مقديشو: اقتحمت مجموعة من متمردي حركة الشباب الاسلامية الصومالية مساء الخميس مطعما على احد شواطىء مقديشو ما اوقع سبعة قتلى بعد سبعة اشهر على هجوم مماثل شنته على مؤسسة مجاورة.

وما كاد الهجوم يبدأ حتى تبنت حركة الشباب كعادتها اعتداء الخميس على الموقع الالكتروني لمحطتها "راديو اندلس". في البداية اقدم انتحاري على تفجير سيارة مفخخة في جوار المطعم قبل ان تقتحمه مجموعة من رجلين على الاقل مدججين بالسلاح.

وبسرعة جرى تبادل لاطلاق النار بين المهاجمين الذين تحصنوا في المطعم وقوات الامن التي اضطرت للتدخل بحذر بسبب اطلاق مسلحي الشباب القنابل اليدوية الصنع باتجاهها. وقال المتحدث باسم بلدية مدينة مقديشو عبد الفتاح حلان لوكالة فرانس برس "ان تسعة اشخاص قتلوا في الهجوم، بينهم اثنان من المهاجمين الشباب".

واكد هذه الحصيلة مسؤول في شرطة المدينة لوكالة الانباء الوطنية الصومالية موضحا ان خمسة مدنيين وعنصرين من قوات الامن قتلوا في الهجوم. وصرح الكولونيل بيشار قائد شرطة منطقة بانادير الادارية التي تشمل مقديشو ان "كل المهاجمين قتلوا والمطعم بات حاليا تحت السيطرة الكاملة لجنود الحكومة".

واضاف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الصومالية ان "الهجوم الارهابي اسفر عن سقوط تسعة قتلى هم خمسة مدنيين واثنان من افراد قوات الامن والاثنان الآخران ينتميان الى الميليشيا التي شنت الهجوم" في اشارة الى حركة الشباب.

واضاف ان شخصين آخرين اصيبا بجروح وقبضت السلطات على مهاجم ثالث بعد اصابته بجروح يعتقد انه قام بتفجير السيارة في بداية الهجوم. ومساء الخميس عرضت السلطات المشتبه به على الصحافيين ممددا على سرير مستشفى مع ضمادات على وجهه.

شاطىء ليدو استهدف من قبل

استهدف هذا الهجوم مرة جديدة مطعما شعبيا على واجهة بحر مقديشو، اسمه "بنادير بيتش ريستورنت" ويقصده عادة ازواج شبان ومسؤولون صوماليون. وكان المتمردون استهدفوا في اواخر كانون الثاني/يناير مطعما على شاطىء ليدو غير بعيد عن المطعم الذي استهدف مساء الخميس ما اسفر انذاك عن سقوط عشرين قتيل.

وفي الاشهر الاخيرة شن متمردو الشباب الذين توعدوا بالقضاء على الحكومة التي تساندها قوة من الاتحاد الافريقي قوامها 22 الف جندي (اميصوم) منتشرة في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الافريقي، هجمات عديدة متبعين اسلوبا بات معروفا - تفجير سيارة مفخخة يتبعه هجوم مجموعة مدججة بالسلاح - على اهم فنادق ومطاعم العاصمة الصومالية.

وكان الشباب الذين يواجهون قوة اميصوم النارية المتفوقة عليهم طردوا من مقديشو في آب/أغسطس 2011. ثم خسروا معظم معاقلهم رافضين غالبا القتال التقليدي مفضلين القيام بعمليات حرب عصابات واعتداءات انتحارية.

لكنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية واسعة يخوضون منها حرب عصابات وينفذون اعتداءات انتحارية وخصوصا في مقديشو ضد رموز الحكومة الصومالية الضعيفة او ضد اميصوم.

وستنظم الصومال في الاسابيع المقبلة انتخابات بالاقتراع غير المباشر يفترض ان تفضي الى انتخاب الرئيس في 30 تشرين الاول/اكتوبر. لكن المتمردين الاسلاميين الذين اظهروا مجددا الخميس قدرتهم على الحاق الضرر، يشكلون تهديدا امنيا مؤكدا للعملية الانتخابية.