تناولت قمة مصرية – اردنية في القاهرة اليوم الأربعاء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها وتمكينها في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية، إضافة إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية.

نصر المجالي:&اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في محادثاتهما على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين، لاسيما في ضوء المواقف المصرية والأردنية المتشابهة تجاه الأزمات الإقليمية، مشددين على أهمية تعزيز دور المؤسسات العربية، كمدخل رئيس لمعالجة الأزمات في المنطقة.

ورحب الزعيمان، خلال جلسة مباحثات ثنائية جرت في قصر الاتحادية في القاهرة تبعتها أخرى موسعة بحضور كبار المسؤولين في البلدين، باجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة، والتي ستنعقد خلال الفترة ما بين 29-31&أغسطس الجاري في القاهرة، مشيدين بانتظام دورية انعقادها، ومؤكدين وجوب إنجاز جميع المواضيع المتفق عليها، خلال السنوات الماضية.&

علاقة استراتيجية&

كما أكدا ضرورة الانتقال إلى مرحلة تؤسس لآفاق أكثر تميزا في مستوى العلاقة الاستراتيجية، متطلعين إلى تفعيل جملة من الاتفاقيات الثنائية المهمة، لتسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى التعاون،&وخلال اللقاء، أعاد العاهل الأردني التأكيد على مواقف الأردن الثابتة إزاء دعم الشقيقة مصر، والتضامن الكامل معها ومساندتها في مختلف الظروف.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن رؤى الجانبين اتفقت على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية.

التطرف

كما بحث الرئيس المصري والملك عبدالله الثاني أهمية العمل للدفاع عن الإسلام ضد من يقومون على تشويه صورته الحقيقية السمحة، التي تنبذ العنف والتطرف، وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر.

وفي هذا الإطار، تم التأكيد على محورية دور الأزهر الشريف، باعتباره منارة للفكر الإسلامي الوسطي، تسهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ومكافحة الأفكار المتطرفة والهدامة، فضلا عن أهمية توفير جميع سبل الدعم والمساندة للمؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، حتى تتمكن من أداء رسالتها على الوجه الأكمل.

وأعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر للمواقف المشرفة للأردن في مساندة بلاده، لاسيما في حربها ضد الإرهاب، وهي المواقف التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

وأشاد الرئيس السيسي بالدور الأردني في الدفاع عن مختلف القضايا العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، لافتا في&الوقت ذاته إلى أن مصر تواصل دورها الحيوي في الدفاع عن القضايا العربية داخل مجلس الأمن، وكذلك في إطار رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس.

وحول القضية الفلسطينية، تم التأكيد خلال المباحثات على ضرورة كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقا للمرجعيات الدولية، وصولاً إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

دعم عباس&

وأعرب الزعيمان عن تقديرهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستجابته لدعوة لم الشمل الفلسطيني، وإصدار اللجنة المركزية لحركة فتح بيانا للتأكيد على دعوتها لإعادة أبنائها تحت مظلة الحركة بما يخدم القضية الفلسطينية والوضع الداخلي الفلسطيني بشكل عام، خاصة في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، والتي تتطلب وحدة الصف ودعم القوى المعتدلة لمواجهة الإرهاب، الذي يعاني منه العالم أجمع.

سوريا وليبيا والعراق

وشدد العاهل الأردني والرئيس السيسي، خلال استعراضهما تطورات الأزمة السورية، على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة ينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري.

وعلى صعيد الموقف في ليبيا، تم تبادل وجهات النظر حيال التطورات الأخيرة، وسبل مساندة الحل السياسي للأزمة هناك، وصولاً إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي.

كما تطرقت المباحثات إلى الأوضاع في العراق، حيث توافقت رؤى الزعيمين على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها، وبما يعزز أمن واستقرار العراق، ويدعم التوافق الوطني بين مختلف أطياف الشعب العراقي.

20 اتفاقية&

وإلى ذلك، قالت الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى، ردا على سؤال لصحيفة (اليوم السابع)، إن زيارة الملك عبد الله الثاني قد تشهد توقيع 20 اتفاقية تعاون بين مصر والأردن.

&وأضافت، في تصريحات لها على هامش توقيع& منحتين مع صندوق تطوير التعليم ضمن برنامج مبادلة الديون الإيطالية بقيمة 90 مليون جنيه، اليوم، أن اللجنة المشتركة مع الجانب الأردنى تنعقد يوم الاثنين المقبل 29 أغسطس لتعزيز التعاون بين الجانبين،&وقالت الوزيرة "نناقش مع وزيرة الهجرة وضع العمالة المصرية في الأردن، نظرا لوجود منافسة مع العمالة السورية التي توافدت بكثافة على الأردن جراء الحرب الدائرة فى سوريا، وتقبل أجورا أقل من العمالة المصرية ولديها مهارات أكثر".

&وأوضحت أن الوزارة تدرس إنشاء وحدة أو قطاع بالتعاون الدولي للإشراف على برامج مبادلة الديون لتحويلها إلى برامج تنمية، والمساهمة في تخفيف التزامات الدين الخارجي في ظل أزمة العملة الصعبة.