ختم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة خاطفة لتركيا هي الأولى له منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة ، بلقاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كما تحادث مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان، وأدان المحاولة الانقلابية.

نصر المجالي: طالب نائب الرئيس الأميركي، الأربعاء، الذي تزامنت زيارته مع عملية (درع الفرات) في سوريا، بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات، مهددا بخسارتهم الدعم الأميركي، في حال عدم الاستجابة لمطلبه.

وقال بايدن، في مؤتمر صحافي في أنقرة: "يجب على القوات الكردية الانسحاب عبر نهر الفرات". وأضاف "لن يتمكنوا تحت أي ظرف من الحصول على الدعم الأميركي ما لم يفوا بالتزاماتهم"، وأعرب بايدن بشكل "غير مباشر" عن دعمه العملية التركية التي شنتها، الأربعاء، على بلدة جرابلس الحدودية السورية، و"ردع" الأكراد عن توسيع مناطق نفوذهم شمال سوريا.

وبعيدا عن وسائل الإعلام، اختتم بايدن زيارته بلقاء الرئيس التركي في المجمع الرئاسي، إلا أنه سمح للصحافيين بالتقاط الصور في بداية اللقاء، وبزيارة اليوم يكون بايدن المسؤول الأميركي الأول الذي يزور المجمع منذ انتقال مقر الرئاسة التركية إليه العام 2014. 

وقال بايدن لاردوغان الذي انتقد بمرارة حلفائه الغربيين وخصوصا واشنطن لعدم التضامن معه اثر المحاولة الانقلابية وعدم زيارتهم انقرة، "انا اعتذر. كنت وددت لو اني جئت في وقت مبكر".

تعاون بشأن غولن 

وغادر بايدن تركيا، مساء الأربعاء، معلنا أن الولايات المتحدة تتعاون مع تركيا في تقييم الأدلة ضد رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تريد أنقرة تسلمه بعد محاولة انقلاب لكنه شدد على ضرورة الوفاء بالمعايير القانونية، وفي كلمة له، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستواصل التعاون طالما استمرت تركيا في تقديم معلومات إضافية بشأن غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب يوم 15 يوليو.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا مصلحة لها في حماية أي شخص ألحق ضررا بحليف وأن واشنطن قدمت دعما قويا لتركيا في أعقاب الانقلاب الفاشل، ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا والولايات المتحدة ينبغي ألا تسمحا لأي أحداث بأن تضر بعلاقتهما لكنه أضاف أنه يتوقع أن تبدأ العملية القانونية لتسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن دون تأخير.

دعم البيت الأبيض

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، في مؤتمر صحافي الإثنين الماضي، إن "زيارة بايدن ستكون قبل كل شيء مؤشرًا للدعم القوي الذي تبديه الولايات المتحدة للحلفاء في تركيا"، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية أدانت بشدة المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وأضاف: "الولايات المتحدة تدعم بقوة الحكومة الديمقراطية في تركيا بشكل لا لبسَ فيه"، لافتا إلى أن بايدن سيعرب خلال الزيارة عن دعم الإدارة الأميركية للخطوات، التي اتخذتها تركيا في إطار المساهمة في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتقديرها تلك المساهمة. 

زيارة البرلمان 

وكان بايدن توجه فور وصوله إلى أنقرة، إلى مقر البرلمان التركي، حيث استقبله إسماعيل قهرمان رئيس البرلمان. وأعرب نائب الرئيس الأميركي عن بالغ حزنه لسقوط ضحايا ومصابين خلال المحاولة الانقلابية، قائلا : "تمنيت أن أكون هنا في اليوم التالي للحادث".

وتفقد بايدن مبنى البرلمان الذي تعرضت أجزاء منه للقصف خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، وأوضح إسماعيل قهرمان رئيس البرلمان، خلال مرافقته بايدن، أن الحكومة التركية عازمة على تحويل هذه الأجزاء إلى متحف للديمقراطية.

وأشار بايدن إلى أنهم أيضا ما زالوا محتفظين بالأماكن التي تعرضت للقصف في مبني "الكابيتول" بواشنطن من قبل القوات البريطانية عام 1812، مضيفا "نختلف عنكم بأن القصف كان وقت حرب، إلا أن الشعب لم يشأ أن ينسى ذلك".

وأثناء تفقده غرفة رئيس الوزراء في مبنى البرلمان التي طالها القصف أيضا، لاحظ بايدن توقف ساعة الحائط في الغرفة عند الثانية عشرة من منتصف الليل، ما دفعه إلى الوقوف أمامها، وطلب من الصحافيين ممازحا تصويره وإبلاغ رئيس الوزراء بحضوره إلى مكتبه في موعده.

مؤتمر صحافي 

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التركية، أدان نائب الرئيس الأميركي المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، ونفى علم بلاده بالمحاولة مسبقًا، ومن جهته، قال يلدريم: يجب أن لا تفسد المحاولة الانقلابية في 15 يوليو أو أي مشاكل أخرى العلاقات التركية- الأميركية، ينبغي علينا أن لا نسمح بذلك

ودعا يلدريم، الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في موقفها حيال "ب ي د" و"ي ب ك"، ومن جهته، قال بايدن إن على تنظيم "ي ب ك" ، وقوات سوريا الديمقراطية، ألا يعبروا إلى الجهة الأخرى للنهر (نهر الفرات) بأي شكل من الأشكال، وفي حال عبروا النهر فإن الولايات المتحدة الأميركية لن تقدم الدعم لهم

وفي الأخير، قال رئيس الحكومة التركي إن الإدارة الأميركية، متمثلة بالسيد أوباما، والسيد جو بايدن ابدت موقفها بوضوح، اليوم وفي الفترة السابقة، بشأن مناهضتها محاولة الانقلاب في تركيا، وأكدت أنه تحرك ضد الديمقراطية، وأن هذا الموقف هو المعتمد لدينا، وبالتأكيد هناك تصورات مغايرة لدى الشارع التركي، ونحن هنا سوية من أجل تعديلها