اذا كانت الحياة السياسية البريطانية اتسمت منذ استفتاء 23 يونيو بعاصفة من الاستقالات، انصرفت الادارة بهدوء الى التحضير للمهمة الكبيرة المتمثلة بتنظيم عملية الخروج من الاتحاد الاوروبي، وتقول رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، إن بلادها تحتاج إلى المزيد من الوقت لإعداد الخروج.

إيلاف من لندن: رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي التي استقال سلفها ديفيد كاميرون بعد نتيجة الاستفتاء، تقول إن بلادها تحتاج الى المزيد من الوقت لخروج منظم من الاتحاد الأوروبي. وتعهدت ماي الأربعاء في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الحكومي عقب محادثات أجرتها مع نظيرها في روما، ونقلته وكالة "الاناضول" بعدم المساس بحقوق المواطنين الإيطاليين المقيمين في المملكة المتحدة.&

وتابعت: "بالتأكيد لا أستطيع أن أفعل ذلك مع مواطني دول أوروبية أخرى إذا لم تقم بضمان حقوق مواطنينا لديها".

وقالت ماي في مؤتمرها أيضًا: "نحن بحاجة لمزيد من الوقت لإعداد الخروج من الاتحاد بشكل منظم، نحن سنغادر لكننا جزء من أوروبا، وعازمون على تعزيز علاقاتنا مع أصدقائنا الأوروبيين".

تصريحات ماي ليست بالجديدة، فهي كانت أكدت في أكثر من مناسبة أن لندن لن تتسرع في الدخول في مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي وستبدأها على الارجح مطلع السنة المقبلة.

وبيّنت رئيسة الوزراء البريطانية كذلك أن "إيطاليا هي ثامن سوق للصادرات بالنسبة للمملكة المتحدة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري 24 مليار يورو العام الماضي، ونحن نريد أن يستمر هذا التبادل".

وكانت الحكومة البريطانية أكدت الثلاثاء أنها تدخل مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي من موقع قوة اقتصاديًا، بعدما كشفت ارقام رسمية أن معدل النمو ارتفع بشكل غير متوقع في الفصل الثاني من السنة قبل الاستفتاء.

وسجل اجمالي الناتج الداخلي في بريطانيا ارتفاعًا بنسبة 0,6% في الفصل الثاني، كما اعلن مكتب الاحصاء الوطني للفترة الممتدة بين ابريل ويونيو، رغم اجواء الارتياب التي سادت قبل الاستفتاء حول خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي.

ويشار إلى أن العامل الاقتصادي ليس التحدي الأكبر لخروج بريطانيا من الاتحاد، إذ يشكل التخلص من 43 عامًا من التشريعات والقوانين الاوروبية، وابرام تحالفات جديدة بمعزل عن التكتل الذي يضم 28 بلدًا، اكبر التحديات لحي الوزارات في لندن، منذ الحرب العالمية الثانية.