يبدو ان الحرب التي يخوضها العراق ضدّ داعش قد أعاد أمجاد "الفرقة الذهبية" بعد تعرضها لاتهامات بإدارة سجون سرية وتنفيذ اعدامات خارج اطار القانون، حتى اطلق عليها اسم "الفرقة القذرة".


لندن: كانت قوة مكافحة الارهاب في العراق المعروفة باسم "الفرقة الذهبية" مكروهة حتى انها أصبحت تُسمى "الفرقة القذرة".

وتعرضت الفرقة الى اتهامات بإدارة سجون سرية وتنفيذ اعدامات خارج اطار القانون. ودعا نواب في البرلمان العراقية الى حلها. &

ولكن الحرب التي يخوضها العراق مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" أعادت لهذه القوة النخبوية سمعتها بوصفها قوة عسكرية محترفة بعد ان تحملت العبء الأكبر من القتال ضد "الجهاديين". وظهرت اغانٍ شعبية تمدح شجاعة افراد الفرقة.

فرقة "الأمل"

وتعتبر "الفرقة الذهبية" البالغ حجمها نحو 10 آلاف رجل نقطة مضيئة صغيرة لعلها الوحيدة في تركة الولايات المتحدة الحافلة بالاخفاقات خلال سنوات احتلال العراق بعد غزو 2003، وخاصة فشلها الذريع في اعادة بناء الجيش العراقي. &

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اميركيين قولهم ان الفرقة الذهبية هي شريكهم الموثوق على الأرض في القتال ضد داعش فيما يعاني الجيش العراقي تفشي الفساد وسوء الادارة.&

ولكن محللين يحذرون من ان الخسائر التي تكبدتها الفرقة الذهبية في الأرواح خلال عامين ونصف العام من القتال وبقاء افرادها بلا اجازة فترات طويلة تهدد بحرمان العراق من أمضى سلاح لديه في مواجهة داعش. &

وقال العقيد اركان فاضل قبل ان يطلب غطاء جوياً من طائرات التحالف الدولي في الفلوجة عشية استعادتها في يونيو ان الفرقة الذهبية تحمل باقي القوات على كاهلها. &واضاف "نحن اعتدنا على ذلك ، وهكذا كانت الحال من بداية الحرب وحتى الآن". &

وكان العقيد فاضل من اوائل الضباط الذين درسوا العلوم العسكرية في الولايات المتحدة حيث امضى ما مجموعه عامان وثمانية اشهر.&

وخاض العقيد فاضل ورفاقه الكثير من المعارك وهو يقول "قاتلنا في كل مكان". &

انجازات على أرض الواقع

وكانت مجموعة من قوة مكافحة الارهاب صمدت طيلة أشهر في مواجهة مئات المركبات المفخخة التي أرسلها داعش خلال محاصرة المجموعة داخل مصفى بيجي، اكبر مصافي العراق شمالي بغداد. &

وفي العام الماضي قادت "الفرقة الذهبية" معركة استعادة الرمادي مركز محافظة الانبار حيث قاتلت شرقاً وغرباً فيما كانت قوات الشرطة الاتحادية العراقية تواجه مصاعب لتحقيق تقدم.

وتصدر جنود الفرقة عمليات ضد داعش في بلدتي هيت والرطبة وتحرير العديد من القرى على امتداد نهر الفرات غربي العراق.&

وفي معركة الفلوجة كان قادة الفرقة الذهبية اول من اخترقوا دفاعات داعش الذي امضى عامين ونصف العام في بنائها.

وقال الجنرال ميك بيدنارك قائد برنامج تدريب الجيش العراقي بين 2013 و2015 ان جنود الفرقة الذهبية دائماً في الطليعة.

تخوين واتهامات

وحين شُكلت "الفرقة الذهبية" بعد الغزو كانت موضع شك من العراقيين لأنها ارتبطت بمكتب رئيس الوزراء مباشرة وليس بوزارة الدفاع أو الداخلية.

وتعرضت الفرقة الى اتهامات بتحولها الى أداة يستخدمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي لتصفية خصومه.

وقال العقيد فاضل "كانوا يكرهوننا... ولكن المواطنين يحترموننا الآن أكثر مما يخافوننا". &
&
عندما مرت احدى قوافل الفرقة الذهبية في مناطق سنية على اطراف مدينة الرمادي بعد استعادتها من داعش اواخر العام الماضي رشهم الأطفال بالحلوى وتحلقوا حول جنودها لالتقاط صور معهم.

وقال مسؤول محلي ان المواطنين في هذه المناطق كانوا قبل عامين يغلقون ابوابهم ويختفون في بيوتهم تعبيرا من موقفهم من "الفرقة الذهبية".

وقال المستشار السابق لقوة مكافحة الارهاب في العراق الكولونيل ديفيد ويتي ان التغير الذي حدث في سمعة "الفرقة الذهبية" خلال العامين الماضيين "كان مذهلا فهم انتقلوا من الوقوف على حافة الحل أو الدمج بقوات الجيش الى ابناء العراق المفضلين". &

"القوة الأكثر مهنية والأقدر تقنياً"

وتمكنت الفرقة الذهبية من تحصين نفسها عموماً ضد الفساد الذي كان ينخر أسس الجيش العراقي ويتفشى في كل مفاصل الدولة.

وكان افرادها يتلقون تدريبات مكثفة ومتواصلة على ايدي مجموعة صغيرة من العسكريين الاميركيين الذين بقوا في العراق بعد رحيل الاميركيين عام 2011.

وحافظت "الفرقة الذهبية" على تماسكها حتى بعد اجتياح قوات داعش مناطق واسعة من العراق عام 2014 متسببة بأزمة خطيرة وانهيار الجيش العراقي رغم انفاق 20 مليار دولار على إعادة بنائه.&

ومع تنحي المالكي مرغماً من رئاسة الحكومة توقفت الاتهامات بتحول "الفرقة الذهبية" الى جيشه الخاص وتحسنت سمعتها.&

وقال الجنرال الاميركي بيدنارك انها الآن "القوة الأكثر مهنية والأقدر تقنياً" لدى الحكومة العراقية. &

ولكن رجال "الفرقة الذهبية" لا يتوقعون استراحة بعد معارك الفلوجة بل هناك معارك أخرى تنتظرهم في محافة الانبار فيما بدأت وحدات اخرى منها عمليات عسكرية في جنوب مدينة الموصل.&

وبسبب دور الفرقة في الخطوط الامامية وتنفيذها مهمات ليست من اختصاصها فانها تكبدت خسائر فادحة. إذ كانت الكتيبة التي يقودها العقيد اركان فاضل تضم 240 رجلا اواخر 2013 لكنها تضم الآن 190 رجلا حتى بعد ارسال جنود للتعويض عمن خسارتهم في القتال ضد داعش.

وقال فاضل ان الوحدات الأخرى تكبدت خسائر أكبر من وحدته بفقدانها رجالا يصعب تعويضهم.

وأكد العقيد فاضل "ان إنتاج جنود العمليات الخاصة لا يكون بالجملة". &

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة واشنطن بوست على الرابط التالي.
&