إيلاف من لندن: بحث وزير الدفاع العراقي خالـد العبيدي في بغداد مع السفير السعودي المعتمد في بغداد ثامر السبهان، الذي عبّر عن الارتياح وقدم "التهاني بالانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات المسلحة العراقية في مسارح العمليات"، معتبرًا أن العراقيين بمواجهة داعش وفكره المتطرف إنما يدافعون عن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وبالنتيجة حماية المصالح الحيوية لدولها.&

وأكد السبهان وقوف المملكة على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية العراقية واستعدادها إقامة أفضل العلاقات مع العراق في المجالات كافة، وبما يعزز أمن واستقرار العراق ووحدته الوطنية وإعادة إعمار ما خربته الحرب، كما نقل عنه بيان صحافي للدفاع العراقية، اطلعت على نصه "إيلاف" الثلاثاء. وأعرب السفير عن رغبة المملكة العربية السعودية واستعدادها للارتقاء بعلاقات التعاون بين وزارتي الدفاع العراقية والسعودية، ودون سقف محدد لهذا التعاون، وبما يخدم حاجة القوات المسلحة العراقية في المجالات كافة، وان المملكة تعتزم تعيين ملحق عسكري لها في بغداد في القريب العاجل.

فيديو اجتماع وزير الدفاع العراقي مع السفير السعودي في بغداد

من جانبه، أكد وزير الدفاع العراقي حرص بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع جيرانه ومحيطه العربي.. مشددًا على أن يده ممدودة للجميع على أساس مبادئ الإخوة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومحاربة فكر التطرف والعدوان الذي يستهدف دول المنطقة جميعاً دون استثناء.

واشاد العبيدي برغبة المملكة لتطوير علاقات التعاون مع وزارة الدفاع العراقية والاستعداد للتعاطي معها بايجابية.. معبرًا عن الامتنان للمساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للعراق مؤخرًا، والاستعداد لبحث الآليات العملية التي من شأنها تسهيل وصول هذه المساعدات للنازحين التي سيرت المملكة مطلع الشهر الحالي جسراً جويًا لايصالها اليهم.

عقبات بيروقراطية تعرقل وصول المساعدات السعودية للنازحين

اشتكى وزير التخطيط سلمان الجميلي من عقبات بيروقراطية تواجه وصول المساعدات الاغاثية السعودية إلى مستحقيها من النازحين، لكنه أكد ان العمل جارٍ على تذليلها.

وبحث الوزير العراقي في بغداد اليوم مع السفير السعودي ثامر السبهان مجريات الوضع الامني في ما يتعلق بعمليات تحرير مدينة الفلوجة الجارية حاليًا وسبل ادامة زخم المعركة من خلال توفير المستلزمات المطلوبة لدعم العمليات الامنية وتوفير الاجواء المناسبة للنازحين الذين يخرجون من الفلوجة من جراء العمليات العسكرية. كما ناقش الجانبان العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والسعودي.

&

وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي مجتمعًا مع السفير السعودي ثامر السبهان

&

وأشار الجميلي إلى أنّ العلاقات العراقية السعودية تشهد نمواً وتطورًا مضطردًا في مختلف المجالات، وهناك اتفاق في وجهات النظر بشأن الكثير من القضايا.. مؤكدًا على أن الحرب التي يخوضها العراق ضد الارهاب انما هي حرب من أجل الانسانية جمعاء.

ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للعراق من اجل تمكينه من تحقيق النصر وطرد الارهاب من مدنه. وأشار إلى أنّ تنظيم داعش تسبب بالحاق اضرار بالغة بالمدن والقرى والقصبات التي سيطر عليها.. منوهًا إلى أنّ العراق يحتاج إلى مساعدات دولية من اجل مساعدته في اعادة اعمار تلك المناطق.

وعبر الجميلي عن شكر الحكومة العراقية للسعودية على ما تقدمه من دعم ومساعدات للعراق في مختلف المجالات ومنها مواد الاغاثة التي قدمتها المملكة للنازحين العراقيين مؤخرًا، موضحًا أن العمل يجري الآن على تذليل العقبات البيروقراطية التي تواجه وصول هذه الاغاثة إلى مستحقيها من النازحين.&

يذكر أن القوات العراقية واصلت اليوم تقدمها في قواطع العمليات العسكرية حول مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) بمحافظة الانبار من اجل انتزاعها من سيطرة تنظيم داعش الذي يحتلها منذ مطلع عام 2014.

الامم المتحدة قلقة على حياة 10 آلاف أسرة محاصرة في الفلوجة

عبرت الامم المتحدة عن قلقها البالغ على حياة 10 آلاف أسرة محاصرة في مدينة الفلوجة التي تشهد منذ امس عمليات عسكرية ضخمة.

وشعرت مساعدة ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق لشؤون الحماية ليلى جين ناصيف بالقلق إِزاء سلامة نحو عشرة آلاف أسرة لم تتمكن من مغادرة مدينة الفلوجة وهم الآن في وضع محفوف بالمخاطر للغاية.&

وقالت في بيان صحافي إن المفوضية والشركاء في مجال شؤون الحماية على علمٍ منذ العشرين من آيار الحالي بأن أكثر من 80 أسرة تمكنت من مغادرة الفلوجة بنجاح.. موضحة أن هروبهم كان في بعض الحالات على حساب الأرواح التي انتهت وهم في طريقهم للخروج من الفلوجة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشارت المسؤولة الاممية إلى أنّ بعض الأسر تمكنت من الفرار إلى الطريق الرئيسي بين عامرية الفلوجة ومدينة الفلوجة، بينما هربت أسر أخرى عن طريق عبور الحقول الزراعية التي تقع بين عامرية الفلوجة ومدينة الفلوجة.&

وقالت إن الأسر التي نجحت في الفرار "تواصلت مع قوات الأمن العراقية في قاعدة الحبانية العسكرية الذين قاموا بدورهم بعزل الرجال والفتية الأكبر سِناً عن النساء والأطفال لإجراء المزيد من التحقق الأمني والتي تنتهي عملية التحقق مبدئياً خلال يومين، ولكن القلق&لا يزال يساورنا حيّال سلامة الرجال الذين تم عزلهم ناهيك عن زوجاتهم وأطفالهم الذين يواجهون وضعاً بالغ الضعف بشكل خاص".

وعلى الصعيد نفسه، أكد النائب عن محافظة الانبار حامد المطلك رئيس كتلة ائتلاف الوطنية بزعامة أياد علاوي، أن آلاف المدنيين يتعرضون للقصف العشوائي في الفلوجة ولا توجد ممرات آمنة لخروجهم.

وقال المطلك في تصريح صحافي اليوم إن على السياسيين الابتعاد عن النفاق في تصريحاتهم عن معركة الفلوجة وعليهم حماية الابرياء اولاً قبل تحرير الفلوجة وتحقيق النصر وتوجيه القصف لمعاقل داعش حصرًا.

وشدد على ضرورة أن تكون هناك استعدادات فعلية من جهات رسمية وليس قصفًا عشوائيًا غير دقيق على الفلوجة والمدنيين، ويجب ألا تبدأ هذه المعركة بهذا القصف العشوائي.

ويضم قضاء الفلوجة والنواحي التابعة له أكثر من نصف مليون نسمة وينحدر أغلب سكان الفلوجة من العشائر الكبيرة في العراق، وهي عشائر الدليم بكل فروعها: البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة والبونمر والبوفهد والجميلة ، والجبور والكبيسات، والبوعيسى والعزة والجنابيين وزوبع، وقبيلة بني تميم بفروعها: العيايشة والبو ذهيبة والبو سهيل والبو فياض بالإضافة إلى مجموعة من العشائر الأخرى.&

ويطلق على المدينة أيضًا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها، والتي يصل عددها إلى 550 مسجدًا، وكانت من أبرز معاقل تنظيم القاعدة بعد تغيير النظام العراقي عام 2003، وقد احتلها تنظيم داعش مطلع عام 2014. وقد تضررت الفلوجة كثيرًا من هجومين شنتهما القوات الأميركية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004.