&تزامناً مع تعرضها لضربات قاسية هي الأقوى منذ إنشائها في العام 1928، تعاني جماعة الإخوان المسلمين انقسامات وخلافات شديدة داخلياً، وانقسمت إلى ثلاث جماعات على الأقل.&

&
القاهرة: تشهد جماعة الإخوان المسلمين حالة من الانقسام والصراع داخلياً، بالتزامن مع تعرضها لضربات أمنية وسياسية قاسية في مصر والدول العربية، لاسيما مع تصنيفها تنظيماً إرهابيا في نهاية العام 2013، في&مصر، واتخاذ دول الإمارات والسعودية القرار نفسه لاحقاً.
&
مع اشتداد الضربات الأمنية ضد الإخوان، وتعرض غالبية القيادات للسجن، ولاسيما المرشد العام محمد بديع، وخيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، بالإضافة إلى الرئيس السابق محمد مرسي، والآلاف من الأعضاء، تترنح الجماعة وصارت تعاني الانقسامات، خاصة أنها تقع تحت قيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، وهو شخصية غير محبوبة في أوساط شباب الجماعة، ويحمّلونه مسؤولية انهيارها.
&
وانقسمت الجماعة إلى جماعتين أساسيتين، هما الجماعة التي يقودها محمود عزت، وهي الجماعة الأكبر والأكثر عدداً، بسبب سيطرة "عزت" على أموال الجماعة، واستخدامها في تقريب الشباب إليه.
&
ويقود الجماعة الثانية، محمد كمال ومحمد منتصر، وتضم هذه الجماعة غالبية الشباب الرافضين للمسلك الحالي للجماعة، لكنهم ليسوا في قوة ونفوذ جماعة محمود عزت.&
&
غير أن القاسم المشترك بين المجموعتين، أن قياداتهما هاربون للخارج، ويقيمون ما بين تركيا وقطر ودول أوروبا مثل بريطانيا والنمسا.&
&
ضربة داخلية
&
وتلقت الجماعة ضربة داخلية جديدة زادت من انقسامها، بإعلان محمد كمال، القيادي في الجماعة، وقائد المجموعة الشبابية، استقالته من كافة مواقعه داخل الجماعة، لاسيما أنه عضو في مكتب الإرشاد.
&
وقال كمال في تسجيل صوتي: "أدعو اللجنة الإدارية العليا لإعفائي من مهامي"، مضيفًا "وأعلن عدم التقدم لأي منصب في الإدارات المقبلة".
&
وكشف كمال للمرة الأولى أن الجماعة تعاني خلافات ومشاكل كثيرة، وقال: "لم أكن يومًا حريصا على موقع، بل كنت أريد الدفاع عن مؤسسية الجماعة وتصحيح أوضاع خاطئة وممارسات أضرّت بالجماعة وسمعتها وجارت على مبادئها"، داعياً القائم بأعمال المرشد محمود عزت إلى &"التراجع خطوة للوراء وتسليم الراية للشباب فرسان الميادين"، على حد قوله.
&
وأضاف أن "كافة المبادرات التي تم طرحها لحل أزمة الصراع داخل الجماعة أوصت بتقديم الشباب وتراجع القيادات السابقة، وقال إن "عجلة الإصلاح بدأت في الدوران".
&
الانقسامات والخلافات داخل الإخوان لا تخفى على أحد، وقال القيادي السابق في الجماعة، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان حالياً، كمال الهلباوي، إن جماعة الإخوان المسلمين، ليس لها أي وجود حالياً في مصر بحكم القانون، موضحاً أن الجماعة مصنفة في مصر حالياً تنظيماً إرهابياً، ولم يعد لها مقر للقيادة، وجميع مقراتها تخضع للحكومة المصرية.&
&
وأضاف لـ"إيلاف" أن قيادات الجماعة إما في السجون أو هاربون للخارج، ولا أحد يقود الشباب في مصر، ولفت إلى أن قيادة الجماعة وهو محمود عزت غير معروف محل إقامته، ويقال إنه هارب في الخارج، في تركيا أو غزة.
&
ونوه بأن قيادة الإخوان لم تكن سرية طوال تاريخها، ولا تعمل من الخارج، مشيراً إلى أن الصراعات على المناصب والأموال تضرب الجماعة الآن، لاسيما في ظل انشطارها إلى ثلاث مجموعات.
&
وأوضح أن المجموعة الأولى هي الأقوى بحكم أنها تضم القيادات التاريخية، وتتحكم في أموال الجماعة، وتضم المرشد العام الجديد محمود عزت، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، والقيادات التي تعمل في لندن.
&
المجموعة الداعشية
&
وأشار إلى أن المجموعة الأولى تعرف بـ"المجموعة الداعشية" والتي تتصارع على السلطة الآن"، وكشف أن هذه المجموعة تتحدث وتقود ما تصفه بـ"الحراك الثوري". ونبه إلى أنهم "لا يؤمنون بالثورة، بل يؤمنون&بالعنف، ويستهدفون ضباط الشرطة والجيش والمؤسسات المختلفة، ويسعون إلى إسقاط الدولة".
&
وذكر أن المجموعة الثانية يقودها شخصان هما محمد منتصر ومحمد كمال، وهي المجموعة التي تتصارع مع مجموعة محمود عزت على المناصب والأموال، وتحاول كل مجموعة منهما استقطاب الشباب إليها.
&
ولفت الهلباوي إلى أن المجموعة الثالثة تقف حائرة بين المجموعتين الأولى والثانية، وتسمي نفسها "جماعة التوقف والتبين"، مشيراً إلى أنهم يرفضون العنف والصراع على السلطة، وتضم عشرات الآلاف من الشباب، وهذه المجموعة تتعرض لضغوط هائلة من السلطة في مصر وقيادات الإخوان في الوقت نفسه.
&
وحسب وجهة نظر، الشيخ نبيل نعيم، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، فإن جماعة الإخوان انتهت، ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى، إلا بعد خمسين سنة على الأقل.
&
وأضاف لـ"إيلاف" أن الانقسامات والخلافات ليست جديدة على الجماعة، فدائماً هناك صراع على الأموال والغنائم في الجماعة، لكنه لم يكن ليظهر على السطح، بسبب مبدأ السرية والسمع والطاعة اللذين تعمل بهما الجماعة طوال تاريخها.
&
ولفت إلى أن الجماعة تدار مع قبل قيادات تعيش تحت الأرض سواء في الداخل أو الخارج، وهناك خلافات بين القيادات على ممارسة العنف والإرهاب، والتمويلات القادمة من الخارج من تركيا وقطر، مشيراً إلى أن التمويلات الآن أكبر من السابق وتقدر بملايين الدولار، يتم تهريبها في الحقائب الدبلوماسية لدبلوماسي الدول الداعمة للجماعة.
&
وأشار إلى أن التمويلات ارتفعت جداً بعد ثورة 30 يونيو، بسبب ارتفاع تكلفة العمليات الإرهابية سواء في القاهرة أو المحافظات أو سيناء.
&
العمل السري
&
صعدت جماعة الإخوان إلى القمة في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، التي أسقطت نظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وسيطرت على مجلسي الشعب والشورى بأغلبية ساحقة، في العام 2011.
&
وصلت الجماعة إلى قمة السلطة في مصر، عندما انتخب أحد قياداتها، وهو محمد مرسي رئيساً للجمهورية في العام 2012، وتولى الحكم في يوم 30 يونيو من العام نفسه.
&
لم تمكث الجماعة في الحكم سوى عام واحد، واندلعت تظاهرات مليونية ضدها، وهتف المصريون "يسقط حكم المرشد"، في إشارة إلى أن المرشد العام للجماعة محمد بديع، هو الحاكم الفعلي وليس الرئيس السابق محمد مرسي.
&
في 3 يوليو 2013، تدخل الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي، وعزل مرسي عن الحكم، وتولى الحكم موقتاً رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور.
&
اعتصم أنصار الجماعة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر في القاهرة، وتدخلت قوات مشتركة من الجيش والشرطة لفض الاعتصام في 14 أغسطس 2013، وقتل المئات من أنصار مرسي.
&
بتاريخ 26 ديسمبر 2013، أصدرت الحكم المصرية قراراً بتصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا، في أعقاب سلسلة من التفجيرات والأعمال الإرهابية التي طالت مقرات أمنية ومنشآت حيوية في مصر.
&
ومنذ ذلك الحين تحولت الجماعة إلى العمل السري مرة أخرى، لاسيما مع اعتقال غالبية قياداتها وإصدار أحكام بالسجن المؤبد أو الإعدام بحقهم، في اتهامات تتعلق بممارسة أو التحريض على العنف والإرهاب.
&
&