توصلت لجنة تمثل فعاليات مدينة داريا العسكرية والمدنية، يوم الخميس، إلى اتفاق مع وفد للنظام يقضي بخروج المدنيين والعسكريين، حيث نص الاتفاق على خروج المدنيين اليوم الجمعة إلى ريف دمشق، يتبعه خروج للعسكريين إلى إدلب مع أسلحتهم الفردية، أو تسليم سلاحهم وتسوية أوضاعهم في دمشق.

بعد حصار دام &لسنوات، بدأ اليوم أهالي ومقاتلو مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية في ريف دمشق تنفيذ بنود اتفاق مع النظام السوري لم تعرف كل تفاصيله.

وبدأت الدفعة الأولى من أهالي مدينة داريا المحاصرة تغادر المدينة، بحافلات ترافقها فرق للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، بعد اتفاق أفضى الى إخلاء المدنيين الى مدينة قدسيا والجيش الحر الى مدينة ادلب.

وأكد المجلس المحلي لمدينة داريا بدء إخلاء مدينة داريا من المدنيين، بعد ان توجهوا إلى الحافلات التي ستخرجهم برفقة الهلال الأحمر السوري.

ولفت المجلس إلى أن أسر المدنية ستتوجه إلى بلدة حرجلة في الغوطة الغربية بالتنسيق مع لجنة من أهالي المدينة في مناطق النزوح، ومن هناك يتوزعون إلى المناطق التي يرغبون في التوجه إليها.

وأضاف المجلس أن لجنة تمثل فعاليات مدينة داريا العسكرية والمدينة توصلت، أمس الخميس، إلى اتفاق مع وفد للنظام، يقضي بخروج المدنيين والعسكريين من كبرى مدن الغوطة الغربية.

وأصيب ناشطون ومعارضون سوريون تحدثوا لـ"إيلاف " بإحباط شديد، واعتبروا ان هناك نوعا من المقايضة جرى ما بين جرابلس وداريا.

امر متوقع

ولكن ما جرى كان أمرا متوقعا بعد سنوات من إلقاء آلاف البراميل من مروحيات النظام وفي ظل القصف المتواصل على المدينة وبعد هجوم عسكري مكثف لقوات النظام خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تمكنت خلاله من تقليص الأراضي الزراعية لتضييق الخناق على مقاتلي الجيش الحر وقرابة 8300 مدني محاصرين داخل المدينة والقضاء على معالم المدينة، اضافة الى استمرار الحصار الشديد وعدم دخول مساعدات الشهر الجاري والحديث السابق عن مساعدات غير كافية وغير أساسية.

وعلمت" إيلاف" أن النظام السوري سيستغل ملف داريا لإجبار بعض المدنيين وعناصر الجيش الحر على إجراء مقابلات مع التلفزيون السوري، مدعيا أن ما جرى انتصار.

وتردد أن النظام وبعد افراغ المدينة بأكملها سيسلمها لشركات ايرانية بحجة اعادة الاعمار، كما تردد أنه رفض توجه عناصر الجيش الحر الى مدينة درعا وأصر على ذهابهم الى مدينة ادلب في الشمال السوري دون أي خيارات أخرى.

وعود بالعودة

هذا ويتوجه عدد من عناصر الجيش الحر مع أسرهم باتجاه الشمال السوري، ويرافق القافلتين وفد من الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، على أن تستكمل عملية الخروج غدا السبت.

من جانبه قال القيادي حركة أحرار الشام الإسلامية أبو عيسى الشيخ "أهلا داريا فالأرض أرضكم والديار دياركم ونحن وما نملك خدما لكم، فلا تيأسوا ولا تحزنوا، فها هو قد ترك مكة نبيكم وهي أحب بقاع الأرض إلى قلبه، وقد خرج منها باكياً كما خرجتم، ثم عاد إليها فاتحاً مع من آواه ونصره كما سنعود نحن وأنتم إليها فاتحين بإذن ربكم".

ووعد قائد فصيل أجناد الشام أبو حمزة الحموي أنه" ستتبعها جولات وصولات تعيد لمجد الشام وعز الإسلام مجداً وعزاً ونصراً نلجم فيه أعوان الرافضة وحلفاءهم، وهذا وعد الله فصبراً داريا".

اتفاق على خروج المدنيين

وكانت قد توصلت لجنة تمثل فعاليات مدينة داريا العسكرية والمدنية، الخميس الماضي، إلى اتفاق مع وفد للنظام يقضي بخروج المدنيين والعسكريين.

ونص الاتفاق على خروج المدنيين اليوم الجمعة إلى ريف دمشق، يتبعه خروج للعسكريين إلى إدلب مع أسلحتهم الفردية، أو تسليم سلاحهم وتسوية أوضاعهم في دمشق.

وتعريف المدنيين هنا بموجب الاتفاق، هم كل شخص غير منشق أو متخلف عن الالتحاق بقوات النظام بالإضافة إلى النساء والأطفال. كما اشترط وفد النظام، أنه خلال أيام يجب أن ينتهي الملف وتفرّغ المدينة بالكامل، وتلقت اللجنة المفاوضة وعودًا بإخراج المعتقلين من النساء والأطفال، وتأهيل المدينة لعودة المدنيين تدريجيًا لها ولكن دون أية ضمانات .