إيلاف من الرياض:&أثارت ظاهرة حفلات تخرج رياض الاطفال جدلا في السعودية، بسبب ما اعتبره مغردون مبالغة وتبذيرا في تنفيذها، حيث تحولت من فقرة مدرسية عابرة لتكريم المتميزين، إلى حفلات كبيرة تتسبب في وإرهاق مادي لأسر الطلاب، بعد ان اصبحت مناسبة للتنافس بين المدارس واصبحت حفلات التخرج تحدد مستوى المدرسة عن غيرها.

ورصدت "إيلاف" خلال الأسبوع الماضي، إقامة بعض مدارس رياض الأطفال احتفالات لتخرج الطلاب، والتي برزت بشكل اكبر في مدارس رياض البنات، حيث يطالب بعض المدارس من أولياء الأمور بدفع مبالغ مالية لحضور حفل التخرج وإلزام الطالبات بملابس خاصة بهذه المناسبة، وهو ما يترتب عليه أعباء مالية على العائلات.

عدوى حفلات التخرج

وانتقد مغردون عبر هاشتاغ نشط في تويتر تحت عنوان "عدوى_حفلات_التخرج" ما وصفوه بمظاهر دخيلة على المجتمع السعودي، مشيرين إلى أن الاحتفال بتخرج الأطفال، بقدر ما يعتبر ظاهرة تبذير، بقدر ما يزرع القيم المادية في نفس الطفل الصغير، اذ يوهمه بأن النجاح والتفوق هو من اجل الهدية وليس من اجل العمل والمستقبل.

ورغم أن قرارات وزارة التعليم السعودية تمنع وبشكل قاطع اقامة اي حفلات تخرج داخل المدارس وتقصره في اقامة برامج تكريم المتفوقين ضمن النشاط المدرسي وأثناء الدوام الرسمي، إلا أن هذا لم يمنع من تزايد اقامة هذه الحفلات، حيت يقوم بعض المدارس بإقامتها خارج اسوار المدرسة وفي قاعات أفراح وفنادق ومطاعم و التي تحجز بالكامل لمدارس تقيم حفلاتها في الامسيات اي بعد الدوام الرسمي.

استياء من العائلات

وأبدى عدد من أولياء الأمور استياءهم من تلك الحفلات، مؤكدين أنها ترهقهم ماديا، حيث قال عبدالله الغامدي، ولي أمر طالبة، إن المدرسة طالبته بإحضار مستلزمات خاصة لحفل التخرج، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" إلى انه رفض الفكرة جملا وتفصيلا، لكنه خضع في النهاية تحت ضغط ابنته وحتى لا تقع في حرج أمام زميلاتها، واضاف "هناك اولياء امور لديهم اكثر من ابن في المدرسة ما&يعنى مزيدًا من المصاريف، ولذلك نطالب بإيقافها بشكل كامل".

من جهته، قال الباحث الاجتماعي عادل بفلح، إن حفلات تخرج الاطفال لا تعدو كونها ممارسة تجارية ومادية، تسببت بنقل هذه اللحظات من كونها مناسبة جميلة للطفل والاسرة، الى مناسبة ترهقهم ماديا وتتسبب بالغيرة والتمايز بين الطلاب في المدارس، مشيرا في حديثه لـ"ايلاف" ان حفلات التخرج المعروفة مقتصرة فقط على الجامعات لأنها تمثل التحول من مرحلة التعليم الى مرحلة العطاء والعمل، وبالتالي ما هو الداعي لإقامتها للأطفال.

وقال بفلح، إن أولياء الأمور يكونون احيانا جزءا من هذه الممارسة الخاطئة لرضوخهم لابتزاز بعض المدارس حتى استفحلت الظاهرة وتداعت اعباؤها وتطوراتها حتى وصلت الى ما وصلت اليه الان، وشدد بفلح ان هذه القضية تستلزم تدخل المسؤولين من رجال التعليم وإن اقتضى الامر تدخل الجهات المعنية &للحد من تفاقمها والذي قد يساهم في انحراف قيم ومبادئ جيل ينتظر منه ان يقود هذه البلاد للإبداع والابتكار.
&