دان المعارض السوري حسن سعدون زيارة وفد أوروبي إلى دمشق ولقاء&الرئيس بشار الأسد، معتبرًا بأن هذا الأمر يُشكل إهانة معنوية لقيم الحرية والكرامة.

إيلاف من لندن: التقى الرئيس السوري بشار الأسد،&اليوم في دمشق، وفداً من البرلمان الأوروبي برئاسة خافيير كوسو، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.

وقالت صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، إن الأسد قال لأعضاء الوفد إن سبب المشكلات التي تواجهها أوروبا اليوم من الإرهاب والتطرّف إلى موجات اللجوء هي " تبنّي بعض قادة& الغرب سياسات لا تخدم مصالح شعوبهم، وخاصة عندما قدّم هؤلاء القادة الدعم والغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سوريا."

&قرار الثورة

وحول أسباب الزيارة التي تردد في وسائل الاعلام أنها الثالثة منذ بداية الثورة السورية، قال المعارض والمعتقل السوري السابق حسن سعدون لـ"إيلاف"، إن السبب هو حالة&"الفراغ القائم على مستوى نشاط&المؤسسات التي&مثلت الثورة، منذ قيام المجلس الوطني والائتلاف الوطني السوري، وعدم مواكبتها وتغطيتها اعلاميًا لمبررات قيام الثورة السورية ولم تتابع حملة أصدقاء الشعب السوري بزخمها في البداية وخاصة عندما ادلجت الثورة اسلاميًا،&وخافت دول الاصدقاء من البديل ومازالت حيث تراجعت الاصوات التي كانت تؤيد الثوار، واصبح معروفًا أن قرار الثوره بأيدي دول العالم الكبار وبعض دول الاقليم".

&واعتبر سعدون "ان العقل الاوروبي يتصور أن البديل للاسد هو داعش، وهنا يأتي أهمية نشاط المعارضة السورية في ايضاح أن سوريا بلد تعددي مدني حضاري بتاريخه القديم، ويجب على المعارضة ان تشرح ذلك للرأي العام الاوروبي، وهو ما لم تفعله الى الآن".

وأضاف "أن السياسة الاوروبية تابعة لاميركا، وهذه السياسة الى الآن لم تصدق مع السوريين في أي موقف او تصريح، وبات واضحاً ما راهنوا عليه منذ البداية أنهم لن يتخلوا عن النظام الذي مازال يقدم الولاء والطاعه ولا تزال&وظيفته لم تنتهِ بعد".

ادانة الزيارة

ودان سعدون الزيارة، واعتبرها اهانة معنوية&"لقيم الحرية والكرامة الاوروبية، لانها تأتي في نفس الوقت الذي تحرق فيه حلب بالقنابل الفوسفورية ويعلم الاوروبيون اكثر من غيرهم ان النظام يقتل شعبًا اعزل في سوريا، ويحاول تغطية الجرائم عبر ما يقوله عن النصرة وداعش".

واعتبر&"أن أي زيارة لهذا النظام هي ضرب لقيم الحرية وحق الحياة والسلام العالمي واعادة انتاج القاتل وقتل الضحية مرة ثانية، لكن تحت اعلام حقوق الانسان هذه المرة".

في غضون ذلك نشر مركز حرمون&دراسة حول الدور الأوروبي في سوريا، اعتبر فيها أن& أوروبا، اتحادًا ودولًا أساسية ، تشكل "ضرورة حيويّة للمعارضة السورية وحلفائها الإقليميين، ومن المهم لهم&العمل على تشجيعها، على مزيدٍ من الانخراط في المسألة السورية، ليس لقربها الجغرافي، وإمكاناتها الهائلة فحسب، أو لأنها وجهة مرغوبة للاجئين السوريين، على أهمية هذا الأمر، بل لأنها تتيح للمعارضة ولداعميها إمكانات أفضل للفاعلية، وهوامش أكثر للمناورة بين المواقف المتضاربة للأطراف المتدخِّلة، بما يحسّن من شروطها، ذلك أن الحل المنتظر، بعيدًا كان أم قريبًا، بات حلًا دوليًا بحكم التعقيد الذي اكتنفه وعديد الدول المتدخلة فيه، سلمَت الأطراف المحلية بذلك أم تجاهلته".

وفي المقابل، رأت الدراسة انه "ليس من مصلحة أوروبا أن تدير ظهرها لما يحدث في سوريا والمنطقة، ومن غير المتوقع أن تفعل ذلك؛ فعلاقتها بالمنطقة تحكمها الجغرافيا والتاريخ والمصالح، وباتت محكومة أكثر بقضايا الهجرة وتبعاتها، وبالإرهاب الذي وصل إلى شوارعها، الإرهاب الذي يستمدّ، من دون أدنى شكّ، قوّته واستمراريته من حال غياب الاستقرار والديمقراطية والعدل التي تعانيها المنطقة منذ عقود، وبعضه من صنع سياساتها".