قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دمج تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية المسلحة بالقوات الامنية ووضعها تحت أمرته وانهاء ارتباطها بالاحزاب ومنع منتسبيها من العمل السياسي .. فيما امرت وزارة الداخلية برفع جميع الملصقات والصور الخاصة بالمسؤولين والتي تحمل ابعادا ورموزا مذهبية وطائفية وعرقية.

وأصدر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اليوم امرا بتنفيذ تعليمات اصدرها في وقت سابق تقضي بإعادة هيكلة تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين في مواجهة تنظيم داعش بناء على فتوى اصدرها المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني بعد ثلاثة أيام من احتلال التنظيم مدينة الموصل الشمالية في العاشر من يونيو عام 2014 &. وتقضي تعليمات العبادي هذه التي حصلت "إيلاف" على نصها باعتبار الحشد تشكيلاً عسكرياً مستقلاً يعمل بنموذج يتماهى مع جهاز مكافحة الإرهاب وإخضاعه ومنتسبيه الى القوات العسكرية العراقية وفك ارتباط منتسبيه بالقوى السياسية والحزبية والاجتماعية كافة ويكون خاضعا للقائد العام للقوات المسلحة العبادي نفسه.

ونص الأمر الديواني ايضا على ان يكون الحشد تشكيلاً عسكرياً مستقلاً وجزءاً من القوات المسلحة العراقية ويرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة.. ويعمل بنموذج على غرار جهاز مكافحة الإرهاب الحالي من حيث التنظيم والارتباط ويتألف من قيادة وهيئة أركان وألوية مقاتلة.

كما نص على ان يخضع هذا التشكيل ومنتسبوه للقوانين العسكرية النافذة من جميع النواحي ويتم تكييف منتسبي ومسؤولي وآمري هذا التشكيل وفق السياقات العسكرية من ترتيبية ورواتب ومخصصات وعموم الحقوق والواجبات. وشدد على فك ارتباط منتسبي هيئة الحشد الشعبي الذين ينضمون إلى هذا التشكيل عن الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية كافة ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه.. ويتم تنظيم التشكيل العسكري من هيئة الحشد الشعبي بأركانه وألويته ومنتسبيه ممن يلتزمون بما ورد آنفاً من توصيف لهذا التشكيل وخلال مدة ثلاثة أشهر.

ويبلغ عدد مقاتلي الحشد الشعبي حوالى 60 الف فرد ينتمون الى أكثر من 20 ميليشيا مسلحة وقد خصصت الحكومة له مبلغ 60 مليون دولار في موازنة عام 2015 حيث يستلم عناصره مرتبات شهرية وبدل طعام وتقوم القوات العراقية بادخال المتطوعين غير المنظمين للميليشيات بتدريبات سريعة ومكثفة وزجهم في العمليات العسكرية.

وفي وقت سابق اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة "بإعدامات عشوائية".. مؤكدة أن ممارساتهم تصل لمستوى "جرائم الحرب". وحذرت من ان حكومة العبادي التي تدعم وتسلح هذه المجموعات تغذي دوامة جديدة وخطرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد. وحملت الحكومة المنظمة المسؤولية "إلى حد كبير عما ترتكبه هذه الميليشيات من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك جرائم الحرب".&

وقد تفاوتت تفسيرات العراقيين لهذه الخطوة بين اعتبارها تدخل ضمن الاستعدادات لتحرير مدينة الموصل قريبا وبين التخلص من سيطرة القادة السياسيين باعتبارها ميليشيات تابعة لهم وبين وجود توجه لتحويل هذا الحشد الى تنظيم يشبه الحرس الثوري الايراني الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد ويقوم بتسليح وتدريب العديد منها.&

&الداخلية ترفع جميع الشعارات والملصقات المذهبية والعرقية &&

وجهت وزارة الداخلية برفع جميع الملصقات والصور الخاصة بالمسؤولين والتي تحمل ابعادا مذهبية مناقشة وطائفية وعرقية باعتبارها وزارة سيادية ولكل العراقيين.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الوكيل الإداري والمالي لوزارة الداخلية عقيل الخزعلي مع لجنة الرأي حيث تمت مناقشة عدد من القضايا منها مراجعة خطة الإصلاح الإداري والمالي ووضع رؤية شاملة في الخطط الإستراتيجية على ان تتوفر فيها معايير الجودة الشاملة . وأوضح الخزعلي أن "الإصلاح الإداري يبدأ من الثقافة المؤسسية في قدرة المؤسسة على الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.. &مشددا على ضرورة ان يكون هذا العام عاما للقضاء على الفساد.

ووجه الخزعلي "جميع المدراء بتقييم العاملين الذين بمعيتهم بشكل دوري ومستمر للاستفادة من قدراتهم وتشخيص مكامن الضعف أو الخلل ومعالجتها ومكافحة الفساد من خلال اعتماد دليل الإجراءات المهنية المعمول به حاليا ".. مؤكدا ضرورة زج ضباط الداخلية في دورات القيادات المتقدمة والوسطى موجها بمراجعة خطة الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد كما قال بيان صحافي لاعلام الداخلية في ختام الاجتماع واطلعت على نصه "إيلاف".

وأمر وكيل الداخلية برفع جميع الملصقات والصور الخاصة بالمسؤولين في الوزارة او التي فيها ابعاد ورموز متعلقة بالمذاهب والطوائف والاعراق كون وزارة الداخلية هي وزارة سيادية عراقية ولجميع العراقيين .&

وكان الخزعلي تسلم حقيبة الداخلية مؤخرا بالوكالة خلفا لوزيرها السابق القيادي في منظمة بدر الشيعية سالم الغبان الذي استقال من منصبه بعد ايام من التفجير الكبير الذي ضرب منطقة الكرادة وسط بغداد وتبناه تنظيم داعش في الثالث من الشهر الحالي واوقع حوالى 500 قتيل وجريح. &