قال تقرير نشر في لندن إن فريقًا من الخبراء ورجال الإستخبارات البريطانية والأميركية يتمركزون حاليًا في الأراضي الليبية، ويعملون على حماية حكومة الوفاق الوطني، التي انتقلت إلى طرابلس في الأسبوع الماضي.&

طرابلس: كشف التقرير أن رجال المخابرات البريطانية والأميركية يعملون على توفير الحماية لرئيس الحكومة الليبية فايز السراج، موضحًا أن حكومته تقيم في قاعدة بحرية شديدة الحراسة في العاصمة طرابلس.

وتقول صحيفة (صنداي تايمز) اللندنية إن رجال المخابرات هؤلاء "يحملون معهم حقائب مليئة بالأموال، ويقومون برشوة زعماء القبائل الليبية حتى لا يعارضوا التدخل العسكري الغربي المتوقع عن طريق قوات برية".

تضيف أن أكبر عائق أمام حكومة السراج هو تنظيم "داعش"، ومعقله في سرت مسقط رأس الديكتاتور السابق معمّر القذافي، ويسيطر التنظيم عبر نشر نحو 6 آلاف من مقاتليه على شريط ساحلي، يمتد نحو 150 كيلومترًا على البحر الأبيض المتوسط، ويقوم بإرسال مقاتليه إلى أوروبا.

خشية غربية
يعوّل الغرب على حكومة الوحدة الوطنية الليبية في التصدي لمتشددي تنظيم "داعش" في ليبيا، ومنع موجات تدفق جديدة للمهاجرين المتجهين إلى الشمال عبر البحر المتوسط، إذ يخشى الاتحاد الأوروبي أن يعود تجار البشر إلى تركيز جهودهم على تهريب المهاجرين من شمال أفريقيا إلى القارة الأوروبية بعدما نجح الاتحاد في الحدّ من موجات الهجرة من الشواطئ التركية إلى اليونان.

وتنقل الصحيفة عن مصادر لم تذكرها تأكيدات على أن هناك ما بين 30 إلى 40 من رجال المخابرات البريطانية في طرابلس، بينهم خبراء في التجسس والمراقبة وخبراء في المفرقعات، يقومون بتدريب عناصر مسلحة، لبدء العمل العسكري على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

استعداد أوروبي
يشار إلى أن وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا أعربا عن استعداد بلديهما لتدريب قوات الأمن وحرس الحدود الليبي، حال تلقي بلديهما طلبًا بذلك من حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.

جاء عرض الوزيرين خلال زيارة جان مارك إيرولت ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى طرابلس أمس السبت، في بادرة لإظهار الدعم الأوروبي لحكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها فايز السراج.

وبعد محادثات في القاعدة البحرية، التي يعمل منها المجلس الرئاسي للحكومة، منذ وصوله في أواخر الشهر الماضي، قال شتاينماير إنه من المرجح أن يكون التدريب الأوروبي لقوات الأمن الليبية خارج البلاد في مراحله الأولى.

إجراءات تدريب
أضاف "أعتقد أن الأمر الواقعي تمامًا هو القول إنه ينبغي علينا البدء في إجراءات التدريب خارج ليبيا من وجهة نظري"، وقد ينتقل إلى ليبيا في مرحلة لاحقة إذا استقر الوضع الأمني.

وأوضح المسؤول الألماني أن وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي سيبحثون القضية في مأدبة عشاء مساء الاثنين. وقال نظيره الفرنسي مارك إيرولت "لن يحدث شيء حتى تبدي الحكومة رغبتها، وتختبر ذلك بطريقة ملموسة للغاية".

وقال إيرولت: "لن نكرر خطأ العام 2011، نوّد أن نكون واضحين في هذا الشأن"، في إشارة إلى التدخل العسكري الغربي، الذي ساعد على الإطاحة بحكم العقيد معمّر القذافي، وتخلت الدول الغربية، وعلى رأسها الأوروبية، بعد ذلك عن ليبيا، لتنزلق نحو الفوضى، وتتحول أرضًا خصبة لنمو الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي شنّ هجمات دموية في القارة الأوروبية.
&