تمخضت عن القمة الخليجية الأميركية التي استضافتها الرياض مبادرات أمنية توطد الشراكة القائمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وتضيف إليها مجالات جديدة.

إيلاف: أقرت القمة الخليجية الأميركية برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي اختتمت اعمالها امس في الرياض ست مبادرات أمنية تفتح افاق جديدة للتعاون القائم بين دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية.

وفي أعقاب اجتماع وزراء الدفاع الخليجيين مع نظيرهم الأميركي، أدرج الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، خطوات تم الاتفاق عليها، أبرزها التعاون في مجال تطوير منظومة الدفاع الصاروخية والأمن البحري من خلال نشر دوريات مشتركة لاعتراض سفن إيرانية تهرّب السلاح، والتسليح &والتدريب العسكري، وأمن الفضاء الإلكتروني»، وذلك بهدف تمكين دول مجلس التعاون من بناء «جاهزيتها الدفاعية للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها».&

&

القمة تدين إيران بزعزعة استقرار المنطقة
دول الخليج وأميركا: مناورات مشتركة في 2017

&

وقال الزياني إن خطوات تعزيز الأمن التي تم الاتفاق عليها شملت «مكافحة الأنشطة البحرية الإيرانية المخالفة من خلال العمليات المشتركة لاعتراض الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى اليمن أو غيرها من مناطق الصراع».

كما أقرت القمة إجراء مناورات عسكرية أميركية خليجية موسعة في آذار (مارس) 2017، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وإنشاء نظم إنذار مبكر لرصد الصواريخ الباليستية.

&

&الملك سلمان&رأس القمة الخليجية ــ الأميركية

&

واتفق المشاركون في القمة التي انعقدت برئاسة الملك سلمان وحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية وزيادة تبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية في المنطقة. واشترط المجتمعون وقف التدخلات الايرانية في شؤون دول الخليج.
&
وأشاد الملك سلمان بالمباحثات البناءة وما تم التوصل إليه بين الجانبين، وشدد على التزام وحرص دول المجلس على تطوير العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينها وبين الولايات المتحدة «خدمة لمصالحنا المشتركة وللأمن والسلم في المنطقة والعالم».
&
وقد رسم وزير الدفاع الأميركي آستون كارتر في أعقاب اجتماعه بوزراء الدفاع الخليجيين العنوان الرئيسي للقمة الخليجية - الأميركية، قائلا إن «الاتفاق النووي مع إيران لا يفرض أي قيود على الولايات المتحدة، فما نقوم به في وزارة الدفاع لم يتغير بما في ذلك عملية التخطيط والشراكة للجيش الأميركي في مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، خصوصاً لدى حلفائنا في الخليج». ولفت الى جاهزية بلاده في «سبيل التصدي للأنشطة الإرهابية الإيرانية»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «تشارك الخليج قلقه من الأنشطة الإيرانية رغم الاتفاق النووي».

ونبه كارتر من القضايا التي تقلق الإدارة الأميركية «وأبرزها دعم طهران المنظمات الإرهابية». وتحدث عن مبادئ تم الاتفاق عليها، منها «هزيمة داعش ومواجهة إيران وأنشطتها التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار»، مؤكداً أن «أميركا توافق دول الخليج الرأي بأن الاتفاق النووي لا يفرض أي قيود على الولايات المتحدة».

&

الرئيس الأميركي: الصداقة بين المملكة والولايات المتحدة قائمة منذ عقود طويلة

&

من جانبه، أعلن البيت الأبيض تفاصيل الاتفاقات والشراكات الاستراتيجية التي خرجت بها زيارة أوباما إلى الرياض ولقاءاته مع الملك سلمان وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.&

وارتكزت الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين على خمسة ملفات رئيسية، هي: ملف تحقيق استقرار المنطقة وهزيمة تنظيم داعش، وملف التعاون الأمني، وملف التعاون الاقتصادي والطاقة، وملف التعاون لتقليل الانبعاثات الحرارية، وملف تقديم المساعدات الإنسانية.

وقال الرئيس الأميركي إن بلاده ستحمي مصالحها في منطقة الخليج، وأنها تحمي أيضًا حلفاءها ضد أي اعتداء، وقال: «سنبقى متحدين في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وسنسخر قواتنا الجوية والقوات الخاصة خلال التحالف الذي أنشأناه».

&

حديث بين ولي ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي في القمة

&

إلى ذلك، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن مواقف دول مجلس التعاون الأخيرة التي اتسمت بالتوافق والتضامن تجاه كثير من القضايا والملفات، انطوت على رسالة واضحة مفادها أنها قادرة على الدفاع عن مصالحها ومكتسبات شعوبها، وتمتلك إرادة التحرك الفاعل ضد أي أخطار تتهدد أمنها.

وفيما التزمت القمة الخليجية الأميركية بأدبيات العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة، انعقدت بالتزامن قمة تاريخية بين قادة دول مجلس التعاون والعاهل المغربي الملك محمد السادس أكدت مبادئ عدم التدخل في شؤون الآخرين، والدفاع المشترك، والشراكة النامية نحو الاندماج وربما نحو التحاق المغرب بدول مجلس التعاون. وأكد المجتمعون أن المبدأ الرئيسي للقمم العربية في الرياض «رفض ضرب الاستقرار ونزعة الانفصال»، وأن تكون هذه الدول في «كتلة موحدة».

&

قال إن عقد القمة الخليجية -المغربية ليس موجّهًا ضد أحد&
محمد السادس: المغرب والخليج يتقاسمان التحديات نفسها&


&