دبي: في جلسة رئيسة&استضافها منتدى الإعلام العربي خلال ثاني أيام انعقاده، استعرضت عهود خلفان الرومي، وزيرة الإمارات للسعادة، أبرز ملامح البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية والأسس التي يعتمد عليها، مؤكدةً أنّ السعادة ليست فلسفة وانما مرجعية مهمة يحكمها إطار عمل جاد في كافة القطاعات الحكومية والمجتمعية.

وأوضحت أنّ دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبمتابعة وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تتبنى نهجاً يرمي إلى تحقيق السعادة وتعززه عبر العديد من المبادرات والسياسات بوصفها إرثا حضاريا ونهجا أرسى دعائمه الآباء المؤسسون.

السعادة كما نراها

وأدار الجلسة التي عُقدت تحت عنوان "السعادة كما نراها" الإعلامي بقناة سكاي نيوز عربية فيصل بن حريز، حيث استعرضت الرومي خطط الحكومة لنشر السعادة والتفكير الإيجابي بين كافة المتواجدين على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين وزوار.&

وأضافت أنّ منطقتنا في أمس الحاجة إلى نشر الفكر الإيجابي المحفز على الإحساس بالسعادة وذلك في ظل تفشي الصراعات والتحديات التي ترسخت بفضل انتشار قيم غريبة على مجتمعاتنا مثل التعصب وعدم التسامح، وهو ما أظهره تقرير السعادة العالمي 2015 والذي أكدت مخرجاته أن الشباب العربي تحت عمر 18 عامًا في المنطقة العربية يشعر بالتوتر والقلق أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.

وشددت الرومي على أنّ هذه الظواهر المقلقة تمثل دافعًا لتغيير الواقع والاستعداد للمستقبل من خلال تأسيس وبناء فلسفة جديدة في العمل الحكومي تتبنى نهج السعادة وتعمل على تحقيقها من خلال تضافر جهود كافة الهيئات والجهات الحكومية والخاصة.

وعن دورها كوزير الدولة للسعادة، أشارت الرومي إلى أنها تعمل على التأكد من اتساق كافة الخطط والبرامج التي تقوم بها مختلف الهيئات والجهات الحكومية في الدولة كي تعمل جميعها في منظومة واحدة تحقق الهدف الأسمى المتمثل في سعادة الناس.

البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية

وأكدت أنّ العمل على تحقيق خطط وبرامج وزارة الدولة للسعادة يقوم بها فريق حكومي مكون من نحو 50 جهة تضم أكثر من 90 ألف موظف وميزانية اتحادية تفوق 48.5 مليار درهم، وذلك لتحقيق سعادة مستدامة تسهم في تحسين شتى مجالات الحياة، مشيرةً إلى&أن الانسان السعيد يعيش أكثر ويتمتع بصحة أفضل ما يوفر مليارات الدراهم المخصصة للقطاعات الصحية والعلاجية.

ومن المنظور الاقتصادي، يسهم تحقيق السعادة ونشر الفكر الايجابي في بيئة العمل الحكومي في زيادة كفاءة العمل حيث إن الدراسات العلمية أكدت أن الموظف السعيد ينتج بمقدار الضعفين ويركز على عمله بنسبة 80 في المائة، فيما تبلغ نسب تركيز الموظف غير السعيد 40 في المائة وهو ما يعني خسارة 100 يوم عمل في السنة.

وتحدثت الرومي حول أبرز محاور البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، وتشمل:

• محور السعادة والإيجابية في العمل الحكومي، وهو معني بتطوير مجموعة من المبادرات الحكومية لتعزيز بيئة السعادة والإيجابية والارتقاء بمستوى الخدمات الهادفة إلى إسعاد الناس.
• محور السعادة والإيجابية كأسلوب حياة، وهو يختص بترسيخ قيم السعادة والإيجابية في المجتمع عبر إطلاق العديد من المبادرات.
• محور قياس السعادة والإيجابية، وذلك من خلال إطلاق مؤشرات لقياس التقدم في السعادة والإيجابية، ورصد ما تم إنجازه في هذا المجال.

وأشارت إلى أنّ هناك أدوات لقياس السعادة على المستوى العالمي، إلا أن وزارة الدولة للسعادة تعمل على تطوير الأدوات الخاصة بها بما يتناسب مع خصوصية دولة الإمارات لقياس السعادة بطريقة علمية وبكفاءة عالية. وقالت نهدف من ذلك إلى التعرف على ما يسعد كل فئة في المجتمع لنتمكن من تطوير سياسات وبرامج عن طريق إجراء مسح واستبيان لقياس السعادة على مستوى الدولة.

وتحدثت الرومي عن تأسيس مجلس للسعادة في كل جهة حكومية اتحادية برئاسة الوزير المسؤول، وكذلك تسمية رئيس تنفيذي للسعادة في كل جهة حكومية يتم اختياره من بين موظفيها وتدريبه وتأهيله للقيام بمهمة تعزيز بيئة العمل السعيدة، لافتةً إلى أن مبادرة مجالس السعادة في الجهات الحكومية تتولى مهمة العمل على تطوير ومتابعة برامج ومبادرات لتحقيق السعادة والإيجابية في بيئة العمل وسعادة المتعاملين على حد سواء.

الإعلام العربي ونشر السعادة

وعن دور الإعلام في دعم تلك المبادرات الرامية إلى نشر السعادة، قالت إن الواقع الذي نعيشه حالياً يحمل بين جنباته الخير والشر، السعادة والحزن، وعلى الإعلام الا ينكر الواقع ولكن لا يجب أن نفرط في التعاطي مع الاخبار السلبية، لذا فإن الإعلام مطالب بإلقاء الضوء على الأمور الإيجابية وعلى القصص المؤثرة لما لها من قدرة على إلهام الشباب.

وأشادت بشعار الدورة الحالية لمنتدى الإعلام العربي "الإعلام... أبعاد إنسانية"، واعتبرته دعوة للتركيز على الجوانب الإيجابية وإبرازها لخلق حالة من التوازن في ظل كثرة الأخبار التي تبعث على الحزن والاكتئاب.&

وأكدت أنّ السعادة، كما أثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية، تتمثل في قدرة الفرد على تكوين مجموعة من العلاقات الاجتماعية الناجحة، كما انها شعور يتحقق عند مساعدة الآخرين والعمل على تحقيق أحلامهم والمساهمة في تحسين حياتهم، ولا ترتبط بالثروة والمال كما يعتقد الكثيرون.