أعلن التّيّار الصدري في العراق بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، رفضه المشاركة في تشكيلة العبادي الجديدة المنتظر إعلانها الخميس، مُشدّدًا على ضرورة عدم تدخل الكتل السياسيّة في اختيار المرشّحين للمناصب الوزاريّة... فيما دافع رئيس البرلمان عن مواقفه السياسيّة رافضًا اتهامه بالانحياز للسّنّة.

لندن: خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء، أكّد رئيس كتلة الاحرار النيابية الممثلة للتيار الصدري ضياء الاسدي رفض التيار المشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة المنتظر ان يعلنها الخميس رئيس الوزراء حيدر العبادي، لكنه أوضح انه سيمنحه حرّيّة اختيار المرشحين الجدد، لكن خارج اطار المحاصصة.

واكد بالقول "إنّ موقف كتلة الأحرار مع كتل أخرى ثابت، وهو أننا لا نريد حصة في التشكيلة المقبلة ولا نريد المشاركة فيها لأنها ترفض مبدأ المحاصصة". وانتقد بيان مجلس النواب امس عن تحديد مهلة اربعة ايام للعبادي لإعلان تشكيلته الجديدة، لأنّه لم يركّز على انهاء مبدأ المحاصصة الذي هو اساس اعتراض التيار الصدري.

ودعا الاسدي الكتل السياسية إلى الخروج بمؤتمر صحافيّ غدًا او صباح الخميس، قبيل بدء جلسة البرلمان، ليُعلِم الشعب العراقي بِعدد النواب الذين يرفضون الخضوع لمبدأ المحاصصة ولإرادة الكتل السياسية التي تسعى لتقسيم الحكومة على اساس المكونات والفئات والطوائف والقوميات.&

وأوضح قائلاً "نريد في هذه المرحلة القضاء تمامًا على تشكيلة وزارية تعكس تشكيل المحاصصة والطائفية والمناطقية والحزبية"... مشيرًا إلى أنّ المعتصمين والمتظاهرين يطالبون بإنهاء المحاصصة تمامًا وتشكيل حكومة وطنية... وقال إنّ التيار ماضٍ بهذا الاتجاه، وسيكون داعمًا لأيّ كتلة تسير بهذا الاتجاه.

&وشدد على ضرورة طرح التعديل الوزاري في جلسة البرلمان الخميس المقبل.. موضحا انه في حال &اعترضت الكتل السياسية كما يقول رئيس الوزراء بان قادة الكتل يعوقون هذا التعديل فعليه توضيح اسماء تلك الكتل وقادتها وعلى الكتل ايضا أن توضح حقيقة مواقفها.. مشدداً على ضرورة عدم تدخل الكتل السياسية في اختيار المرشحين للمناصب الوزارية. ودعا النواب إلى المشاركة بجلسة الخميس لضمان النصاب القانوني للحضور وحشد الاصوات اللازمة لإجراء التعديل الوزاري.

وما زال الصدر يعتصم في "خيمة الاصلاح" بداخل المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد لليوم الثالث على التوالي وقام الليلة الماضية بتفقد القوات المكلفة بأمن المنطقة والتقى مع ضباطها وجنودها. &

ويوم أمسـ أمهل مجلس النواب العبادي حتى الخميس المقبل لاعلان تشكيلته الحكومية الجديدة كحد اقصى، فيما تعصف الخلافات بالقوى السياسية الّتي تتهمه باختيار الوزراء الجدد بدون استشارتها وبتهميش الاحزاب الدينية.

وتصر الكتل السياسية سواء كانت المنظوية في التحالف الشيعي او خارجه مثل تحالف القوى السنية والتحالف الكردستاني ان يكون اختيار الوزراء الجدد من قبل اللجنة المشكلة من قبل العبادي برئاسة وزير التخطيط السابق النائب مهدي الحافظ عازية السبب لعدم معرفة اعضاء اللجنة بالشخصيات التي تختار الوزراء ضمن التعديل الوزاري، وتطالبه بأن تكون الكتل السياسية هي التي تحدد الشخصيات المهنية والتكتنوقراط.

وتشهد بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية أخرى منذ يومين تظاهرات عامة دعما لموقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وللمطالبة بتحقيق اصلاح شامل واعلان حكومة التكنوقراط المنتظرة.&

رئيس البرلمان يردّ على اتهامه بالانحياز للسنة

دافع رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري عن مواقفه السياسية في مواجهة اتهامات شيعية له بالطائفية ومعاداة الحشد الشعبي، مؤكّدًا ان له مواقف وجهود في دعم الحشد ومحاربة تنظيم داعش.&

وشدد الجبوري في تصريح صحافي اليوم تسلمت نصه "إيلاف" أن داعش يجب أن تنتهي في كل مكان من العالم وأن الحرب ضدها حرب مقدسة.. موضحًا أنه كان محاربًا لداعش ولفكره المتطرف الذي هو نتاج لتنظيم القاعدة الارهابيّ الوحشي قبل ان يظهر باسمه المشؤوم داعش، وسيستمر في مواجهته بعد ظهوره وانتشاره في العراق وعدد من الدول الاخرى.

وأشار إلى أنّه بذل كل السبل الكبيرة والمضنية في تحشيد الجهود الوطنية والاقليمية والدولية من أجل القضاء عليه واستئصاله من جذوره. وقال "سنستمر في هذه الحرب المقدسة ضد داعش إلى أن ننهي وجوده في العراق وسنتعاون مع كل شرفاء العالم للقضاء على هذا الفكر الظلامي وتخليص الانسانية من شروره".. مضيفًا أن "وصف ربط داعش بالإسلام فرية باطلة، وقد أكّدنا هذا الموقف في العديد المحافل الدولية".

وأضاف الجبوري أن "من واجه داعش وقدم التضحيات من أبناء الحشد الشعبي والعشائر الغيورة وكل قواتنا الامنية البطلة يجب ان يفتخر بهم كل الشعب العراقي وتسطر ملاحمهم لتكون تاريخًا مشرّفًا تفتخر به الاجيال القادمة ورمزًا شامخًا للتضحية والفداء في سبيل الأرض والعرض".

وختم رئيس البرلمان العراقي بالقول "لقد كانت لنا مواقف وجهود في دعم الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية وكل من حمل السلاح ضد هذه العصابات ودافع عن العراق وما زلنا ندعو إلى دعم هذه الجهود وتثمينها وانصاف من شارك فيها وتعويض المتضررين بها ايمانًا منّا بعظم التضحية التي قدموها للعراق وشعبه".

وجاءت توضيحات الجبوري هذه، ردًّا على دعوة النائبة حنان الفتلاوي عن ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، بمساءلته وفق مدونة السلوك النيابي التي صوت عليها مجلس النواب مطالبة اياه بتوضيح &ما جاء في مقالته المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز.

وانتقدت الفتلاوي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ما وصفتها بمقالة الجبوري التي من شأنها التأثير على النسيج المجتمعي وزيادة النبرة الطائفية كونه ممثلا لكل العراقيين يحتم عليه الحيادية، متناسيًا ذلك ومتحدّثًا باسم السنة.

وطلبت من الجبوري ان يوضح هوية المليشيات الطائفية التي تحدث عنها في مقاله اكثر من مرة وساوى بينها وبين داعش وكذلك ايضاح القصد من عبارة "الدولة الاسلامية" بدلا من ان يقول داعش او تنظيم الدولة الارهابي او التعبير بأي صفة تشير لاجرامهم وارهابهم.

وأشارت إلى أنّ الجبوري تجاهل تضحيات الحشد الشعبي بالكامل، على الرّغم من كونهم قدموا الاف الشهداء والجرحى الذين ضحوا لأجل صلاح الدين وديإلى وغيرها كما تجاهل دور الحكومة الاتحادية وبالغ كثيرًا في دور الحكومة المحلية في محافظة الانبار التي يعلم الجميع ان مقرها كان في حي المنصور في العاصمة بغداد.

وأوضحت ان الجبوري يقول إن المليشات هدمت منازل المناطق المحررة وقامت باحراقها واعتقال ابنائها.. وأشارت إلى أنّ الجميع يعلم ان تحرير الرمادي حولها إلى ركام وانقاض، على الرّغم من عدم وجود الحشد الشعبي في المعركة . أما مناطق صلاح الدين وديإلى فلم تتضرر مساكنها الا بمقدار ما افرزته المعركة.