قال زعيم حزب المعارضة الرئيس في تركيا الأربعاء إن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا توفر للبلاد فرصة نادرة لإنهاء المستويات الخطيرة من الاستقطاب في البلاد.&


انقرة: في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر حزب الشعب الجمهوري في انقرة، دعا زعيم الحزب كمال كيليتشدار اوغلو الرئيس رجب طيب إردوغان الى احترام حكم القانون خلال عملية التطهير التي أعقبت المحاولة الانقلابية.&

وعقد زعيم الحزب اجتماعا غير مسبوق قبل يومين مع إردوغان في القصر الرئاسي بهدف دعم الوحدة الوطنية في اعقاب انقلاب 15 يوليو الفاشل.&

وتدفق الاتراك من جميع الاطياف السياسية الى الشوارع ليل الانقلاب للتصدي للجنود المتمردين في عرض نادر للتضامن في البلاد التي بدت في بعض الاحيان منقسمة بشكل يستعصي على الحل.&

وقال كيليتشدار اوغلو لفرانس برس "هناك استقطاب حقيقي في تركيا، ويجب انقاذ البلاد من هذا الاستقطاب".&

واضاف "آمل في ان نأخذ جميعا، خصوصا من يحكمون البلاد، عبرة من هذه الأحداث".&

واعتبر لقاء كيليتشدار اوغلو مع اردوغان الاثنين والذي شارك فيه كذلك زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي تحولا كبيرا بالنسبة إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري.&

وكان قد وصف إردوغان في السابق بانه "دكتاتور مغرور" ورفض دخول "قصره غير الشرعي".&

وقال الاربعاء "سأنتقد اردوغان، ولم انته من انتقاده. لقد ذهبت الى القصر من اجل ان تعود تركيا طبيعية وامنة، ولضمان عدم حدوث الانقلابات مرة اخرى".&

وقال هناك "نية لتحسين العلاقات" مع اردوغان، ولكن كان يجب ان يترجم ذلك الى خطاب سياسي.&

انهاء الاستقطاب

قال مسؤول الاربعاء ان الرئيس يدرس إمكانية إسقاط تهم التشهير المرفوعة ضد زعماء المعارضة كبادرة شكر على تصرفهم خلال المحاولة الانقلابية. وقبل الانقلاب وصلت الانقسامات في تركيا الى مستويات جديدة حيث تبادلت الاحزاب السياسية الاهانات، وادت شخصية اردوغان المهيمنة الى انقسام البلاد.&

وتصاعد العنف في مناطق جنوب شرق البلاد التي تسكنها غالبية من الاكراد، اكبر اقلية في البلاد.&

كما اشتكى العلويون الذين يشكلون اكبر اقلية دينية في تركيا السنية، من التهميش.

وقال كيليتشدار اوغلو "يوجد استقطاب في السياسة التركية بسبب وجود محور مركزه الدين والاتنية".&

واضاف "يجب ان نغير هذه الصورة".&

تأسس الحزب الجمهوري في العام 1923 على يد مصطفى كمال اتاتورك الذي قاد البلاد في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية. ويعتبر الحزب نفسه حارسا للمبادئ العلمانية المؤيدة للغرب التي قامت عليها جمهورية تركيا الحديثة.&

الا انه منذ تولي حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي بزعامة اردوغان الحكم العام 2002، وجد الحزب الجمهوري نفسه يخسر في صناديق الاقتراع.&

وتمكن كيليتشدار اوغلو من انقاذ الحزب الذي كان يغرق في الفضائح عندما تولى زعامته في 2010. الا ان الحزب لم يحصل في انتخابات نوفمبر 2015 سوى على اقل من 25% من الاصوات.&

وقال كيليتشدار اوغلو الذي القى كلمة أمام الآلاف الاحد في تجمع مناهض للانقلاب في اسطنبول نظمه حزبه بدعم من حزب العدالة والتنمية، ان السياسة التركية يجب ان تدخل الان "حقبة جديدة". وصرح للوكالة "يجب قبول الديمقراطية وحكم القانون والعلمانية (..) يجب ان تسود سياسة التفاهم (..) نوع مختلف من السياسة".&

"لا تكن مثل الانقلابيين"

وقال ان على السلطات ان تتصرف في اطار حكم القانون بعد حملة القمع التي اعقبت الانقلاب وشهدت اعتقال اكثر من 15 الف شخص.&

واضاف "وقوع الانقلاب كان غلطة واحدة. لكن البلد الذي يؤمن بحكم القانون سيناضل من اجل تطبيق حكم القانون كذلك على الانقلابيين".&واضاف "ليس من الصواب اعتقال الصحافيين وتوقيف الناس والقاؤهم في السجن والقول +هذا ليس مهما+، وتكديس السجون بآلاف الناس".

وتابع "اذا تصرفنا بنفس الطريقة التي تصرفوا بها، وعاملناهم معاملة سيئة، فلن يكون هناك اي فرق بيننا وبين الانقلابيين".&

&