لا ينفي النائب اللبناني أمل أبو زيد احتمال نزول التيار الوطني الحر إلى الشارع &كخطوة مطروحة للبحث، رغم أن الإستقرار الداخلي في لبنان يبقى مطلبًا دوليًا وإقليميًا.

إيلاف من بيروت: في حديث حول آخر مستجدات الأحداث السياسيّة والأمنيّة، تناول النائب اللبناني أمل أبو زيد في حديثه الخاص لـ"إيلاف" موضوع مقاطعة التيار الوطني الحر لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وخطوات التيار الوطني الحر المنتظرة، فضلًا عن موضوع الرئاسة في لبنان وموضوع التهديد الداعشي.

وفي ما يلي نص اللقاء معه:

ماذا بعد مقاطعة التيار الوطني الحر لجلسة مجلس الوزراء الأخيرة؟

الموقف التحذيري الذي صرّح به رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل على أثر انتهاء اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الثلاثاء الماضي، يؤكد اعتراضنا على الإخلال بالميثاقية والدستور والقانون في العمل الحكومي وكل الأعمال النيابية.

هل يتجه لبنان بعد هذه المقاطعة إلى أزمة نظام؟

عمليًا هناك أزمة نظام في لبنان، وإذا لم نقر بها نكون نضحك على أنفسنا، فلا رئاسة للجمهورية، ولا انتاجية أساسية وضرورية لمجلس الوزراء، ونعيش في زمن عدم الإستقرار، وكذلك عدم انتظام العمل الحكومي والسلطة التنفيذية والتشريعية.

بري وعون

ماذا عن إعلان رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن الحكومة بحمايته رغم عدم حضور وزيري التيار الوطني الحر، كيف يؤثر ذلك في علاقته برئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون؟

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يهمه أن تعمل الحكومة كسلطة تنفيذية بغياب رئيس الجمهورية، ولكن يجب أن تعمل بوجود جميع المكونات الأساسية التي تُشكل نسيج التركيبة اللبنانية، وعندما لا يكون التيار الوطني الحر ولا الكتائب ولا حزب الطاشناق موجودين على صعيد التمثيل السياسي فهنا نتساءل عن مدى ميثاقية الحكومة، وعمليًا، احترامًا للوزراء الآخرين فهم لا يمثلون المسيحيين تمثيلاً قويًا. ونحن مع انتظام عمل الحكومة ولكن ضمن منطق احترام الآخر، من خلال المشاركة بالقرار فعليًا كما ينص الدستور.

خطوات التيار

هل هناك اتجاه من قبل التيار الوطني الحر للتصعيد في الشارع بعد مقاطعته جلسة مجلس الوزراء الأخيرة؟

الخطوات تتخذ تصعيديًا بشكل تدريجي، ومع انعقاد جلسة مجلس الوزراء من دون وزيري التيار الوطني الحر شهدنا على نوع من التغاضي لموقفنا، وسوف نبني عليه في اجتماعنا، من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية، والنزول إلى الشارع يبقى احتمالاً مطروحًا على طاولة البحث.

هل ينسف التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي الحكومة اللبنانية من الداخل؟

الموضوع لا يتعلق فقط بالتمديد لقهوجي، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير، التمديد أصبح جزئيًا، والميثاقية في لبنان لديها أوجه عدة منها التمديد غير الشرعي حتى للمجلس النيابي، وكيف يمكن للنواب أن يمددوا لأنفسهم والشعب أعطاهم وكالة زمنية لفترة محددة، هناك خلل أساسي في قانون الإنتخابات، يجب الإتفاق على قانون انتخاب جوهري يجسّد روحية اتفاق الطائف بالشراكة الفعلية، واليوم يتم التعامل معنا كمواطنين درجة ثانية في حين نحن مواطنون أساسيون ومكونون فعليون للدولة والسلطة اللبنانية.

وبالنسبة إلى قيادة الجيش لدينا اعتراض أولي ومبدئي على التعيين والقيادات العسكرية موجودة، والتراتبية موجودة في الجيش اللبناني، لماذا يجب أن يكون هناك استثناء في لبنان، ويستطيع مجلس الوزراء اللبناني أن يعين قائدًا للجيش اللبناني.

استقالة سلام

هل يستقيل رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام على خلفية التجاذبات بموضوع التمديد لقهوجي؟

لا أحد يعلم ما الذي سيفعله سلام، فهو يأتي من بيت وطني وسياسي عريق، ويعرف المصلحة الوطنية للبنان، بحكم وجوده في رئاسة الحكومة والحكومة مجتمعة لديها دوران، الدور الأول رئاسة الجمهورية ودور الحكومة بحد ذاتها، وعلى سلام أن يلعب دورًا فاعلاً كي يضبط الأمور ويلملمها ويجمع الأمور كلها من جديد لأنه يكفينا تشرذمًا وبعدًا عن بعضنا، وأتى الوقت كي تكون الأمور كلها واضحة، والكرة ليست بملعبنا اليوم، لأننا حذرنا وقلنا يكفي تحمل وزر أخطاء كبيرة للمصلحة الوطنية بينما الآخرون يتمادون بتكرار الأخطاء في ما يتعلق بالممارسة السياسية الفعلية.

نأمل ألا يجبرونا على الإتجاه إلى مكان آخر، لان تصرفات الفريق الآخر تهدد الوجود والكيان اللبناني.

لبنان والوضع الإقليمي

ماذا عن الحديث بعدم وجود انفراجات حتى نهاية العام، لأن الملف اللبناني مرتبط بالوضع الإقليمي؟

نحن من الأساس كنا نقول إن الوضع الإقليمي لديه انعكاساته على الوضع في لبنان، ولكن نتساءل إذا بقي الوضع الإقليمي لأربعين عامًا، هل نبقى منتظرين وضعنا الداخلي؟ الأمور يمكن حلها بين بعضنا داخليًا ومن ضمنها الإنتخابات الرئاسية، وما المانع اليوم من الإتفاق على رئيس للجمهورية في لبنان.

من المسؤول عن استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان؟

لأن هناك رغبة عند بعض الأحزاب الأساسية أن يبقى الفراغ، وإلا المجيء برئيس للجمهورية لا لون له ولا رائحة له.

نحن نريد رئيسًا للجمهورية ينبثق من الإرادة الشعبية، وهو من يحق له رئاسة الجمهورية.

أزمة النفايات

هل تعود النفايات إلى الشارع مجددًا في لبنان؟

يجب العودة والتفكير بحل منطقي في ما خص موضوع النفايات في لبنان، لأن المماطلة بالحلول لا تجدي نفعًا.

هناك حلول عدة مطروحة ومجلس الإنماء والإعمار أرسل مذكرة لمجلس الوزراء لإنشاء معامل للتفكك الحراري مع حلول عدة يمكن البحث بها يُعمل بها لصالح الجميع وليس فقط لصالح مؤسسة أو شركة.

في ظل التهديد الداعشي للبنان كيف يمكن تجنيب البلد أي خضات أمنية؟

&رغم كل الأحداث التي تجري حولنا، فلبنان بالحد الأدنى يحاول الحفاظ على الإستقرار الداخلي أمنيًا، وجميع المكونات الأساسية التي تتصارع سياسيًا أو على الأرض تتفق على أن لبنان عليه أن يبقى بعيدًا عن المشاكل الأمنية، ويكفينا مشاكلنا السياسية، والإستقرار مطلب من دول الجوار والدول الإقليمية والدولية، ونأمل أن يستمر الإستقرار في لبنان.