واشنطن: غادر الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء الولايات المتحدة متوجها الى السعودية، المحطة الاولى في جولة لستة ايام تشمل ايضا بريطانيا والمانيا.

واستقل اوباما الطائرة الرئاسية يرافقه وفد يتقدمه المتحدث باسمه جوش ارنست ومستشارته للامن القومي سوزان رايس، على ان تلاقيه زوجته ميشيل في لندن.

ويزور الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء السعودية للبحث في تعزيز جهود مكافحة "الجهاديين"، وملفي النزاع في سوريا واليمن، ومحاولة ترطيب أجواء العلاقات بين الحليفين التقليديين.

ومن المتوقع ان تحط الطائرة الرئاسية الاميركية قرابة الظهر في الرياض، قبيل لقاء مرتقب بين اوباما والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ان يشارك الرئيس الاميركي الخميس في قمة لدول مجلس التعاون الخليجي تستضيفها المملكة.

وشهدت الولاية الثانية لأوباما محطات تباين عدة بين الرياض وواشنطن، منها امتناع الرئيس الاميركي في اللحظة الاخيرة في صيف العام 2013، عن توجيه ضربات إلى نظام الرئيس بشار الاسد، الذي تعد الرياض من ابرز الداعمين للمعارضة المطالبة برحيله، والاتفاق الذي توصلت اليه الدول الكبرى مع ايران، الخصم الاقليمي اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي، في صيف العام 2015.

وسعى البيت الابيض الى إبراز اهمية العلاقة بين واشنطن والرياض، التي تعود الى سبعين عامًا، نافيا ان تكون الزيارة مجرد فرصة لالتقاط صورة تذكارية بين المسؤولين السعوديين، والرئيس الاميركي الذي تنتهي ولايته في مطلع السنة المقبلة.

وقال مستشار اوباما بن رودس "العلاقة كانت دائما معقدة (...) الا انه ثمة دائمًا قاعدة تعاون حول المصالح المشتركة، لاسيما منها مكافحة الارهاب". وتأمل دول مجلس التعاون في زيادة الدعم العسكري الاميركي، لاسيما في مواجهة "التدخلات" الايرانية، التي باتت من ابرز هواجس دول الخليج، خصوصا السعودية.

وعشية بدء زيارة اوباما، وصل وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى الرياض. وقال مسؤول اميركي كبير على هامش الزيارة، ان بلاده تقترح على دول الخليج تكثيف التعاون في مجال الدفاع، خصوصًا تدريب القوات الخاصة وتنمية القدرات البحرية لمواجهة نشاطات "زعزعة الاستقرار" الايرانية.

وتقول لوري بلوتكين بوغارت، الباحثة في برنامج سياسة الخليج في معهد الشرق الاوسط لسياسات الشرق الادنى في واشنطن، ان "مصدر القلق الرئيس للمملكة العربية السعودية هو ان ايران تتدخل في شؤونها الداخلية، وتعمل مع معارضين لإضعاف الحكومة".

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في مطلع كانون الثاني/يناير، اثر مهاجمة بعثات دبلوماسية لها في ايران من قبل محتجين على اعدام الشيخ السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. ويأمل قادة دول الخليج في ان يوجّه اوباما من الرياض، رسالة حازمة إلى طهران.

&