كشف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، عن أنه يعتزم كتابة موسوعة طويلة عن تاريخ الخليج العربي، وكيفية تكونه بالصورة التي نراها اليوم، وذلك من خلال 7 مجلدات.
&
وتطرق إلى وجود موسوعة عن الخليج أعدّها أحد الكتّاب البريطانيين لكنها كتبت من وجهة نظر بريطانية، واقتصرت على مرحلة الوجود البريطاني في الخليج، لكن ما ستتم كتابته في الموسوعة الجديدة هو تغطية لكل المراحل التي مرّ بها الخليج العربي، وتضم الحقبة البرتغالية والهولندية وحكم السلاجقة والدولة العثمانية وصولاً إلى الحكم البريطاني، لافتًا إلى أنه عمل كبير ويستغرق وقتًا طويلاً.
&
زمن الأحداث
&
وأضاف القاسمي خلال لقاء له في معرض لندن الدولي للكتاب 2016، بحضور سفير الإمارات لدى المملكة المتحدة عبدالرحمن غانم المطيوعي، وسفير الإمارات لدى جمهورية إيرلندا الدكتور سعيد محمد علي الشامسي، أن "المؤرخ لا يمكنه كتابة التاريخ في زمن الأحداث، لأنه لو فعل ذلك سينحاز لجهة دون أخرى وسيفقد الحيادية في كتابته".
&
ومضى يقول "عندما بدأت بكتابة كتاب سرد الذات لم أكن في ذلك الوقت مسؤولاً ولا في سلطة الحكم، وقد كتبت كتبًا توثيقية عن الإمارات والأحداث التي مرت بها، كما كتبت وأنا في سلطة الحكم كتابًا عن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. إن الوقت المناسب للكتابة هو عندما يتحرر الفرد من السلطة".
&
لا أشوه أهلي
&
وتابع "لقد كنت حذراً في كتاباتي لأني مسؤول عنها ومحاسب، ولا أريد أن أتسبب في كلامي أو كتاباتي في أي مشكلة لنفسي أو لغيري، لا أكتب في موضوعات أشوه فيها أهلي، كما أراعي كثيرًا في كتاباتي القيم الإسلامية والعروبية والموروث الثقافي".
&
وأضاف القاسمي "ما لا أستطيع أن أقوله في الواقع أسقطه على التاريخ في كتاباتي المسرحية، على سبيل المثال (عودة هولاكو) التي كتبتها في عام 1997.. كما كتبت سيرتي في بداية عمري، وأرى ضرورة أن يكتب الفرد سيرته في حياته بمساعدة من الآخرين لا ضير في ذلك.. وكتابي الأخير (سيرة مدينة) هو تكملة لكتابي (سرد الذات) و(تحت راية الاحتلال).
&
مراسل صحفي
&
وأوضح أنه كان في مرحلة شبابه يمارس مهنة الصحافة، فقد كان يكتب صحيفة الحائط بالمدرسة، التي كان يدرس بها باللغتين العربية والإنجليزية دون مساعدة من الآخرين، كما عمل مراسلاً صحافيًا لمجلة "آخر ساعة" المصرية عام 1956 ينقل لهم أخبار الخليج، وأخبار مقاومة الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت، كما أصدر مجلة "اليقظة" في عام 1963، وكان يكتبها من البداية حتى النهاية، ويطبعها في مطبعة خليفة النابودة بدبي.
&
وثمن مبادرة عام القراءة، التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قائلاً: "علينا أن نجعل هذا العام بداية لانطلاقة القراءة والعمل على استمرارها بصفة دائمة، حتى يتم إيجاد جيل قارئ بدءًا من مرحلة الطفولة"، مشيدًا بمبادرة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس دار كلمات للنشر في إطلاقها البرنامج الإلكتروني "حروف" التعليمي للأطفال من المراحل التأسيسية، من أجل تعزيز حب القراءة وجعلها عادة يومية في حياتهم.
&
البعد عن المهاترات
&
وطالب القاسمي الإعلاميين "بممارسة عملهم بمهنية عالية، والحرص على معالجة الموضوعات وطرح القضايا دون إثارة ومبالغة والبعد عن المهاترات، ففي السابق كان المجتمع متلقياً فقط، لكن اليوم أفراد المجتمع أكثر وعيًا واطلاعًا عن السابق.. والمطلوب هو التركيز على القيم والبعد عن الإثارة".
&
وشدد على أهمية الانضباط والوعي وتنظيم الوقت، موضحًا أنه طوال فترة حكمه 45 عامًا، يوجه شعبه نحو الأفضل بطريقة سلسة، كما يوجه المسؤولين بضرورة اتخاذ القرارات المناسبة وعدم الإهمال.
&
من هو الشيخ القاسمي؟
&
هو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي ولد يوم الأحد في الرابع عشر من جمادى الأولى سنة 1358 هـ، الموافق الثاني من يوليو عام 1939 م بمدينة الشارقة. والدته هي الشيخة مريم بنت الشيخ غانم ابن الشيخ سالم بن عبدالله بن سعيد ابن سبت بن مطر بن سلطان بن فارس بن شهوان الشامسي. له من والدته من الأشقاء أربعة الشيخ خالد والشيخ صقر والشيخ عبدالعزيز والشيخ عبدالله ومن الشقيقات اثنتان الشيخة شيخة والشيخة ناعمة. وله أخوة غير أشقاء هم الشيخ راشد والشيخ حميد والشيخ علي والشيخة موزة والشيخة علياء والشيخات غاية ونورة وعائشة وعزة.
&
تزوج الشيخ سلطان من الشيخة موزة بنت سالم بن محمد ابن مانع الفلاسي (جدتها الشيخة موزة بنت الشيخ غانم ابن الشيخ سالم الشامسي خالة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي)، وقد انجبت له ابنه الراحل الشيخ محمد والذي توفي في شبابه، وابنته الشيخة عزة . كما تزوج الشيخة جواهر بنت الشيخ محمد بن سلطان بن صقر القاسمي، وأنجبت له من الأبناء الشيخة بدور والشيخة نور والشيخة حور والشيخ خالد.
&
تلقى تعليمه بين الشارقة والكويت ومصر
&
تربى على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفًا جدًا بتاريخ وطنه، تفرغ في بداية عمره للدراسة وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر ليتلقى تعليمه، وقد بدأ تعليمه العام في شهر سبتمبر سنة 1948 في مدرسة الإصلاح القاسمية، وكان عمره آنذاك تسع سنوات وشهرين، وكان قد درس قبلها القرآن لدى الشيخ فارس بن عبد الرحمن. وفي العام 1954 انضم للمدرسة الإنجليزية الخاصة ليدرس اللغة الإنجليزية. وانتقل بين الشارقة والكويت لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي لينتهي به المطاف في نهاية عام 1965 في القاهرة، حيث بدأ الدراسة الجامعية في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
&
عمل الشيخ سلطان مدة عامين منذ فبراير عام 1961 وإلى سبتمبر 1963 كمدرس لمادتي اللغة الانجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة. ثم تسلم رئاسة البلدية في عام 1965 . وبعد عودته إلى الشارقة بعد اتمامه دراسته الجامعية عام 1971 تسلم إدارة مكتب الحاكم بإمارة الشارقة.
&
عيّن وزيرًا للتعليم مع قيام الاتحاد
&
وبعد أيام من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة صباح يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديدًا في اليوم التاسع من ديسمبر تم تشكيل مجلس الوزراء ونصب الشيخ سلطان القاسمي يومها وزيرًا للتربية والتعليم.
&
اغتيال الشيخ خالد
&
وفي يوم الثلاثاء التاسع من ذي الحجة، يوم عرفة سنة 1391 هـ الموافق في الخامس والعشرين من يناير 1972 تسلم الشيخ سلطان مقاليد حكم إمارة الشارقة بعد حادثة اغتيال حاكم الشارقة آنذاك الشيخ خالد بن محمد القاسمي بعد انقلاب قاده الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، وليكون عضوًا لمجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان عمره آنذاك 32 عامًا.
&
ويعد الشيخ سلطان الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600 ميلادية. وقد قاد التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في إمارة الشارقة، وبذل جهدًا إضافيًا ووفر مصادر لتشجيع التفاعل والحوار الثقافي محليًا وإقليميًا ودوليًا بين الشعوب كافة.