خيمت الأزمة السورية بكل تداعيتها السياسية والعسكرية والإنسانية، على الاجتماع الأطول من نوعه بين وزيري خارجيتي الولايات المتحدة وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف في جنيف اليوم الجمعة.

وتتطرق المباحثات، التي تجري بمشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إلى الأوضاع الإنسانية في حلب، إضافة إلى دعم نظام وقف إطلاق النار وتنظيم العملية السياسية في سوريا.

وكانت تقارير تحدثت في الكواليس عن اجتمال التوافق بين واشنطن وموسكو على تحديد توقيت زمني لإطلاق المرحلة الانتقالية في سوريا، وكان وزير الخارجية الأميركي قال في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا 17 أيار/ مايو أنه "تم تحديد بداية أغسطس موعدا مفترضا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا".

تنظيم التنسيق

وكشفت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية في وقت سابق عن أن " آفاق تنظيم التنسيق المكثف بين موسكو وواشنطن في محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا تتصدر أجندة مباحثات الوزيرين".

وأضافت زاخاروفا أن العمل الخاص لاتخاذ موقف مشترك، روسي أمريكي، من التسوية السورية دخل "مرحلة مصيرية".

وحسب موقع (روسيا اليوم)، فإنه من المتوقع أن يسفر لقاء لافروف وكيري عن التوصل إلى اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول التنسيق العسكري في سوريا، علما أن هذا اللقاء قد سبقه عدد من الاجتماعات بين خبراء عسكريين روس وأميركيين.&

وأكد كيري في وقت سابق أن المفاوضات في هذا الشأن " تقترب من نهايتها".

عمل مشترك

وتعتقد مصادر دبلوماسية ان هذا اللقاء بين الوزيرين كيري ولافروف ثمرة للعمل المشترك الذي انطلق في موسكو يوم 15 يوليو/تموز الماضي في أثناء مباحثاتهما، حيث نسق الطرفان حينها خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار وخلق ظروف للانتقال السياسي في سوريا، وذلك من دون الكشف عن جوهر الاتفاقات التي تم التوصل إليها.

من جهته أعلن ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا في وقت سابق عن رغبته في عقد اجتماع مع لافروف وكيري في جنيف، حيث من المتوقع أن يعرب دي ميستورا عن وجهة نظره أيضا فيما يخص استئناف العملية السياسية في سوريا.
وسيبحث الوزيران، بالإضافة إلى الأزمة السورية، الوضع في ليبيا وأوكرانيا.

أمل بـ(شيء)&

وكانت الأمم المتحدة أعربت، الخميس، عن أملها في أن يسفر اجتماع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، عن "شيء" من أجل سوريا.

وقال استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الخميس، إن "الأمم المتحدة تأمل في أن يتم الخروج بشيء من اجتماع وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة المقرر، الجمعة، في جينيف".

هدنة إنسانية

وأضاف دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "من جانبنا مستعدون لهدنة إنسانية في سوريا، ونريد تحقيق الحد الأدنى من سلامة سائقي شاحنات الإغاثة؛ لنتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين من المدنيين".

وأوضح المتحدث أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، طلب في جلسة مجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، ضرورة وقف القتال في حلب لمدة 48 ساعة أسبوعيا من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.

وخلص إلى القول: "لقد أكد أوبراين، في تلك الجلسة استعداد الأمم المتحدة، وبمجرد حصولنا على الضوء الأخضر، لبدء نقل المساعدات خلال 48 أو 72 ساعة، والخطط جاهزة، ولكننا نريد اتفاقا من جميع الأطراف لنقوم بمهمتنا".