حمل رئيس البرلمان العراقي رئيس الحكومة مسؤولية الاضطرابات والاعتداء على مؤسسات الدولة وتأخير الاصلاح والتغيير الوزاري مشيرا الى امكانية اعادة هيكلة الحكومة والعملية السياسية برمتها.. فيما انسحب المعتصمون من المنطقة الخضراء مؤقتا مهددين بالعصيان المدني.

إيلاف من لندن: شدد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في كلمة الى الشعب العراقي تسلمت "إيلاف" نسخة منها الاحد على ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي يتحمل كامل المسؤولية عن اي خرق أمني أو انفلات أو اعتداء على مؤسسات الدولة وهيبتها وكيانها في اشارة الى اقتحام المتظاهرين امس مبنى البرلمان.. وقال انه مطالب باتخاذ جميع الإجراءات لحماية كل عراقي.

ودعا الكتل والقيادات السياسية الى تقديم حلول حقيقية وصريحة وعميقة قائمة على أساس تقديم مصلحة العراق وأمنه وسيادته.. وقال "ومن طرفي فأني سأقوم بإجراء مشاورات عاجلة مع جميع الاطراف من ممثلي الشعب العراقي والمرجعيات الدينية والاجتماعية واعتبارا من الان وأعتقد ان هذا الحراك هو مسؤولية الجميع وان الانتظار ليس بصالح العراق ومستقبله".

وأشار إلى أنه من غير المستبعد التفكير جديا من قبل القيادات العليا بالعراق بإعادة هيكلة الحكومة او الدولة او حتى العملية السياسية "وأدعوهم لذلك اذا أدركنا اننا وصلنا الى أفق مسدود في مسيرة الاصلاح حيث ان كل الخيارات في هذا الإطار مفتوحة ما دامت تصب في إنهاء الازمة وخدمة العراق وبهذا الصدد ندعو القوى والكتل السياسية كافة ببيان موقفها وأن تقدم حلولا جوهرية للإصلاح".

واتهم الجبوري الحكومة بتأخير الاصح والتغيير الوزاري وقال "ان هذا الامر قد طال انتظاره وقد تعاملت معه الحكومة ككرة نار تحاول إلقاءها على البرلمان كلما تأججت واتقدت وكان من المفروض ان تنتهي الحكومة من هذا الإجراء من وقت مبكّر من خلال إدامة الحوار مع الأطراف السياسية والاجتماعية كافة".

وأشار إلى أن البرلمان سيمضي في عقد جلساته واستئناف عمله اذا تم حسم القضايا الكلية من قبل الأطراف السياسية والمرجعيات الدينية والاجتماعية وبعد ان تتهيأ الأجواء الأمنة باتخاذ الجهات التنفيذية والقضائية اجراءاتها بمحاسبة كل المتورطين بالاعتداءات الاخيرة وإحالتهم إلى القضاء ومحاسبة المقصرين او المتواطئين معهم.. وقال "سنتخذ الإجراء اللازم بمقدار تعلق الامر بنا وبفوج حماية مجلس النواب وكذلك كل من يثبت تورطه بالاعتداء".

وأكد أن مجلس النواب هو بيت الشعب وصوته وتمثيله وهو الأحرص على مطالب المتظاهرين والمعتصمين وما جرى من ممارسات سواء على المؤسسة التشريعية وعلى أعضاءها والموظفين فيها بالاعتداء عليهم يعد خرقا واضحا وسافرا لقيم احترام الدولة والقانون، ولا يمكن ادراجه بأي حال تحت بند حرية التعبير فالحقوق العامة مبينة بالدستور والقانون وحدودها حقوق الآخرين وكرامتهم.

انسحاب المعتصمين من الخضراء مؤقتًا

هذا وانسحب المتظاهرون في المنطقة الخضراء وسط بغداد عصر اليوم استجابة لدعوة اللجنة المنظمة للتظاهرات وذلك بعد اقتحامها أمس.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة اخلاص العبيدي في بيان تلته من مبنى البرلمان نطالب "بالتصويت على حكومة تكنوقراط في جلسة واحدة وفي حال عدم تحقيق هذا المطلب فاننا سننتقل الى المرحلة الثانية وهي اقالة الرئاسات الثلاث وفي حال عدم تحقيق هذا المطلب فالمرحلة الثالثة هي الدعوة الى انتخابات مبكرة". 

وأضافت أنه "عند عدم تحقيق هذا المطلب فان الشعب سيتخذ كل الوسائل المشروعة والتي اقلها الدخول للرئاسات الثلاث والعصيان المدني او الاضراب العام". واشارت الى انه بغية اتاحة الفرصة لصناع القرار السياسي فأن الجماهير الآن ومن وموقع الاقتدار والقوة تعلن خروجها من المنطقة الخضراء إحتراما وتبجيلا لزيارة الأمام موسى بن جعفر الثلاثاء المقبل وبعد انتهاء مراسم الزيارة ستكون العودة اقوى متوعدة بالقول "والويل للصوص والفاسدين". وخاطبت الجماهير قائلة "ايها الابطال لنا عودة بعد انتهاء الزيارة ولنا وقفة عظيمة في الجمعة المقبلة" موجهة الشكر والتقدير لكل افراد القوات الامنية.

وفي وقت سابق اليوم وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي بتعطيل الدوام الرسمي في بغداد بعد غد الثلاثاء وقال مكتبه في بيان ان تعطيل الدوام الرسمي هو "لتأمين وتنظيم الزيارة المليونية بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام".

يذكر ان المسلمين الشيعة في العراق ومختلف أنحاء العالم الإسلامي يحيون الذكرى السنوية لاستشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم سابع أئمة الشيعة والذي توفي في سجنه ببغداد في الخامس والعشرين من رجب عام 183 هجرية.