إيلاف من لندن: ظهرت متاجر البقالة البولندية في غالبية المدن الكبيرة في بريطانيا لتلبية حاجات المقيمين المتزايدة أعدادهم من دول اوروبا الشرقية. &

وفي متجر "بود اورليم" الهولندي في مدينة كامبردج تبدو الرفوف عامرة بالبضائع المستوردة، بما في ذلك انواع الشوكولاتة وصلصات المعكرونة التي يفضلها زبائن المتجر الذين غالبيتهم من البولنديين، بما في ذلك قمصان المنتخب البولندي المشارك في بطولة كأس اوروبا بكرة القدم.&

ورغم ابتسامات العاملين ومجاملاتهم مع الزبائن فان مشاعر الأذى والغضب موجودة تحت السطح بسبب قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الاوروبي.&

وقالت ايفانا اريكسون، وهي تهدهد ابنتها على ذراعها انها تشعر بالمرارة والانفعال. واضافت انها لم تصدق عينيها وظنت "ان 50 في المئة من الناس هنا عنصريون قرروا "لا نريد أجانب هنا" ولم أشعر بالتمييز كما اشعر الآن".&

وأوضحت اريكسون انها تعيش في بريطانيا منذ 8 سنوات وأمضت سنوات البلوغ كلها في بريطانيا. وقالت "ما كنتُ سألتقي زوجي لولا الاتحاد الاوروبي لأننا التقينا من خلال برنامج "ايراسموس" وابنتي من اطفال الاتحاد الاوروبي".

وتلقت اريسكون التي تعمل في شركة للتسويق الرقمي رسالة من رئيس الشركة يطمئنها على مستقبلها في الشركة. ولكن اريسكون المتزوجة من بريطاني ذي اصل استرالي قالت إن الاستفتاء دفعهما الى التخطيط للهجرة الى استراليا. &

ولاحظت اريكسون "ان الأحزاب القومية اليمينية تزداد قوة في بريطانيا وفرنسا وبولندا وأخشى ان هذا قد يكون نهاية السلام في اوروبا". &

واعربت اريسكون عن قلقها على مدخراتها بالجنيه الاسترليني الذي هبط سعره بحدة بعد الاستفتاء. &

وتحدثت البائعة في المتجر نفسه سيلفيا سافكسا بمشاعر مماثلة وهي تخدم الزبائن قائلة "إن الناس هنا لطفاء، ألطف من بولندا، ولهذا أنا مندهشة جدا من تصويتهم لصالح الخروج". &

وكانت مدينة كامبردج صوتت لصالح البقاء على النقيض من شرق انكلترا حيث صوتت الغالبية لصالح الانسحاب. وقالت سافكسا انها كانت فخورة بالعيش في كامبردج "فهي مدينة جميلة ، صغيرة وودية".&

تعمل سافسكا (20 عاما) في المتجر منذ خمسة اشهر وانتقلت من بولندا مع والديها واخيها الأصغر منذ ستة اشهر. &وقالت ان أُمها تعمل منظفة بيوت وزوج والدتها واخاها يعملان في البناء.&

واضافت "شعرنا بأننا موضع ترحيب والأجور عالية. إذ نستطيع ان نكسب 7 جنيهات استرلينية في الساعة بالمقارنة مع 1.5 جنيه استرليني في بولندا".&

وقالت سافسكا انها كانت تخطط للبقاء في بريطانيا 10 الى 15 سنة، ولكن الاستفتاء أجهض خطتها وهي لا تعرف ماذا ستفعل الآن. &

ونقات بي بي سي عن سافسكا قولها "اننا إذا عدنا الى بلدنا ستيعين علينا ان نبدأ من الصفر". &

وفي حين ان زهاء 75 في المئة من زبائن المتجر بولنديون فان الباقين خليط من الروس ومواطني اوروبا الشرقية الآخرين والبريطانيين. &

كسينيا دروزدوفا ايستونية تعمل مترجمة وتتردد على المتجر لكي تتسوق منه بقاليات تذكرها ببلدها. &
قالت دروزدوفا انها انتقلت الى بريطانيا قبل سبع سنوات وان والدتها كانت مقيمة قبلها وهي جاءت للعمل خلال الصيف. &&

وابدت دروزدوفا قلقها من تداعيات الاستفتاء رغم تعاطفها مع من صوتوا لصالح الخروج. &

وقالت انها لا تعرف كيف ستؤثر نتيجة الاستفتاء في وضعها وهذا هو أشد ما يقلقها. &واوضحت قائلة "ان شريكي وابنتي اميليا بريطانيان ولكني ما زلت أحمل جواز سفر ايستونياً".&

وقالت انها تأمل بأن يتمكن الاوروبيون الذين يعملون ويعيشون في بريطانيا من البقاء معربة عن تفهمها بأن بعض البريطانيين صوتوا لصالح الخروج ليمكن انفاق مزيد من المال على البريطانيين وربما تقليل المساعدات الاجتماعية للمهاجرين. &

مهاجرة اخرى اسمها سيلفيا ايضاً تعمل محاسبة وتعيش في بريطانيا منذ 12 سنة وهي تتخذ موقفاً مماثلا. &إذ قالت سيلفيا لبي بي سي "ان بعض الانكليز يحسنون التعامل مع الأجانب الموجودين هنا الآن ولكنهم لا يريدون المزيد. &وأعتقد ان هذا هو سبب تصويتهم مع الخروج، ولكن صديقي انكليزي وهو صوت مع الخروج ولهذا أنا غاضبة جدا عليه".&

واكدت سيلفيا ايضاً انها كانت تخطط للاستقرار في بريطانيا ولكنها لا تعرف الآن ماذا ستفعل. &وقالت "أعتقد ان الاقتصاد سيواجه متاعب وأنا قلقة على مستقبلي". &

غادرت سيلفيا المتجر حاملة اكياس التسوق وهي لا تعرف ماذا يخبئ لها المستقبل مثل كثيرين غيرها.

أعدت "إيلاف" المادة عن بي بي سي، الرابط الأصل من هنا:

http://www.bbc.co.uk/news/magazine-36627394?ocid=global_bbccom_email_27062016_magazine
&