صاغت الدانمارك خطة استراتيجية هدفها إنشاء أول جيل من غير المدخنين في عام 2030، ورفع معدل بقاء مرضى السرطان على قيد الحياة، تمهيدًا للخلاص من هذا المرض في المستقبل.

بيروت: أعلنت الحكومة الدانماركية الأربعاء عن تفصيلات خطة تاريخية لمحاربة السرطان،&ومن أبرز ما تتضمنه الخطة استراتيجية وطنية لإنشاء أول جيل غير مدخّن في عام 2030. ووفقًا لمؤتمر صحافي حكومي، سيتم تنفيذ جزء من الخطة من خلال فرض قيود جديدة على التدخين في المؤسسات التربوية، وشراكات مع مجتمع الأعمال بهدف التوقف عن بيع المنتوجات التبغية للقُصّر.

ولفتت صوفي لود، وزيرة الصحة الدانماركية، إلى ضرورة التصرّف حيال عدد المدخنين الكبير من الأطفال والشباب، قائلة: "إذا تمكنّا من تحقيق هدفنا في ابعاد الأطفال الذين يولدون اليوم عن التدخين في عام 2030، نكون قد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا في مسيرة تجنّب حصول حالات سرطانية جديدة". وأضافت أن خطة الحكومة ستوجّه رسالة توضح أن الأطفال والتدخين مفهومان لا يلتقيان.

معدّل الحياة&

يمثل إنشاء جيل غير مدخّن جزءًا من الخطة الرابعة لمكافحة السرطان Kræftplan IV التي تبلغ كلفتها نحو 330 مليون دولار. وبحسب لود، تولي الحكومة محاربة السرطان اهتمامًا كبيرًا، وبالتالي تنوي إنفاق مبالغ ضخمة في هذا المجال. وبهذه الخطة، تضمن الحكومة نجاة مرضى السرطان وحصولهم على حياة جيدة بعد إتمام العلاج.

ووفقًا لدراسة أطلقت في المؤتمر الأوروبي للسرطان الذي أقيم في فيينا في سبتمبر الماضي، وهي أكبر دراسة في التاريخ حول هذا المرض، يبلغ معدّل البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في الدانمارك 50.9 في المئة، وتعتبر هذه النسبة الأدنى تقريبًا بين كل دول أوروبا الغربية، وهي أقل كثيرًا من المستويات المسجّلة في الدول المجاورة مثل السويد (64.7 في المئة) وفنلندا (61.4 في المئة) وأيسلندا (61.2 في المئة) والنرويج (58.6 في المئة). وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الصحة أن أحد أهداف الخطة هو جعل معدّل البقاء على قيد الحياة في الدانمارك موازيًا لمعدّلات بلدان الشمال الأوروبي.

المريض أولًا

من بين مبادرات أخرى في الخطة، تبرز استراتيجية "المريض أولًا" التي تشدّد على القرارات الفردية في شأن خيارات العلاج. تقول لود: "على علاج السرطان أن يستند إلى احتياجات المريض الفردية ووضع حياته. فمشاركة المريض تعتبر في الأصل جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية، لكن ينبغي اللجوء إليه أكثر للنصيحة والاستماع إلى ما يقوله، وأخذ تجاربه في الاعتبار".

على الرغم من توصية هيئة الصحة الدانماركية باتّخاذ تدابير إضافية، بما فيها رفع الضرائب على منتوجات التبغ، وإجبار المتاجر على وضعها بعيدًا عن مرأى العملاء، وتغليف السجائر بطريقة عادية وغير لافتة، أشارت الجمعية الدانماركية للسرطان إلى أن خطة الحكومة هي مربط الفرس. وفي مؤتمر صحافي مع رئيسة الجمعية دورث كروجر، قالت إن أكثر ما يسرّها في الخطة الرابعة لمكافحة السرطان التي تتميّز بنقاط إيجابية متعددة، هو الطموح لجعل أجيال المستقبل غير مدخّنة. واعتبرت أن لا مبادرة أخرى تتفوّق على هذه الخطة في إنقاذ المجتمع من المزيد من حالات السرطان.&

أعدت "إيلاف" المادة عن موقع لوكال

المادة الاصل هنا

&