إيلاف من بيروت: علمت "إيلاف" من مصدر مطلع أن خلافات حادة سادت في الأسابيع الأخيرة بين قادة القوى التي تحارب مع النظام السوري، أي إيران ومليشياتها الشيعية وحزب الله والقوات الجوية الروسية.&

وقال مصدر غربي لـ"إيلاف" إن الايام الاخيرة شهدت الكثير من الاخطاء في هذا المعسكر، حيث قُتل عدد ليس بالقليل من مقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية بنيران صديقة، روسية تارة وسورية تارة أخرى، إضافة إلى الخسائر التي تكبدهم إياها الفصائل المسلحة في حلب.

أخطاء فادحة

قال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن التكتيك الذي ينتهجه المعسكر الداعم للنظام السوري، وعلى الرغم من فشله، مستمر في ارتكاب الاخطاء نفسها، من قصف القوات الموالية له تارة من الجو وتارة من البر، بسبب غياب التنسيق بين قادة الجيوش المشاركة في هذه الحرب.&

وبيّن المصدر لـ«إيلاف»: على سبيل المثال، طلب الايرانيون من الروس قبل أيام تأمين غطاء جوي لمنطقة دخلوها قرب حلب، إلا أن الروس لم يقدموا هذا الغطاء، بل قصفوا مكانًا آخر، ما أدى إلى تورط الميلشيات الايرانية في تلك المنطقة. ولا ينسق الجيش السوري مع حزب الله أو الايرانيين أو الروس، بل ينسحب من دون تبليغ من مناطق وصل اليها.

ويقول المصدر إن الجيش السوري لم يحرز أي انجاز في الاشهر الاخيرة، ويقع ثقل المعارك على كاهل حزب الله والمقاتلات الجوية الروسية.

يتكبد حزب الله خسائر فادحة، ويلقى اللوم من السوريين الذين يتهمون الايرانيين بعدم جلب أي مساعدات أو معدات حربية حديثة إلى سوريا، بل اسلحة وعتاد قديم لا يفي بالغرض بحسب ما يقول المصدر، الامر الذي يؤدي إلى بلبلة وتذمر بين الاطراف المشاركة في الحرب والمؤيدة للنظام.&

توقفت العمليات المشتركة

تستغل فصائل المعارضة المسلحة والمنظمات التي تقاتل في حلب نقاط الضعف هذه، وتسجل انتصاراتها، وتمنع المعسكر الموالي للنظام على الرغم من مقاتليه وآلياته والغطاء الجوي الروسي من التقدم أو إحراز أي إنجاز، وهذا بالضبط ما حصل في الاشهر الاخيرة في العيس في ابريل، وفي خان طومان في مايو، وفي الخاصة في يونيو.

وفي المعركة الاكبر الدائرة في حلب، منيّ المعسكر هذا بالانتكاسات الواحدة تلو الأخرى، وازداد التذمر والانتقاد بحسب المصدر نفسه.

يضيف: "جراء هذه الخلافات، توقفت العمليات المشتركة لحزب الله والمليشيات الايرانية الشيعية تمامًا في الايام الاخيرة، لأن مقاتلي حزب باتوا يشعرون أنهم القوة الوحيدة التي تقاتل فعليًا وتتكبد الخسائر في الارواح والعتاد، وبدأت تظهر على مقاتليه في حلب خيبة أمل واستخفاف بالجيش السوري الذي اخفق في كل مهماته".

لا تنسيق

لهذه الأسباب ولأخرى، تقرر ارسال مقاتلي حزب الله والمليشيات الايرانية إلى القنيطرة الجديدة لصرف الانظار عن خسائر حلب، علمًا أن تلك القوات كانت طردت من القنيطرة لعدم اتفاقها وتنسيقها مع قوات النظام هناك. والمتوقع أن تتفاقم الأمور في القنيطرة بين تلك القوى خصوصًا أن الروس يؤمنون الغطاء الجوي فحسب، وينسقون مع اسرائيل ويعملون بشكل منفرد وبتنسيق قليل مع النظام السوري بحسب المصالح الروسية، كما يقول كثيرون في معسكر الأسد.

يقول المصدر لـ «إيلاف» إن من الغرابة بمكان أن تخفق هذه القوى التي تقاتل بشكل متواصل إلى جانب بعضها بعضًا لمدة طويلة في إنشاء تناغم وتوافق وتنسيق في ما بينها، في مقابل منظمات مسلحة لا تملك العتاد أو العديد أو الاسلحة التي يملكها معسكر الاسد، لكنها ناجحة في التنسيق، وفي استغلال نقاط الضعف والبلبلة الواضحة وضعف التنسيق اللافت داخل معسكر الاسد. ويبدو أن المعارك ستطول جدًا بحسب المصدر الذي يستبعد أن تتحسن احوال المعسكر الموالي للاسد في سوريا.​