هافانا: أعلن حركة التمرد "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) وقفا نهائيا لإطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل الأحد (الاثنين 5,00 ت غ) في أعقاب اتفاق السلام التاريخي الذي أبرمته مع الحكومة لإنهاء نزاع مسلح استمر 52 عاما.

وقال القائد الاعلى لفارك تيموليون خيمينيز الملقب "تيموشنكو" أمام الصحافيين في هافانا "آمر جميع قادتنا ووحداتنا وكل شخص من مقاتلينا إلى وقف إطلاق النار والأعمال القتالية بصورة نهائية ضد الدولة الكولومبية اعتبارا من منتصف هذه الليلة".

وكان الرئيس خوان مانويل سانتوس أمر بوقف إطلاق النار مع فارك في اعتبارا من التوقيت نفسه، غداة التوصل الى اتفاقات سلام في 24 آب/اغسطس مع حركة التمرد الرئيسية والماركسية في البلاد.

وقال القائد الأعلى لفارك "لقد سمعنا بتأثر الأمر الرئاسي للجيش، ونحن نعطي الأمر نفسه لقواتنا".

لكن قانونيا فان وقف اطلاق النار الثنائي والنهائي كما اتفق عليه اثناء المحادثات، لن يبدأ تطبيقه الا يوم التوقيع الرسمي على الاتفاقات المرتقب بين 20 و26 ايلول/سبتمبر.

الا انها المرة الاولى التي تتفق فيها الحكومة والفارك التي تعد حوالى 7500 مقاتل، معا على وقف لاطلاق النار. في السابق فشل اتفاق للهدنة مبرم العام 1984 في ظل رئاسة بيليساريو بيتانكور.

ثم ستتم دعوة الكولومبيين الى ابداء رأيهم في استفتاء مقرر في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر. ويتطلب فوز المؤيدين للسلام الحصول على 13% من الاصوات، اي 4,4 ملايين.

والحرب الداخلية التي شارك فيها بمرور السنين متمردون من اقصى اليسار وميليشيات شبه عسكرية من اقصى اليمين والقوات المسلحة على خلفية اعمال العنف المكثفة لتجار المخدرات، اسفرت عن سقوط 260 الف قتيل على الاقل اضافة الى 45 الف مفقود و6,8 ملايين نازح.

ولم تصل كولومبيا مطلقا الى المدى الذي بلغته اليوم على طريق السلام ونحو انهاء اقدم نزاع مسلح في القارة الاميركية.