كشفت بعثة الامم المتحدة في العراق اليوم عن سقوط 2115 عراقيًا بين قتيل وجريح الشهر الماضي جراء عمليات العنف والنزاع المسلح وعبرت عن القلق من استمرار استهداف المدنيين
الذي يلحق بهم "معاناة لا توصف".. بينما قتل 35 شخصا واصيب العشرات بجروح جراء انفجار مفخختين بمدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى الجنوبية.

إيلاف من لندن: أفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بمقتلِ ما مجموعه 741 عراقياً وإصابة 1,374 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي كما قالت في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" اليوم الاحد. 

وبلغ عدد القتلى المدنيين في شهر نيسان 410 شخصاً (من بينهم 11 قتيلاً من منتسبي الشرطة الاتحادية ومنتسبي الدفاع المدني من عناصر الصحوات ومنتسبي الحمايات الشخصية وشرطة حماية المنشآت ومنتسبي الإطفاء) فيما وبلغ عدد الجرحى المدنيين 973 شخصاً (من بينهم 20 من منتسبي الشرطة الاتحادية ومنتسبي الدفاع المدني من عناصر الصحوات ومنتسبي الحمايات الشخصية وشرطة حماية المنشآت ومنتسبي الإطفاء).

وأشارت البعثة إلى مقتل ما بلغ في مجمله 331 عنصراً من منتسبي قوات الأمن العراقية (من ضمنهم أفراد من قوات البيشمركة وقوات المهام الخاصة والميليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، مع استثناء عمليات الأنبار) وجرح 401 آخرين. وشهدت الحصيلة الكلية للضحايا في هذا الشهر انحفاضاً مقارنة بحصيلة الضحايا لشهر آذار الماضي والتي بلغت 1,119 قتيلاً 1,561 جريحاً.

الامم المتحدة قلقة من العنف الذي لايتوقف

وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش عن قلقه العميق إزاء أعمال العنف التي لا تتوقف. وقال "إن ما يؤلمنا هو إستمرار إراقة الدماء وإزهاق الأرواح، لاسيما في صفوف المدنيين الذين يدفعون الثمن غالياً بسبب التفجيرات والصدامات المسلحة".

وأضاف كوبيش "لقد استخدم الإرهابيون الهجمات الإنتحارية لاستهداف المطاعم وأماكن العبادة وحشود الزائرين والأسواق في حملة شريرة لا هوادة فيها لإيقاع أكبر قدر من الضحايا وإلحاق معاناة لا توصف بالسكان".

وكانت محافظة بغداد هي الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين 874 شخصاً (232 قتيلاً و642 جريحاً) وتلتها محافظة نينوى الشمالية حيث سقط فيها 72 قتيلاً و30 جريحاً، وبلغ عدد الضحايا في محافظة صلاح الدين الشمالية الغربية 32 قتيلاً و 24 جريحاً، فيما سقط في ديإلى بوسط البلاد 17 قتيلاً و15 جريحاً، وفي كركوك الشمالية سقط 16 قتيلاً و10 جرحى، وفي البصرة الجنوبية 8 قتلى و16 جريحاً.

ووفقا لمعلومات حصلت عليها البعثة من مديرية صحة الأنبار فقد بلغت الخسائر البشرية الكلية في المحافظة 252 مدنياً (حيث قتل 27 شخصاً وأصيب 225 آخرين). واوضحت البعثة انها واجهت عراقيل في التحقق على نحوٍ فعال من أعداد الضحايا في مناطق الصراع. 

وأشارت إلى أنّ الارقام التي تم الحصول عليها من دائرة صحة الانبار قد لاتعكس العدد الحقيقي للضحايا في هذه المناطق بشكل دقيق بسبب تزايد تفجر الوضع على الأرض وانقطاع الخدمات. 

لكن البعثة تمكنت في بعض الحالات من التحقق من صحة بعض الحوادث بشكلٍ جزئي فقط وتلقت أيضاً - دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك - تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعد أن فرّوا من ديارهم بسبب تعرضهم لظروف نقص الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية ولهذه الأسباب ينبغي اعتبار الأرقام الواردة هنا بمثابة الحد الأدنى المطلق كما اوضحت البعثة.

مقتل وإصابة اكثر من 100 مواطن في السماوة

إلى ذلك، أعلنت الشرطة بمدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى (220 كم جنوب بغداد) عن مصرع 38 شخصا جميعهم من المدنيين واصابة 77 اخرين بانفجار سيارتين مفخختين وسط المدينة.

وذكر مصدر في الشرطة ان السيارتين المفخختين كانتا مركونتين الاولى في مرآب المحافظات والثانية في منطقة الشرجي وسط مدينة السماوة وان انفجارهما جرى بالتعاقب وان الضحايا كلهم من المدنيين وان عددا من السيارات احترقت جراء الانفجارين.

وتشهد محافظة المثنى استقراراً أمنياً ملحوظاً إلا أنها تشهد بين مدة وأخرى أعمال عنف أغلبها سرقة فيما تنفذ القوات الأمنية عمليات دهم وتفتيش للبحث عن مطلوبين للقضاء.