أقامت الأكاديمية البريطانية، بالتعاون مع المؤسسة البريطانية بأنقرة في القاعة الرسمية للأكاديمية البريطانية في الجنوب الغربي من لندن، ندوة فكرية، حيث حاضر "يوجين روغان" حول كتابه (نهاية العثمانيين)، الذي أثار حوله الكثير، والذي كتبت عنه مختلف المجلات والجرائد والكتب.

لندن: يعتقد روغان أن معركة غاليبولي من المعارك الحاسمة في الحرب العالمية الأولى. تصورها وزير الحرب لورد كيتشنر سهلة قصيرة لكن الواقع كانت صعبة طويلة حتى عدد الجنود من 75000 تزايد إلى نصف مليون شارك فيها 410000 بريطاني و 79000 فرنسي، بينما من الجانب الآخر كان الجيش العثماني 310000 بينما كانت خسائر الحرب البشرية متساوية عند الطرفين. وجاءت هزيمة الحرب بعد ثلاث سنوات عصيبة عند العثمانيين 1909 و 1912 شهدت فيها ثورة الإتحاد والترقي.&

بلاد الرافدين بين الحملة والتحشيد

تحدث روغان عن حملة بلاد الرافدين لاسترداد البصرة الواقعة في جنوب العراق والتي فيها إنتحر القائد سليمان العسكري الذي كان عسكريًا بمعنى الكلمة كما عبر روغان، مضيفًا أنها تركت جراحًا عميقة فالخسائر فادحة والبشر المتساقط بأعداد كبيرة، والتي أدت إلى زيادة أمد الحرب لا نهايتها كما كان متوقعًا عسكريًا. إن المعركة قوّت التحالف التركي- الألماني إذ أنها أمدّت الخطوط الحديدية المباشرة بينهما لدعم السلاح والذخيرة والمال والجنود لكل من الدولتين المتحالفتين. عندها إكتشفت بريطانيا قوة الدولة العثمانية وعدم إمكانية إسقاطها إلا بتحشيد جيوش هائلة جرارة. ومن هنا بدأ التحشيد في بلاد الرافدين وفلسطين.

حقائق جديدة عن الإمبراطورية العثمانية

يقول روغان إنه على الرغم من مرور أكثر من مائة عام على تلك الحروب والإحتفالات البريطانية بها والمعلومات التاريخية الكثيرة عنها في المكتبة البريطانية إلا أنه تنقصها قصة الدولة العثمانية ومصدر قوتها وانتصاراتها والآلاف المؤلفة من الجنود العرب والأتراك وغيرهم من أبناء الإمبراطورية التركية الذين قاتلوا في غاليبولي وصنعوا ما صنعوه هناك. والحقيقة أنها كانت "كارثة تشرشل" وكان حصار الكوت "إستسلام تاونسند". أما الثورة العربية فقد قادها لورنس العرب، وكانت الحرب هي دخول الجنرال مود إلى بغداد، وغزو اللنبي القدس. واعتبر روغان المؤرخين الغربيين قد لا يمتلكون المهارات اللغوية لقراءة النصوص والشهادات المختلفة للوقائع خارجًا عن الروايات الرسمية المعهودة، فضلاً عن صعوبة الدخول إلى الأرشيف العسكري التركي.

إعادة كتابة التاريخ

واستغرب روغان من عدم احتفاء العرب بهذا التاريخ العظيم لهم، حيث في كل مدينة بل وقرية من الدول العربية شاركت بطريقة أو بأخرى في تلك الإنتصارات. كانت القوات العثمانية مزيجاً كبيراً من الأمم والشعوب فيهم الأتراك والعرب والأكراد والأرمن &والشركس وغيرهم في معارك تاريخية خالدة. وتبين أن تقديرات لورد كيتشنر وونستون تشرشل، وهما الشخصيتان الفاعلتان في الحرب، خاطئة تمامًا بالنسبة للعثمانيين. وكانت آثاره وخيمة على القيادتين كما هو واضح.

إن ورغان يقوم بإعادة كتابة التاريخ، حيث يقدم أرقامًا تاريخية تفصيلية دقيقة وشهادات عرب وأتراك وأرمن في صورة جديدة ناصعة للعرب والمسلمين تخالف الروايات الرسمية المتعارفة.
&