قال بنجامين رودس كاتب خطابات السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة مطولة مع مجلة نيويورك تايمز إنه خدع الصحافة بشأن الموعد الحقيقي الذي بدأت فيه المفاوضات النووية مع إيران.&

واشنطن: كشف كاتب خطابات السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما، بنجامين رودس، أن المفاوضات النووية مع إيران بدأت قبل انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني، برعاية الملالي المتشددين، وذلك في مقابلة مع مجلة نيويورك تايمز.

ولاحظ مراقبون أن البيت الأبيض يكون بذلك كذب على الشعب الأميركي والعالم.&

إتفاق بأي ثمن
&
وكتب المعلق السياسي ريتشارد كوهين في صحيفة واشنطن بوست "ـن الكذبة تفضح الحقيقة، وهي أن أوباما كان يريد الاتفاق النووي مع إيران بأي ثمن. وانه لم يتوجه الى طاولة المفاوضات باشارة تجاوب من الإيرانيين المعتدلين بل بدأها مع النظام السابق عليهم. بكلمات اخرى ان أوباما كان يريد المحادثات أكثر من الإيرانيين، وهو موقف تفاوضي يتسم بقدر كبير من الضعف".&

وأضاف الكاتب السياسي "ان هذا يفسر السبب في خلو الاتفاق مما يوقف الجهود الإيرانية لدعم الارهاب في الشرق الأوسط أو الاستمرار في العبث بالعراق".&

رأس واحد!

والمعروف عن رودس أنه لم تكن لديه خبرة تُذكر في الشؤون الدولية قبل أن يدخل قلب أوباما بقوة قلمه وبلاغته. وهو الآن قريب من الرئيس الأميركي حتى أنه قال في حديثه لمجلة نيويورك تايمز "أنا لا أعرف أين ابدأ وأين ينتهي أوباما".&

ويرى كثير من المحللين الأميركيين أن رودس وأوباما "يفكران برأس واحد". وهكذا يستطيع القارئ ان يعرف من متابعة آراء رودس ما يفكر فيه أوباما ورهانه على التوصل الى اتفاق مع إيران بأي ثمن.&

وبحسب تفكير الاثنين فان أوباما إذا تمكن من التوصل الى تفاهم ما مع إيران بشأن برنامجها النووي، يستطيع ان يتخلص من صداع الشرق الأوسط ويركز اهتمامه على مناطق أخرى، كما يكتب المعلق السياسي ريتشارد كوهين مشيرا الى استهانة رودس ورئيسه بمؤسسة السياسة الخارجية الأميركية وتقاليدها سواء في تصريحات رودس لمجلة نيويورك تايمز أو أوباما لمجلة اتلانتيك مؤخرا.&

أزمة سوريا

ويقول كوهين إن كاتب خطابات الرئيس "يتبجح بنجاح سياستهما [رودس وأوباما] في سوريا وان معيارهما الوحيد هو عدد الأميركيين الذين قُتلوا هناك عدد قليل جدا. وهذا أمر يستحق الثناء ولكن من الكذب الزعم ضمنا بأن أي سياسة بديلة أخرى كانت ستؤدي الى نتيجة مغايرة".&

ويلفت الكاتب إلى أنّ الولايات المتحدة تدخلت في ليبيا ولم يُقتل أميركي واحد، ويصح الشيء نفسه على تدخلها في كوسوفو وقبل ذلك في البوسنة.&

ويقول "كان بمقدور الولايات المتحدة ان تفرض منطقة حظر جوي في سماء سوريا" دون ان يكلفها ذلك خسارة في الأرواح، "وكان بمقدورها ان تمنع مروحيات نظام الأسد التي ترمي البراميل المتفجرة على المدنيين لتمزقهم ارباً بالمسامير والكرات المعدنية والقطع الحديدية".&

لم يعد احد يعرف عدد القتلى في الحرب الأهلية السورية. وتضع تقديرات عددهم في حدود 400 الف قتيل مع نزوح اربعة ملايين تدفق مئات الآلاف منهم على اوروبا مهددين بتقويض استقرار العديد من حكوماتها. وأصبحت أوروبا ترفض استقبال المهاجرين لكنها تستمع الى ما تقوله منظمات يمينية متطرفة لم ترفع رأسها منذ عقود.&

روسيا أقوى

ويكتب المعلق ريتشارد كوهين في واشنطن بوست "ان روسيا أقوى نفوذا الآن في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة وان إيران ووكالاءها موجودون في كل مكان. اما الولايات المتحدة فانها إدارت ظهرها وتخلت عن المنطقة. وإذا كان هذا نجاحا فكيف يكون الفشل؟"، كما يتساءل كوهين.&

وفي الختام ينصح الكاتب أوباما بأن يوظف "مساعدين مشاكسين يتحدونه ولا يأتون اليه كما يأتي الجرو"، بحسب تعبير المعلق ريتشارد كوهين في صحيفة واشنطن بوست.&