد".

وتابع: "ندرك أن أعضاء مجلس النواب مساءلون أمام جماهيرهم ومن أحسن فسيجد شكرًا ومن أساء فسيجد الشعب بعد الله رقيبًا".