تحاول الشرطة في مدينة دالاس الأميركية الدفاع عن قرارها باستعمال رجل آلي للقضاء على قناص قتل خمسة رجال شرطة في المدينة، وتتنامى الانتقادات ضدّ جهاز الشرطة على خلفية التعامل مع القاتل بتلك الطريقة غير المألوفة.


إيلاف من بيروت: قُتل القناص ميكا جونسون على يد روبوت تكتيكي من صنع شركة نورثروب غرومان يحمل باونداً من مادة سي فور شديدة الانفجار، بعد اشتباك مسلّح.

دافع مركز شرطة دالاس عن قراره باستخدام رجل آلي لقتل الرجل المسلّح الذي أردى 5 شرطيين، معتبراً أنّ الطريقة المثيرة للجدل كانت الحل الأخير الذي لجأوا إليه.

تفاصيل الحادثة

وسط قلق حول التداعيات القانونية المختلفة لقتل المسلّح، قام المركز أيضاً بكشف التفاصيل الأولية العامة لطراز الرجل الآلي ونوع أداة التفجير التي استعملوها ضد ميكا جونسون، وهو جندي احتياط سابق في الجيش الأميركي يبلغ 25 من العمر.

قُتل جونسون في وقت متأخر من يوم الخميس بعد محاصرته من قبل رجال الشرطة في مرآب سيارات خاص بمبنى جامعي، وذلك من خلال أداة تفجير حملها إليه رجل آلي يتمّ التحكم فيه عن بعد.

يعتبر هذا الإجراء أوّل عملية قتل تقوم بها الشرطة الأميركية باستخدام رجل آلي.

وفي تصريح أدلت به شرطة دالاس نهار السبت، قالت إنّها استخدمت روبوتاً من مجموعة ريموتك Remotec من صنع نورثروب غرومان عملاق الصناعة العسكرية.

وأضافت أنّه تمّ تزويده بـ"مخلب وذراع"، وكان يحمل حوالى 450 غراماً من مادة سي فور وقابس متفجر.

أطلق جونسون النار على الشرطيين من المرآب بعد مظاهرة سلمية، فقتل 5 عناصر من الشرطة وجُرح 7 آخرون.

وصرّحت الشرطة أنّها لم تكن تملك خياراً آخر غير إرداء جونسون عن بعد، وذلك عقب فشل الجهود لإقناعه بالاستسلام.

وورد في التصريح أنّه "بعد فشل كل محاولات التفاوض مع المشتبه به ميكا جونسون وفي ظل تبادل إطلاق النار، تم استخدام أداة تفجير لإنقاذ حياة الشرطيين والمدنيين".

وحسب صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، فإنّ النقّاد لا يعملون على الأرض ولا يعرّضون حياتهم للخطر.

واعتبر بعض محلّلي الحريات القانونية والمدنية أنّ هذا الإجراء "غير المسبوق وقد هدّد بتعطيل النظام القانوني المتعلّق بجرائم القتل الذي تعتمده وكالات إنفاذ القانون".

إنتقادات

في سياق متصل، صرّحت أستاذة القانون في جامعة كاليفورنيا إليزابيث جوه لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية الأسبوع الماضي، أنّ استخدام الشرطة للروبوتات القاتلة "يطرح تساؤلات جديدة قانونية وإثنية وتقنية".

وأشارت إلى أنّ استخدام الشرطة للقوة القاتلة مبرّر عادة "في ما يتعلّق بأي تهديد مباشر يتعرّض له الشرطي أو غيره"، ثم أضافت قائلة إنّ كيفيّة تطبيق ذلك ليست واضحة ما إذا كان التهديد موجهاً ضدّ رجل آلي بينما يتواجد الشرطيون على مسافة بعيدة".

وكرّر رئيس شرطة دالاس دايفيد براون تبريره للحادثة في مقابلة له على سي ان ان يوم الأحد قائلاً: "لم يخطر في بالنا أي خيار آخر غير استخدام كل الأدوات اللازمة، ولو لم نتصرّف لكان أصيب المزيد من الشرطيين بالأذى".

وفي معرض حديثه عن استخدام الروبوت القاتل، قال براون: "وافقت على هذا الإجراء وسأعيد الكرّة في ظروف مماثلة. أنا أقدّر وجهة نظر النقّاد لكنّهم لا يعملون على الأرض ولا يعرّضون حياتهم للخطر".

ترجمت "إيلاف" هذه المادة نقلاً عن صحيفة ذي غارديان البريطانية. الرابط الأصلي هنا.